التوتر سيد الموقف في مستوطنات الشمال.. وإسرائيل تواصل سياسة التهديد والتهدئة!

يستمر التوتر في المستوطنات الشمالية المحاذية للحدود اللبنانية حيث يعزز الجيش الإسرائيلي قواته الموجودة هناك، على خلفية الخشية من رد حزب الله المحتمل على العدوان الاسرائيلي الذي استهدف موكب لعناصره في القنيطرة.

حالة من الهلع تسود صفوف المستوطنين
مع دخول العدوان الإسرائيلي على موكب لحزب الله في القنيطرة أسبوعه الثاني، حافظ منسوب التوتر في شمال فلسطين المحتلة على وتيرته المرتفعة وواصل الجيش الإسرائيلي النظر إلى ما وراء السياج الحدودي والتساؤل عما سيفعله حزب الله.

استمرار التعتيم الإسرائيلي الرسمي عن مسؤوليته عن العدوان خرقه التبني الضمني لوزير الأمن موشيه يعالون، واعتراف لافت لزعيم المعارضة إسحق هرتسوغ بأنه تم إطلاعه على العملية كان بمثابة إقرار موثق بمسؤولية إسرائيل عن الهجوم.

ومن ناحية ثانية لا يزال التوتر سيد الموقف في المستوطنات الشمالية. فحال الهلع التي تسيطر على المستوطنين طالت جنود الجيش الإسرائيلي أيضاً وهي تزداد يوماً بعد يوم. هاجس الرعب من رد حزب الله المحتمل جعل أي تحرك قرب الحدود يستدعي استنفاراً وتعزيز قوات وإغلاق طرق وعمليات تمشيط واسعة. الأمر الذي يحصل للمرة الثانية في غضون أيام، وذلك كله خوفاً من تسلل ينفذه عناصر حزب الله إلى إحدى المستوطنات.

تعزيز قوات المشاة وزيادة عديد قوات المدفعية فضلاً عن نصب بطارية القبة الحديدية ورفع درجة التأهب في سلاح الجو الإسرائيلي خطوات لم تكن كافية لتهدئة روع المستوطنين حيث تقرر أيضاً وضع مكعبات اسمنتية في عدد من النقاط على طول الحدود.

كثير من المزارعين الإسرائيليين أعربوا عن قلقهم بسبب استمرار إغلاق الطريق القديمة المحاذية للحدود الشمالية وقالوا إنهم سيتكبدون خسائر باهظة إذا استمر هذا الوضع وقتاً طويلاً. كذلك أغليت الرحلات المدرسية وغابت الحافلات السياحية لتحل مكانها آليات الجيش الإسرائيلي الثقيلة التي ضاقت بها الطرق.

في موازاة ذلك تستمر إسرائيل في سياسة التهديد والتهدئة. فهي من جهة تبعث برسائل تهديد إلى حزب الله كتلك التي أطلقها وزير الأمن موشيه يعالون بأن من يمس بأمن إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً ومن جهة أخرى تبعث برسائل طمأنة للتخفيف من حدة الردّ المحتمل تولاها هذه المرة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي وصل إلى روسيا لهذه الغاية لنقل رسائل طمأنة عبرها إلى سوريا وحزب الله وإيران. رسائل تؤكد بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية عدم رغبة إسرائيل في تصعيد الأوضاع.

اخترنا لك