"يستغلهم لتبرير أفعاله".. نصف يهود أميركا يعتبرون ترامب معادياً للسامية
إعلام إسرائيلي يتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمعاداة السامية، مستنداً إلى استطلاع أظهر أن نصف يهود أميركا يتبنون هذا الرأي، رغم "دعمه الظاهري" لـ"إسرائيل" ومعاقبة خصومها.
-
ترامب يتحدّث في القمة الوطنية للمجلس الإسرائيلي الأميركي، في 19 أيلول/سبتمبر 2024 (أ ف ب)
في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديم نفسه كحليف لـ"إسرائيل"، وداعم لما يسميه "حقوق اليهود" عبر إجراءات مشدّدة بحق "المعادين للسامية"، تتزايد في الداخل الأميركي أصوات يهودية تحذّر من مواقفه وتصفها بـ"المعادية لليهود"، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الإسرائيلي والمتحدّث السابق باسم جيش الاحتلال، نحمان شاي، إن نصف اليهود الأميركيين يرون في ترامب شخصية معادية للسامية، رغم تبنيه خطاباً مؤيداً لـ"إسرائيل".
وأوضح الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن "المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة يشهد انقساماً حاداً بشأن سياسات ترامب". وأشار إلى استطلاع أجرته شركة "GBAO Strategies"، أظهر أن 50% من اليهود الأميركيين يعتبرون ترامب معادياً للسامية، بينما عبّر آخرون عن شكوكهم في أن إجراءاته ساهمت فعلياً في الحد من كراهية اليهود.
ولفت إلى أن هذا الموقف يعكس قلقاً حقيقياً داخل الجاليات اليهودية، وقد عبّرت عنه رسالة وقّعها أكثر من 550 حاخاماً ومؤذّناً، اتهموا فيها ترامب بـ"استغلال اليهود لتبرير أفعاله، وزرع الانقسام بين الأميركيين، والإضرار بالديمقراطية والجاليات".
وأضاف أن موجة العداء للسامية تصاعدت بشكلٍ غير مسبوقٍ في عهدي الرئيسين ترامب وبايدن، خصوصاً منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيراً إلى أن رابطة مكافحة التشهير (ADL) سجلت ارتفاعاً بنسبة 400% في الحوادث المعادية للسامية.
ورأى أن هذا التصعيد ترافق مع تحولات في السلوك السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الأميركي، مشيراً إلى فشل شركات التكنولوجيا الكبرى في الحد من انتشار خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى تفشّي موجة معاداة للسامية تركزت بشكلٍ خاص داخل الولايات المتحدة.
وانتقد في مقاله تعامل ترامب مع الجامعات الأميركية، متحدثاً عن خلافه مع جامعتي "كولومبيا" و"هارفارد"، عقب احتجاجات طلابية مناهضة لـ"إسرائيل". وقال إن "ترامب تمكن من فرض إرادته على كولومبيا، بينما رفضت هارفارد العقوبات المفروضة عليها وتخوض حالياً نزاعاً قانونياً مع الإدارة الأميركية".
وفي مقارنة بين تعاطي الإدارات الأميركية مع معاداة السامية، أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الرئيس جو بايدن اعترف فعلاً بتزايد الأعمال المعادية للسامية، وأطلق خطة لمواجهتها، أسندت إلى المبعوثة الخاصة البروفيسورة ديبورا ليبشتات، وشملت برامج توعية وعقاباً واسع النطاق. في المقابل، فإن ترامب – بحسب الكاتب – "منح شرعية ضمنية للتيارات اليمينية المتطرفة خلال ولايته الأولى"، كما بدا واضحاً في تصريحاته بعد أحداث شارلوتسفيل، عندما قال إن "من بين المتظاهرين من اليمين أناساً طيبين جداً"، رغم مشاركتهم إلى جانب جماعاتٍ نازية و"كو كلوكس كلان".
وختم مقاله بالتحذير من أن "الوحش المعادي للسامية قد استيقظ"، داعياً إلى "تعبئة شاملة لمواجهة هذه الظاهرة التي باتت تهدّد أمن الجاليات اليهودية داخل أميركا".