داعش يُغرق ريف حلب الشرقي بالمياه وسدّ الطبقة مهدّد بالانهيار

تنظيم داعش يعمد إلى إغراق قرى وبلدات ريف حلب الشرقي عبر ضخ كميّات كبيرة من مياه الفرات في قنوات الري، وذلك لوقف تقدم الجيش السوري باتجاه مدينة الباب. وتحذيرات أممية من انهيار سدّ الطبقة بسبب تخريب داعش له والضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

الحكومة السورية عملت على تلافي الأضرار المحتملة لعملية الضخّ الكبيرة للمياه
بهدف وقف تقدم الجيش السوري في ريف حلب الشرقي، أقدم تنظيم داعش على ضخ كميّات كبيرة من مياه نهرات الفرات باتجاه مناطق ريف حلب الشرقي، ما يهدّد بإغراق القرى والبلدات وإلحاق الضرر بالأراضي الزراعية.

وتشير مصادر الميادين نت إلى أن تنظيم داعش أقدم منذ الخميس الفائت على ضخ كميّات كبيرة من المياه إنطلاقاً من محطة ضخ "بابيري" (90 كم شرق حلب) الواقعة جنوب شرق بلدة الخفسة على الطرف الشمالي لبحيرة الأسد، وهذه الكميات من المياه تعدّ أكبر من الطاقة الاستيعابية لقنوات الجرّ التي كانت تستخدمها الحكومة السورية لريّ الأراضي الزراعية في مناطق ريف حلب الشرقي، ولإيصال المياه إلى مدينة حلب.

وتضح محطة بابيري كميات كبيرة من المياه بهدف استخدامها في الزراعة، وتسير المياه الخارجة منها في أكبر قناة جرّ للمياه في ريف حلب، وتخترق بلدات ريف حلب الشرقي على أطراف دير حافر، لتمرّ بالقرب من مطار كويرس العسكري، وتنتهي عند تلّ حاصل بالقرب من مطار حلب الدولي.
ووصلت وحدات من الجيش السوري في تقدّمها باتجاه مدينة الباب بريف حلب الشرقي إلى شمال بلدة دير حافر، وبالتحديد عند قرية تبارة ماضي، وهي تبعد بذلك عن بحيرة الأسد عند بلدة الخفسة حوالى 25 كم.

يذكر أن تنظيم داعش يقطع مياه الشرب عن مدينة حلب منذ بداية العام الحالي، حيث تعتمد حلب بشكل شبه كامل على محطتي تحلية على بحيرة الأسد، هما "الخفسة" و"الفرات".

الجهات المعنية في الحكومة السورية عملت على الفور على تلافي الأضرار المحتملة لعملية الضخّ الكبيرة للمياه، فقامت الورش الفنية التابعة لمحافظة حلب بالعمل على صيانة أجزاء القنوات الرئيسية، وفتح بوابات وإغلاق أخرى بهدف توجيه المياه بحيث لا تتسبب بكوارث بشرية وبيئية.

محافظ حلب حسين دياب الذي تواجد في ريف حلب الشرقي للإشراف على العمليات الفنية قال في تصريح للصحفيين إن "تنظيم داعش أقدم على هذه الجريمة في إطار استهدافه لحلب وأهلها"، مؤكداً أن "كل الشركات العامة الإنشائية والمؤسسات المعنية هي في حالة استنفار للقيام بكل الخطوات اللازمة للتخفيف من الأضرار".

وتحجم مصادر الحكومة السورية عن تقدير حجم الضرر المحتمل نتيجة عمليات الضخ، لكنها تقدّر بأن ذلك مرتبط باستمرار الضخ، والمدى الزمني لذلك، مشيرة إلى وجود خطط وحلول لتقليل الأضرار في حال استمرار الضخ.

ارتفاع منسوب المياه في سدّ الطبقة وتحذيرات أممية من انهياره

صورة قديمة لعناصر داعش يسبحون في نهر الفرات
وكانت الأمم المتحدة حذرت الأربعاء من "فيضان كارثي" عند سدّ الطبقة الذي يتعرض للخطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الأسد إلى 10 أمتار منذ 24 كانون الثاني/يناير الفائت، نتيجة "التخريب المتعمد من قبل داعش والأضرار التي لحقت بسد الطبقة نتيجة الضربات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية".

وبينت الأمم المتحدة أن من الأسباب التي عززت الخطر وارتفاع منسوب المياه سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، بالإضافة إلى فتح تنظيم داعش ثلاث بوابات للسدّ مما غمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب بالمياه.

ووفقاً للخبراء المحليين الذين نقلت عنهم الأمم المتحدة فإن أي ارتفاع آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر وقد يضر بسدّ الطبقة، الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب، وهي بالتحديد مدينتا الرقة ودير الزور وعدد كبير من القرى والبلدات، حيث يوجد في مدينة دير الزور وحدها 93500 مدني محاصر من قبل تنظيم داعش، تصلهم الإغاثات عبر الجو.

وقالت تقارير الأمم المتحدة إن عناصر داعش عمدوا بعد تراجعهم في المعارك الأخيرة إلى تدمير البنى الأساسية الحيوية، بما في ذلك 3 محطات للمياه و5 أبراج الشهر المنصرم، كما زرع عناصر التنظيم ألغاماً في محطات ضخ المياه على نهر الفرات.

احتمال انهيار سد الموصل يهدد 20 مليون عراقي

تهديد داعش للثورة المائية وحياة السكان لا تنسحب على سوريا فقط، فقد حذرت الأمم المتحدة أيضاً من خطر انهيار سد الموصل على نهر دجلة في العراق، حيث تدور معارك عنيفة بين التنظيم والقوات العراقية للسيطرة على "عاصمة" التنظيم.

وتقول الأمم المتحدة إن انهيار سد الموصل قد يؤثر على 20 مليون شخص، وهو بحاجة لإصلاحات مستمرة لتفادي وقوع كارثة، حيث أكدت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، وهي أستاذة في علم المياه وخبيرة في سد الموصل، إن أي تدفق كارثي قد يتسبب في عواقب "هائلة". وتجهز الأمم المتحدة رداً دولياً في حالة انهيار سد الموصل.

اخترنا لك