آب شهد الإطلاق الصاروخي الأعلى كثافةً من لبنان.. كيف تأثرت مستوطنات الاحتلال؟

بيانات جديدة نشرها جهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك" تُظهر ارتفاع معدّل إطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة إلى أعلى مستوى في آب/أغسطس الماضي، والإعلام الإسرائيلي يتحدّث عن "غليان الشمال" وفشل الحكومة في التعامل مع الأوضاع.

0:00
  • اندلاع حريق داخل مبنى في
    اندلاع حريق داخل مبنى في "كريات شمونة" عقب سقوط عدد من الصواريخ من لبنان - 4 أيلول/سبتمبر 2024 (وسائل إعلام إسرائيلية)

أظهرت بيانات جديدة نشرها جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أنّ شهر آب/أغسطس الماضي شهد أعلى مستوى لإطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه مستوطنات الشمال.

وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"، يفيد أحدث تقرير لـ"الشاباك" بأنّ 1307 صواريخ "أُطلقت على إسرائيل من الجبهة الشمالية، أي بمعدل يزيد قليلاً على 40 صاروخاً يومياً".

ووفقاً لإحصائيات "الشاباك"، فقد "شهدت أشهر تموز/يوليو إطلاق 1091 صاروخاً، وحزيران/يونيو 855، وأيار/مايو 1000، وشهد نيسان/أبريل إطلاق 744 صاروخاً، وشهد آذار/مارس 746، وشهد شباط/فبراير 534، فيما شهد كانون الثاني/يناير إطلاق 334 صاروخاً".

وقال المراسل العسكري في إذاعة "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، دورون كدوش، إنّ "الاتجاه التصاعدي لإطلاق حزب الله للصواريخ واضح"، مشيراً إلى أنّه "في الشهر الماضي طرأ ارتفاع بنسبة 20% في الإطلاقات، مقارنةً بالشهر الذي قبله، و4 مرات مقارنةً بشهر كانون الثاني/يناير". 

وأضاف أنّ "توضيحات الجيش هي أنّ جزءاً من إطلاق النار من جانب حزب الله هو رد على الهجمات الإسرائيلية وعمليات الاغتيال"، لكن ذلك "ليس صحيحاً دائماً، فأمس فقطـ، تم تنفيذ 115 عملية إطلاق نار في اتجاه الشمال من دون أن يتم اغتيال أحد". 

وتابع أنّ "الصورة الواضحة التي تنعكس من البيانات هي أنّ الشمال هو الضفدع الذي يغلي في الماء الساخن، وهذا الماء يغلي بشدة بالفعل".

المزيد من مستوطنات الشمال تحت النيران

في هذا السياق، ذكر مراسل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ "المزيد والمزيد من المستوطنات في الشمال تدخل إلى خط النار، وذلك مع اتساع نطاق هجمات حزب الله في الأشهر الأخيرة". 

وأشار إلى أنّ النتيجة الفورية لهذا الاتساع هي "الزيادة الكبيرة في الطلبات المقدمة إلى مراكز المنعة من السكان الذين يطلبون الحصول عن دعم عاطفي".

وأضاف أنّ "البيانات التي لا يمكن تحملها" هي "توجّه أكثر من 4400 شخص لتلقي العلاج بعد نوبة هلع أو صدمة"، مردفاً: "التلكؤ في استعادة الأمن يضعنا جميعاً في صدمة مستمرة، وسيكون لذلك عواقب وخيمة قد تؤثر في الأجيال القادمة". 

بدوره، قال رئيس المجلس الإقليمي الجليل الأعلى غيورا زيلتس، في مقابلة إذاعية، أنّ "الشمال يواجه تحديين كبيرين جداً"، هما تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وإخفاقات الحكومة. 

وتابع أنّ ما يفعله "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في الشمال لا يكفي، فـ"نتيجة عمله على مدى الوقت هي زيادة حزب الله من نشاطاته،  وإطلاقه المزيد من الصواريخ الأبعد والأكثر تطوراً". 

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس بلدية "كريات شمونة" أفيخاي ستيرن: "كل يوم نخبر المزيد من العائلات أنهم ليس لديهم منزل للعودة إليه".

يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله عملياتها ضد مواقع وانتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة، وذلك دعماً لقطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية. 

وأمس الأربعاء، أدخل حزب الله إلى جدول نيرانه مستوطنة "نؤوت مردخاي" لأول مرة، رداً على ‏اعتداءات الاحتلال على القرى الجنوبية، وخصوصاً بلدات مركبا وطلوسة والقنطرة ‏وقبريخا، والتي أدت إلى استشهاد مواطنة وجرح آخرَين.

وتقع مستوطنة "نؤوت موردخاي" جنوبي شرقي مستوطنة "كريات شمونة" في الجليل الأعلى، وتفصلها مسافة 6 كلم تقريباً عن الحدود اللبنانية- الفلسطينية.

وأدّت عمليات الحزب المستمرة إلى إخلاء المستوطنات الشمالية المُحاذية للحدود اللبنانية، حتى أصبحت تشبه "مدن الأشباه"، كما يصفها المسؤولون الإسرائيليون، ما يُثير سخط المستوطنين على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بسبب "عدم امتلاكها أي رؤية لإعادتهم" إلى مستوطناتهم. 

اقرأ أيضاً: رئيس لجنة "مرغليوت": مستوطنو الشمال منهَكون وينتظرون منذ عام قرب حقائبهم 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك