بريطانيا والاستفتاء ... "احتفلوا داخل البيت ثم أحرقوه"

الحدث البريطاني طبع اهتمام المغردين. أكثر من 500 ألف تغريدة شملت جملة من الآراء حول قرار البريطانيين بالخروج من الإتحاد الأوروبي. آراء تراوحت بين رفض الخطوة وإعلان الخوف من المستقبل وبين تأييدها. وبين هؤلاء وأولئك إشارات إلى قلق من منحى عنصري قد يطبع السياسة البريطانية في الوقت القادم تجاه المهاجرين وأبناء القوميات المتعددة.

الخطوة البريطانية كانت سبباً في إلقاء اللوم على أصحابها (الصورة عن تويتر)
ما من نمط واحد من الآراء تعليقاً على نتائج الإستفتاء، التي ستخرج معها بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. بل مروحة واسعة من الآراء المتباينة حول هذه النتائج التي تراوحت بين الثناء على ما ستفضي إليها من خطوات، وبين تلك التي عكست تخوفاً صريحاً من تبعاتها.

وبينما كان لزعماء الدول فرصة التعبير من خلال الوسائل الرسمية، فإن البريطانيين وغيرهم من الشعوب، حولوا وسائل التواصل الإجتماعي ساحة نقاش وتفاعل أفرغوا فيها آمالهم ومخاوفهم على السواء.

على تويتر، أبدى بريطانيون خوفاً مما ستسفر عنه المرحلة اللاحقة، وإن كانت تفاصيل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد وكيفيته ومدته، غير معروفة.

وقال أحدهم مغرداً تحت وسم #brexit، الذي يشهد حركة تغريد كثيفة فاقت نصف مليون تغريدة، قال إنه "من الصعب التفكير في الفوائد على المدى الطويل من خروج بريطانيا. السنوات العشر المقبلة ستكون صعبة بشكل لا يصدق".

وقال آخر، "لا زلت أجهل السبب في القيام بهذا الاستفتاء"، فيما عبرت مغردة عن قلقها من الآتي قائلة "فلنرى، ماذا بعد؟".
هذا السؤال المقلق يطال فئات شبابية كثيرة في المملكة المتحدة،وهو ما كشفه أحدهم على تويتر، فقال "أنا حالياً في مدرسة داخلية في لندن. غالبة الشباب مرعوبون حول ما يعنيه قرار الخروج من الإتحاد حول مستقبلهم".
لكن البعض أبدى ارتياحه للمستقبل. حيث ستستطيع بريطانيا إدارة اقتصادها بنفسها. ما سيوفر فرص عمل أكثر وانخفاضا في مستوى السلع الأساسية، وغيرها من الخدمات الأساسية. 

ويبدو أن بعض الأوروبيين قد أبدوا استياءهم من الخطوة البريطانية، كونها تطال الإتحاد الأوروبي برمته، فشبهها مغرد بـ "زيارة شباب مراوغين لجيرانكم في حفل داخل البيت، وبعد انتهاء الحفل قاموا بإحراقه".

الشعور الأوروبي بالخسارة كان واضحاً أيضاً، حيث صوره البعض بخسارة أوروبا لنجمة من نجماته، ما عكس جملة من خيبات الأمل.

الخطوة البريطانية كانت سبباً في إلقاء اللوم على أصحابها، حيث جزم البعض بأن الخروج من الإتحاد الأوروبي ستكون له عواقب وخيمة

وصدرت تعليقات عن غير مسؤول أوروبي، حيث رأت نائب رئيس البرلمان الأوروبي أن "أخباراً سيئة تأتي من بريطانيا".

وإذا كان بعض الأوروبيين قد ألقوا باللوم على البريطانيين، فإن قسماً منهم عبّر عن أسفه من تصريحات زعماء في دول الإتحاد، وتحديداً ألمانيا، التي أعادوا فيها التذكير بأن ما حصل هو نتيجة سياسة الإتحاد. 
وهنا علق أحد أحد المغردين "الساسة الألمان على شاشة التلفزيون يلومون في الغالب السياسة في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي. هذا نهج خاطئ وخطير!".

الحدث الدولي اليوم، لم يكن حكراً على السياسيين وعامة الشعب، بل كان لبعض نخبه حصة في إبداء الرأي والنقاش.
مايكل مور، المخرج الأميركي الإشكالي، قال عبر صفحته على الموقع الأزرق، إن ما جرى في بريطانيا إنما يعكس "عنصرية" ما، قد تطبع سياسة هذا البلد. وذلك في إشارة إلى تفشي الحالة "الترامبية" (نسبة إلى المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب).
وقال "البريطانيون قاموا بـ "بناء جدار" في تركهم للإتحاد الأوروبي. كراهية المهاجرين والأجانب والعودة إلى القومية. أيها الأميركيون، نحن اللاحقون".

وبالرغم من الجو المشحون بالقلق من الآتي، وتبعاته، إلا أنه لم يخل من الطرافة.

 

تحويل القلق إلى مادة ساخرة كان ظاهراً بوضوح في بعض التغريدات.

 

فقد تساءل كثيرون إن كان بالإمكان، بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، إجراء استفتاء على خروج لندن من البلاد.


ويأتي ذلك التساؤل ليشرح ولو بأسلوب تهكمي اعتراض البعض على خروج بلادهم من الإتحاد. فإذا كانت بريطانيا قد خرجت منه، فإن بريطانيين أو مقيمين فيها، يحبذون بقاء لندن بمفردها ضمن الإتحاد الأوروبي.

وقال آخرون "كيف بمستطاعنا أن نجعل لندن خارج المملكة المتحدة؟".

اخترنا لك