جبهة النصرة تعطّل الاتفاق بحرقها حافلات كفريا والفوعة

مراسل الميادين يقول إنّ 15 حافلة دخلت أحياء حلب الشرقية التي ما زال يتواجد فيها عدد من المجموعات المسلحة وستنتقل هذه الحافلات إلى حيَّيْ الراشدين وخان طومان ومن ثم إلى مناطق أخرى، كما تنتظر 50 حافلة أخرى عند معبر الراموسة لاستكمال العملية، بالإضافة إلى 4 سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي، بالتزامن مع احتراق 5 حافلات متجهة إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين جراء اشتباكات بين مسلحي جبهة النصرة وأحرار الشام.

المسلحون يستهدفون الحافلات المتجهة إلى الفوعة وكفريا قبل دخولها إلى المدينتين المحاصرتين
أكدت مصادر للميادين أنّ المسلحين أحرقوا 21 حافلة بعد خروجها من سرمين باتجاه بنش التي تدخل منها الى كفريا والفوعة.

يأتي ذلك عقب دخول 15 حافلة أحياء حلب الشرقية صباح الأحد حيث ما زال يتواجد فيها عدد من المجموعات المسلحة وكان من المفترض انتقال هذه الحافلات إلى حيَّيْ الراشدين وخان طومان ومن ثم إلى مناطق أخرى، كما انتظرت 50 حافلة أخرى عند معبر الراموسة لاستكمال العملية، بالإضافة إلى 4 سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي.

وفي وقت لاحق وبحسب معلومات للميادين فقد دخلت 8 حافلات من أصل 120 حافلة إلى بلدتَيْ كفريا والفوعا المحاصرتَيْن في ريف إدلب لإخراج المصابين والمدنيين، وقام تنظيم جبهة النصرة بإحراق 5 منها بعد اشتباكات دارت بين عناصره ومسلحين من حركة أحرار الشام.

وبحسب المعلومات فإنّ جبهة أحرار الشام ترفض تعطيل تطبيق اتفاق إخراج المسلحين من حلب والمدنيين من كفريا والفوعة.

وأكدت المعلومات أنّ النصرة قامت بإفراغ قسم كبير من وقود الحافلات المتجهة لكفريا والفوعة بهدف تعطيل خروجها منهما، كما أن لا يزال مصير سائقي الحافلات التي تم إحراقها مجهولاً.


وأكّد مراسل الميادين أنه ورغم كل هذه التطورات فإن الاتفاق مازال ساري المفعول على الرغم من الخلاف بين النصرة وأحرار الشام على كفريا والفوعة.

جند الأقصى يتبنّى عملية إحراق الحافلات

وقد تبنّى تنظيم جند الأقصى المنضم لجبهة النصرة بشخص أميره المدعو أبو البهاء الأصفري إحراق الحافلات الخضراء التي كانت متوجهة لإخراج المصابين من بلدتَيْ الفوعة وكفريا في ريف إدلب، مقابل الذين سيخرجون من أحياء حلب الشرقية من مسلّحين تابعين للجماعات المسلحة وعوائلهم.

وهّلل أنصار التنظيم في تسجيل فيديو لإحراقهم الحافلات، معتبرين أنّهم بهذا الفعل يردّون اعتبار المسلّحين الخارجين من حلب.

تخبّط وتوتر لدى قادة الفصائل المسلحة

وعقب إحراق الحافلات سادت حالة من التخبط والتوتر لدى قادة الفصائل المسلحة وسط تهجّم واضح من القيادي في "جيش الأحرار" المشكل حديثاً "داخل أحرار الشام" المدعو "أبو صالح طحان" على المسلحين الذين قاموا بإحراق الحافلات بأن هكذا فعل من شأنه "تعطيل التبادل".

من جهته بثّ  "عبد الله المحيسني" الذي يشغل منصب "القاضي الشرعي" لجيش الفتح" تسجيلا صوتياً على حسابه الرسمي على "تلغرام" يدعو فيه المسلحين إلى عدم الغدر والنقض بالاتفاق الذي وقع عليه قادة الجماعات المسلحة.

بدوره تحدث الرئيس السابق للائتلاف المعارض "خالد خوجة" بأن هذا الفعل رسالة لتعزيز الانطباع العام بتشرذم "قوى الثورة".

