كفر قاسم تستنطق ذاكرتها

60 عاماً على مجزرة كفر قاسم. واحدة من الناجيات روت ما شاهدته لتنقل إلى العالم ما لم يتوقف الفلسطينيون عن التذكير به، فيما إسرائيل لم تكبح بعد مجازرها المستمرة.

كنت أشعر ببرد شديد، تقول هناء عامر
"كنت أشعر ببرد شديد. حاولت أن أقوم لأطلُب من قريبتي خميسة عامر غطاءً يقيني البرد، لكنني لم أستطع النهوض. كنت أتألم من جرح في رجلي. كنت أصحو ثم أفقد الوعي. إعتقدت أنّ جميع رفيقات دربي أحياء، لكني اكتشفت لاحقاً أنني الوحيدة التي اختارها الله لأنقُل رسالتي لأبنائي والأجيال القادمة".

بهذه الكلمات روت هناء عامر، الناجية من مجزرة كفر قاسم، والتي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1956، بحق مجموعة من الفلاحين والفلاحات بعد عودتهم من قطاف الزيتون في اللد.


 

اليوم تحل الذكرى الـــ 60 لهذه المجزرة التي ذهب ضحيتها 49 فلسطينياً، من أطفال ونساء ورجال وشيوخ، والتي تزامنت مع العدوان الثلاثي على مصر. 

وكان من أهداف اشتراك إسرائيل في هذه الحرب خلق ظروف جديدة، تسهل لها تصفية القضية الفلسطينية وترحيل الفلسطينيين، بحسب ما صرح أكثر من ضابط وسياسي إسرائيلي. 

ورغم التعتيم الرسمي الإسرائيلي على المجزرة، فإن انكشافها لأكثر من سبب، دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إصدار بيان قالت فيه إنه في التاريخ الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال المجزرة، كان قد أعلن منع التجول وأن عدداً من الذين عادوا إلى بيوتهم بعد منع التجول، "أصيبوا على يد حراس الحدود، وعيّن رئيس الحكومة لجنة تحقيق لتستوضح ظروف الحادث".

وقرر الحاكم العسكري بتاريخ وقوع المجزرة فرض منع التجول المفاجئ على كفر قاسم.

وكان الحكم العسكري مفروضاً على الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين المحتلة طيلة 8 سنوات، واستمر حتى العام 1966.

وقُتل الفلسطينيون من كفر قاسم بزعم عدم التزامهم بالأمر العسكري، إلا أنهم لم يكونوا يعرفون وجود أي أمر عسكري، فأمر قائد الفرقة العسكرية بـ "حصدهم"، وعندما استفسر أحد الجنود عن معنى هذه الكلمة قال له "الله يرحمهم"، وفق شهادة هناء عامر.

 ويُحيي الفلسطينيون ذكرى المجزرة سنوياً.

وانطلقت صباح السبت مسيرة حاشدة في كفر قاسم إحياء للمناسبة، وذلك بمشاركة أهالي كفر قاسم وقيادات ونواباً فلسطينيين.

الرصاص كان مثل الملح

وأنتج أكثر من فيلم يتناول مجزرة كفر قاسم مستنداً إلى شهادات من نجوا منها.

اخترنا لك