كيف أضحت الثورات العربية تائهة تفتقد الاستراتيجية؟

لسنوات شهد عالمنا العربي ما عرف بـثورات تنوعت أطيافها.. لكنها في الشعارات توحّدت ..فكان الحديث عن الحرية والكرامة وتحسين الظروف المعيشية عنواناً مشتركاً.

  • التحليلية
    بدت الثورات في العالم العربي أحوج ما تكونُ إلى قياداتٍ

لطالما بَشَّر بنهضة شاملة من نظروا لما أسموها ثورات عربية، بدءاً بتغيير الأنظمة الحاكمة الفاسدة المستبدة. وبدت تلك الثورات أحوج ما تكونُ إلى قياداتٍ، تقودها برؤية واضحة إلى تحقيق الأهداف، كما في تجارب ثورية عديدة ناجحة. 

لم تكتف الثورات بعجزها عن الإتيان بتغييرات جذرية، ففاقدُ الشيء لا يعطيه، وهي التي بدت خاويةً إلا من هتافاتٍ تصنع الفراغ السياسي، وتكاد لا تقوى على ملئه. 

كيف أصبحت تلك الثورات تائهةً فارغةً بلا استراتيجية؟ وهل يُعقل أن تُنتج أنظمة بلا سياسة؟

عندما ملأ الناس الساحات مطالبين بالتغيير.. وثائرين على الفساد بانت في شعاراتهم مطالب محقّة.. لكن أجندات فُرضت ودولاً تدخلت أو ربما في بعض الأحيان حرّضت فانحرفت الأهداف.

في هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الإقليمية طلال عتريسي إنه خلال الثورات العربية "القوى التي أسقطت الأنظمة وقعت بأخطاء".

وذكر للميادين أنّه "من أخطاء القوى التي حكمت بعد الثورات أنها أرسلت للخارج رسائل للطمأنة"، وأشار إلى أنّ بعض القوى التي وصلت للحكم أرسلت للأميركيين والإسرائيليين أنها ليست ضدهم.

ولفت إلى أنّ الحلول لمشاكل الدول العربية التعاون الإقليمي فيما بينها لمواجهة التحديات مثل لبنان وسوريا والعراق، كما دعا الشعوب التي صنعت الثورات أن تخرج ضد التطبيع.

من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة "الشروق" المصرية عماد الدين حسين، إنّ الشعوب العربية التي ثارت تعبّر عن مطالب محقة.

ولفت للميادين إلى أنّ القوى التي كانت تملك الجماهيرية والقوة "هي القوى الدينية وهي من استطاعت الوصول للسلطة"، معتبراً أن "القوى الدينية التي وصلت للسلطة في مصر كانت جاهلة بالحكم".

وأوضح أنه "عندما شنت إسرائيل حرباً على حماس في غزة لم يعلن الإخوان في مصر الحرب على تل أبيب"، مشيراً إلى أنّه "من المشاكل البنيوية للثورات الاعتماد على دعم دول مطبعة مع إسرائيل".

وعن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية، علّق حسين قائلاً "للأسف بعض دول الخليج هرولت باتجاه إسرائيل دون ثمن"، مضيفاً أنه "للأسف تخلى الجميع عن القضية الفلسطينية".

بدوره، رأى منسق شبكة "باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية" صلاح الداودي، إنّ "حكام تونس في الفترة ما بعد 2011 هم من يريدهم العدو".

وأشار للميادين إلى أنّ ما يحصل الآن في تونس تم برمجته منذ عام 2011، معتبراً أنّ "ما يسمى بالكفاءات ليست نخب وطنية ولكن يتم تأزيم الوضع للذهاب إلى هذه الحكومات".

كما ذكر أنه "يريدون في تونس حكومات تواصل سياسات التبعية"، مؤكداً أنه "حتى في المبادلات التجارية ممنوع التوجه شرقاً أو التعامل مع إيران".

وتطرق الداودي في حديثه إلى أنّ "التكنوقراط" في تونس، لافتاً إلى أنهم "كانوا يعملون في شركات فرنسية وأميركية".

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك