هولاند: يجب على فرنسا وأوروبا استخدام الضربة الأميركية لسوريا سياسياً

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يقول إنّه يجب على فرنسا وأوروبا استخدام الضربة الأميركية لسوريا سياسياً من أجل إعادة العدد الأكبر من أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات، ويشير إلى أنّ الأمور كانت ستأخذ منحى آخر في سوريا لو نفذت الضربة العسكرية عام 2013 .

قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه يجب على فرنسا وأوروبا استخدام الضربة الأميركية لسوريا سياسياً من أجل إعادة العدد الأكبر من أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات.


وذكر أنّ الأمور "كانت ستأخذ منحى آخر في سوريا لو نفذت الضربة العسكرية عام 2013، نظراً لكون الظروف الموضوعية آنذاك كانت متوفرة لمثل هذا التحول، لجهة قوة المعارضة المعتدلة، وضعف النظام في دمشق، وترقب إيران للاتفاق النووي، ومضي أقل من سنتين على تسلم بوتين للرئاسة، وتصميم دول الخليج".


ونوه إلى أنّه خلال السنوات الأربع الماضية لجأت القوات السورية كما تنظيم "داعش" إلى استخدام قذائف الكلور الأقل فتكاً، لكن لا أحداً استخدم مواد عسكرية متطورة.


وأضاف انّ "تكرار استخدام السارين لم يكن استفزازاً. فالنظام لديه شعور بإمكانية إفلاته من العقاب وتكرار الأمر من دون أية محاسبة".


وذكر "متأكدون من استخدام سلاح كيميائي في مدينة خان شيخون من خلال طائرة أقلعت من قاعدة الشعيرات وتوجهت الى هدفها. وأشار إلى أنه "وفق معلوماتنا الأمر لم يحصل بالصدفة أو عن طريق الخطأ أو لمجرد الترويع. الهجوم كانت أسبابه تكتيكية ويهدف لخلق توازن في القوة على الأرض والتسبب بخسائر بشرية".

 

وبحسب الرئيس الفرنسي، فإنّ نظيره الروسي رأى أن باستطاعته التقدم في سوريا، و"تمكن من الانخراط في أعمال قوة لم يكن يتخيلها في بداية الأمر".


وأضاف: "لو كنا نحن من قام بالضربات لكان الهدف أكبر من الضربة التي قام بها دونالد ترامب أخيراً. كان الأمر سيرتكز على ضرب المنشآت الكيميائية والمؤسسات الادارية، حيث تصدر القرارات". وحدد هولاند أنّ الهدف لم يكن من أجل "قتل بشار الأسد".


وتابع أنّ فرنسا اعتقدت لفترة من الوقت أنها تستطيع إرسال طائرات تحمل صواريخ إلى سوريا "نعم لقد فكرنا بهذا الخيار" يقول هولاند، مضيفاً إنه "من وجهة نظرٍ تكتيكية، كان بإمكاننا شن الضربات بمفردنا، ولكن نعم مع التشاور مع حلفائنا الأميركيين. من جهة أخرى، من منظار سياسي، هذا الأمر مستحيل، في الوقت الذي كان فيه أوباما يفتح المسار الديبلوماسي. كما أنّ إدانة مبادرتنا كانت ستكون كبيرة".

 

وطرح هولاند مفارقة، قائلاً "في عام 2003 قيل إنه يوجد أسلحة دمار شامل في العراق لتبرير التدخل هناك، ولكن جاك شيراك لم يلحق بالولايات المتحدة. أما في عام 2013، كنا نعلم بوجود أسلحة دمار في سوريا ولكننا لم نذهب إلى هناك".


وقال الرئيس الفرنسي إنه قبل شن الضربات على مطار الشعيرات الأسبوع الماضي، أبلغت السلطات الأميركية نظيرتها الفرنسية، وأن الأخيرة فهمت أن واشنطن تريد القيام بهذه العملية بمفردها وأعربت عن موافقتها، وأنه لو طلب مشاركتها في الضربة كان من الممكن دراسة فرضية عملية مشتركة.

 

وأضاف هولاند أن "بوتين يعتقد بأنه حر التصرف منذ أشهر عديدة. لديه تفاهم مع تركيا وحليف لإيران، في حين أن النظام في دمشق فاز بمواقع عسكرية. حتى أن بوتين كان قادراً على إقامة تحالفٍ صغير مع الأكراد للقول إنه يستطيع الذهاب إلى الرقة".

 

وفي سياقٍ متصل، أشار إلى أنّ المعارضة السورية التي ضعفت أكثر فأكثر بما في ذلك على طاولة المفاضات في جنيف، استعادت زخمها بعد الضربات الأخيرة.

 

وفيما الإيرانيون منشغلون بفترة انتخابية هناك فرصة لاغتنام ذلك، على حد تعبير هولاند. ورداً على سؤال حول إمكانية لعب فرنسا دوراً أكثر نشاطاً في الأسابيع المقبلة، يجيب هولاند: "أن نكون متواجدين عسكرياً على الأرض، فذلك يعطينا موقعاً أقوى بما في ذلك ديبلوماسياً".

اخترنا لك