وفي ذات السياق تحدث "عمر رحمون" وهو أحد الأعضاء المكلفين بالمفاوضات بأن جبهة النصرة هي من باعت حلب عندما هاجمت الفصائل بالأحياء الشرقية وعندما تم الاتفاق رأينا أن مسلحي النصرة أول الصاعدين بالباصات الخضراء.

وتحدّثت فصائل "الجيش الحر" عن أنّ تعطيل خروج القافلة من كفريا والفوعة هو عمل متهور من شأنه تعريض حياة نحو 50 ألفاً للخطر، وأنّ ثمة اتفاق على إخراج المسلحين من حلب وما يحصل في كفريا والفوعة هو مغامرة بمصيرهم.




ماذا نصّ الاتفاق الأخير؟

ويشمل الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال ليلة السبت تسليم الجماعات المسلّحة الموجودة في أحياء السكري والأنصاري وحي صلاح الدين للأسرى، وهو أمر أدى إلى عرقلة الاتفاق سابقاً بعد أن حاولت هذه الجماعات إخراج أسرى معها من مدينة حلب، كما يشمل الاتفاق خروج المسلّحين بسلاحهم الفردي الخفيف وإخراج المصابين والمدنيين من الفوعا وكفريا بعدد مماثل للخارجين من حلب الشرقية.

وأشار مراسل الميادين إلى أنّ الجانب الروسي يضمن عدم تكرار ما حصل في السابق من حيث قيام المسلحين بإخراج الأسرى   معهم، وسيقوم بتفتيش الحافلات الخارجة من حلب للتأكد من الأمر.

وقد تم تأجيل خروج المدنيين من الفوعا وكفريا من السبت إلى الأحد بسبب الخلاف بين حركة أحرار الشام وجبهة النصرة التي رفضت السماح للحافلات بالدخول إلى البلدتين المحاصرتين السبت.

ورافق تنفيذ الاتفاق خلافات عديدة بين الفصائل، كالخلاف الذي وقع بين حركة نور الدين الزنكي وجبهة النصرة على خلفية من سيخرج أوّلاً من الأحياء المحاصرة شرق حلب، كما حصل خلاف داخل حركة نور الدين الزنكي بين من يريد أن يسلّم نفسه للجيش السوري ومن يريد أن يمنع حدوث ذلك.

وأكد مراسل الميادين أنّ الجماعات المسلّحة اصطحبت معها مدنيين إلى خارج الأحياء المحاصرة رغماً عنهم، وقد تمكّن بعض هؤلاء المدنيين من الفرار والعودة إلى منازلهم في حلب الشرقية وقد تواصلت الميادين معهم. وأشار هؤلاء المدنيون إلى أنّّ هدف المسلّحين من وراء هذا الأمر كان إظهار أنّ عدد المحاصرين كبير من أجل تجييش الإعلام ضد الجيش السوري وحلفائه.

من جهته أكّد الإعلام الحربي أنّ قرابة 75 حافلة دخلت القسم الجنوبي من الأحياء الشرقية لمدينة حلب عبر معبر الراموسة، بالتزامن مع وصول عدد من الحافلات إلى بلدتي الفوعة وكفريا، قبل إحراق بعضها، وعدد من سيارات الهلال الأحمر السوري من أصل 51 حافلة كانت مخصصة لإجلاء الحالات الإنسانية من البلدتين المحاصرتين.ن جهته، أكدّ المفاوض باسم المسلحين في حلب المدعو الفاروق أبو بكر التوصل إلى اتفاق إجلاء من تبقى في شرق المدينة يقضي بدخول قافلة اجلاء للمدنيين خلال ساعات من الفوعة وكفريا، ويشمل أيضاً خروج حالات إنسانية من مضايا والزبداني.

اجتماع روسي إيراني تركي حول سوريا الثلاثاء في موسكو

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا، قدموا موعد اجتماعهم في موسكو لبحث الوضع في سوريا إلى يوم الثلاثاء المقبل.

 

وأشارت الخارجية الروسية في بيان لها أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيريه التركي مولود تشاوش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف الوضع في سوريا ومسألة تحرير شرق مدينة حلب.

 

ووفق البيان، أكدّ الوزراء الثلاثة أهمية مواصلة بذل جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الإنسانية وتعزيز الانتقال إلى تسوية سياسية شاملة في سوريا.

 

اخترنا لك