أهم سرب في سلاح الجو "الإسرائيلي" يرفض المشاركة في مناورات الأربعاء

قرّر معظم عناصر السرب 69 في سلاح الجو "الإسرائيلي" الانضمام إلى العاصفة السياسية التي تعيشها "إسرائيل" حالياً، بعدم امتثالهم للتدريب المقبل.

  • طائرة IAF F-15I في قاعدة
    طائرة IAF F-15I في قاعدة "حتسريم" الجوية في جنوب فلسطين المحتلة، والتي تتميّز باستخدامها السرب 69 في سلاح الجو.

أفادت وسائل إعلام "إسرائيلية" أنّه من المُفترض أنّ 90% من طياري السرب 69 في سلاح الجو التابع للاحتلال، قرروا عدم الامتثال للتدريب المُقرر إجراؤه يوم الأربعاء المقبل، احتجاجاً على ما أسموه "خطوات الانقلاب القضائي من قِبل حكومة نتنياهو".

وأوضح أمير بار شالوم، معلق الشؤون العسكرية في إذاعة جيش الاحتلال، أنّ هذا العصيان يتعلق بالسرب 69، وهو سرب طائرات F-15i، التابع لسلاح الجو "الإسرائيلي"، وهو سرب المقاتلات الاستراتيجية في سلاح الجو، كما أشار إلى أنّه السرب الذي نفّذ الاعتداء "الإسرائيلي" على إحدى المواقع السوريّة الكبرى، في العام 2007

كما قال بار شالوم: "إنّ هذا السرب يؤدي دوراً مهماً، وأقول ربما أساسياً، بكل ما يتعلق بالهجمات البعيدة، وهذا السرب إذا ما تقرّر شن هجوم على إيران، فإنّه مَن سيُلقى عليه جُلّ عبء العمل".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ "معظم طياري الاحتياط في السرب 69، من الأسراب  الرائدة في السلاح، كتبوا أنّهم سينفّذون خدمتهم الاحتياطية مقابل وزارات الحكومة"، أي أنّهم ينوون تصعيد إضرابهم.

وقال رونن تسور، المستشار في إدارة الأزمات في "إسرائيل": "نحن في حدث تاريخي من تمرد مدني كامل في إسرائيل، لم يحصل مثله منذ التأسيس، نحن نرى ذلك في الجانب الأمني، ونرى ذلك في الجانب الاقتصادي".

وكان الكاتب ومعلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، قال: "إنّ عناصر الاحتياط في السرب 69 في سلاح الجو التابع للاحتلال تجاوزوا الخط الأحمر في التعامل مع رئاسة الأركان".

وقال يهوشع، إنّ "السرب 69 قام بالنقر على سقف رئيس الأركان (إجراء يقوم به سلاح الجو على مبنى يريد قصفه وتدميره في غزة، يقوم بإطلاق صاروخ خفيف على سقف المبنى لإخلائه من قبل السكان وبعد ذلك يدمّره) وهذا خطير جداً".

وأشار إلى أنّ "الطيارين يعلمون أنّ طردهم سيؤدي إلى تفكيك السرب ولذلك اتحدوا"، مشدداً على أنهم "اجتازوا الخط الأحمر".

وردَّ وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، على الدعوات من جانب اليسار لرفض الخدمة، مصرحاً: "الوضع يستوجب أن نتحدث، وبسرعة، نواجه تحديات خارجية كبيرة ومعقدة، وأي دعوة للرفض تلحق ضرراً بوظيفة الجيش الإسرائيلي، وبقدرته على تنفيذ مهامه". 

وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن تفاقم أزمة جنود الاحتياط رافضي الخدمة احتجاجاً على مشروع التعديلات القضائية، وتناول مخاطر ذلك على جاهزية الجيش.

وبسبب التعديلات القضائية أيضاً، استقال ضابط في سلاح الجو التابع للاحتلال، كما هدّد طيارون إسرائيليون بوقف التطوّع في خدمة الاحتياط.

وبالتزامن، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ 130 ضابطاً وعنصراً في الاحتياط من وحدة "يهلوم" الهندسية للمهمات الخاصة في "جيش" الاحتلال، وقّعوا على رسالة يبلّغون فيها وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، أنّهم "يجدون صعوبة في الخدمة إذا تم إقرار التعديلات القضائية".

ويذكر في السياق، أنّ تفاقم النزاع الإسرائيلي الداخلي بشأن خطة التعديلات القضائية، يقابله تصاعد الاحتجاج السياسي ضدّها، في الكنيست والشارع.

وتحوّلت المظاهرات التي بدأت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعشرات آلاف المستوطنين، إلى مظاهرات ضخمة وصلت إلى نزول ربع مليون مستوطن إلى الشارع ضد سعي نتنياهو لإقرار التعديل القانوني الذي يضعف من سلطات القضاء، مقابل تعزيز سيطرته على مفاصل مؤسسات الكيان ومنها الأمنية والعسكرية.

إقرأ أيضاً: أزمة الكيان.. ما أبرز معالم خطورة المظاهرات الحالية على الاحتلال؟

تتصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بشأن مسألة التعديلات القضائية، فيما تتسع دائرة الاحتجاج ويتنامى القلق لدى الإسرائيليين من وصول الأمور إلى حرب أهلية أو تداعيات أمنية مختلفة.

اخترنا لك