إسبانيا تعترض على الخريطة الرسمية الجديدة للمغرب لضمّها سبتة ومليلية

رئيس الوزراء الإسباني يرفض نشر خريطة رسمية للأراضي المغربية، تشمل مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تتمتعان بالحكم بالذاتي، وتُعدان بؤرتين ساخنتين للهجرة على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي.

  • إسبانيا تعترض على الخريطة الرسمية الجديدة للمغرب لضمّها سبتة ومليلية
    الصورة التي نشرها الموقع الإلكتروني للسفارة المغربية في مدريد، وتشمل مدينتي سبتة ومليلية

قال الحزب الاشتراكي الإسباني، الذي يتزعّمه رئيس الوزراء بالإنابة، بيدرو سانشيز، إنّه "يرفض بشدة النشر الأخير لخريطة رسمية للأراضي المغربية، تشمل مدينتي سبتة ومليلية"، اللتين تتمتعان بالحكم الذاتي.

ونشر الموقع الإلكتروني للسفارة المغربية في مدريد، مؤخراً، خريطةً تظهر فيها سبتة ومليلية كجزء من الأراضي المغربية. وتُعدُّ المدينتان بؤرتين ساخنتين للهجرة على الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي، وهو موضوع يشكّل إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين إسبانيا والمغرب.

وتقع مدينتا سبتة ومليلية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وفي حين تحتل إسبانيا المدينتين، منذ نحو 5 قرون، في ما يُعرف بـ"حروب الاسترداد"، يؤكد المغرب أنّهما جزء لا يتجزأ من أراضيه.

وتبلغ مساحة سبتة 20 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ تعداد سكانها قرابة 82 ألف نسمة، ويقابلها جبل طارق، وهي تبعد نحو 26 كيلومتراً عن السواحل الجنوبية لإسبانيا. 

أما مليلية، فتقع في شرق المغرب، وتزيد مساحتها على 12 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ تعداد سكانها نحو 70 ألف نسمة، وتبعد 500 كيلومتر عن السواحل الإسبانية.

وفي أيار/مايو من  العام الماضي، اتفقت إسبانيا والمغرب على إعادة فتح حدودهما البرية، عند المدينتين، وذلك بعد استمرار إغلاقها لعامين، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل الباريس، حينها. 

وفي حزيران/يونيو 2022، أفادت السلطات المغربية، عن "وقوع قتلى وجرحى بين مهاجرين أثناء محاولتهم اقتحام سياج جيب مليلية، انطلاقاً من المغرب".

ونقل المصدر عن سلطات إقليم الناظور المغربي، قولها إنّ "مجموعة من المهاجرين غير القانونين المنحدرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أقدمت، على عملية اقتحام لمدينة مليلية المحتلة من خلال محاولة تسلق السياج الحديدي بين مدينتي الناظور ومليلية".

وقد شُيِّد على الحدود بين المملكتين المغربية والإسبانية سياج بأسلاك شائكة، بهدف "وقف الهجرة غير النظامية"، إلا أنّ "مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم" بالمغرب شبّهه بـ"سياج المكسيك، أو بجدار الفصل العنصري الذي يقيمه الاحتلال الإسرائيلي بهدف عزل السكان".

وتكتسب المدينتان أهميةً اقتصاديةً بالنسبة إلى إسبانيا، إذ تتيحان الوصول إلى المغرب خلال فصل الصيف، ما يسهم في الرواج الاقتصادي، سواء داخل التراب الإسباني أو داخل المدينتين، ما يحقق عوائد مالية على الخزينة الإسبانية.

ونالت مدينتا سبتة ومليلية الحكم الذاتي بعد مصادقة الحكومة الإسبانية على ذلك عام 1995، الأمر الذي رفضه المغرب، مؤكداً أنّهما جزء لا يتجزأ من أراضيها.

اخترنا لك