بويتن يستشعر تهديداً استراتيجياً فيرفع سقف التحدي

المفاوضات الطويلة بين موسكو وواشنطن وأوروبا بشأن أوكرانيا لا تعني بالنسبة إلى الرئيس فلاديمير بوتين تسليماً بواقعٍ مفروضٍ ولا تراجعاً عن مبادئ وحقوق، المفاوض الباحث عن حل سياسي أطلق موقفاً متشدداً في المجال العسكري يحمل أبعاداً استراتيجية في غير اتجاه.

مصافحة بين بوتين ورئيس الوزراء الأوكراني خلال قمة مينسك الأخيرة (أ ف ب)
لم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليصل إلى تحذير من يفكر في تحقيق تفوق عسكري على روسيا، ويصفه بأنه واهم، لو لم يكن يستشعر تهديداً استراتيجياً.

بوتين، وبحسب تسلسل الأحداث والوقائع يخاطب المحور الذي يعمل بقيادة واشنطن على تغذية وتمويل وتطوير الحرب في أوكرانيا، من خلال الإصرار على تسليح الجيش الأوكراني، وتصفية أية آمال بوقف للنار والشروع في حل سياسي.

القيادة الروسية تعي تماماً خلفيات القرارات التي اتخذها الحلف الأطلسي بتشكيل قوة رأس حربة سيصل تعدادها إلى 30 ألف جندي، جاهزة للانتشار في مناطق النزاعات داخل الحدود الأوروبية الشرقية.

التقارير التي ترد من مناطق التوتر في شرق أوكرانيا لا تبشر القيادة الروسية بالخير، حيث وقف النار المتفق عليه في قمة مينسك الأخيرة لا يجد طريقه إلى التنفيذ.

الرسالة الروسية على لسان بوتين شملت الأوروبيين وتحديداً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي وبحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم يجد أي حرج في استفزاز الكرملين بطريقة غير مباشرة، حين توعد بعقوبات جديدة ضد من ينتهك اتفاقات مينسك.

بوتين قال أيضاً "واهم من يفكر في ممارسة أية ضغوط على بلادنا".. طبعاً فإن الرئيس الروسي لا يتحدث من فراغ؛ ميزانية جيشه وبالرغم من الإنكماش الإقتصادي والعقوبات ارتفعت بنسبة الثلث خلال عام واحد، والقوات المسلحة بقطاعاتها المختلفة تستدعى تباعاً لإجراء مناورات كبيرة، يجري ذلك بالتزامن مع عقد اتفاقات إقتصادية وصفقات عسكرية يتراوح مداها من الصين إلى القاهرة.

اخترنا لك