"أسوشيتد برس": صور أقمار صناعية تكشف أعمال بناء في منشأة نووية قرب ديمونا

صور أقمار صناعية حديثة تظهر أعمال بناء مكثفة في منشأة قرب مفاعل ديمونا، وسط ترجيحات خبراء بأنها ترتبط ببرنامج "إسرائيل" النووي السري.

0:00
  • صورة قمر صناعي تظهر أعمال البناء في مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية في النقب (إعلام إسرائيلي)
    صورة قمر صناعي تظهر أعمال البناء في مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية في النقب (إعلام إسرائيلي)

رُصِدت أعمال بناء متسارعة في منشأة تُعتبر مركزية في البرنامج النووي الإسرائيلي المشتبه به منذ عقود، وفقاً لصور التُقطت بواسطة الأقمار الصناعية وقام خبراء بتحليلها.

وأشارت الصور إلى تطورات لافتة في "مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية" في صحراء النقب قرب مفاعل ديمونا، وسط تكتم شديد يحيط بطبيعة المشروع.

وبحسب تحليل خبراء فحصوا الصور وتحدثوا لـ"أسوشيتد برس"، فإنّ الموقع قيد الإنشاء يرتبط على الأرجح بالبرنامج النووي الإسرائيلي، نظراً لموقعه القريب من مفاعل ديمونا، وعدم وجود أي منشأة مدنية لتوليد الطاقة في المنطقة. غير أن آراءهم تباينت بشأن طبيعة المنشأة الجديدة.

ثلاثة من الخبراء رجّحوا أن تكون المنشأة مفاعلاً جديداً يعمل بالماء الثقيل، نظراً لحجمها وموقعها وطبيعتها متعددة الطوابق، وهي مواصفات تتماشى مع منشآت تُستخدم لإنتاج البلوتونيوم، أحد العناصر الأساسية في تصنيع الأسلحة النووية.

أما الأربعة الآخرون، فلم يستبعدوا احتمال أن يكون الموقع مفاعلاً بالماء الثقيل، لكنهم أشاروا إلى إمكانية أن يكون العمل مخصصاً لبناء منشأة لتجميع الأسلحة النووية، مؤكدين "صعوبة الجزم بذلك في هذه المرحلة المبكرة من المشروع".

الخبير في مركز "جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار" في معهد ميدلبري، جيفري لويس، قال إنّه: "من المرجّح أنّه مفاعل. هذا التقييم ظرفي، لكن من الصعب جداً تخيّل أنّه شيء آخر".

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد أفادت لأول مرة عام 2021 عن وجود أعمال حفر في المنشأة الواقعة على بُعد نحو 90 كيلومتراً جنوب القدس، حيث أظهرت صور تلك الفترة حفرة بطول 150 متراً وعرض 60 متراً قرب المفاعل الأصلي العامل بالماء الثقيل.

وتُظهر صور جديدة، التُقطت في 5 تموز/يوليو بواسطة شركة "بلانِت لابز"، تكثيفاً لافتاً في وتيرة البناء داخل موقع الحفر، حيث تُقام جدران خرسانية سميكة في منطقة يبدو أنها تتضمن طوابق تحت الأرض، وتُشاهد رافعات كبيرة ترتفع فوق الموقع.

يُذكر أن مفاعل ديمونا الحالي، الذي بدأ العمل في ستينيات القرن الماضي، تجاوز بكثير العمر الافتراضي المعتاد لمفاعلات تلك الحقبة، ما يثير احتمال الحاجة إلى استبداله أو تأهيله قريباً.

ولفت الخبير جيفري لويس إلى أنّه "طويل، كما هو متوقّع، لأن قلب المفاعل سيكون طويلاً جداً. وبناءً على الموقع والحجم والافتقار العام لأعمال بناء أخرى هناك، فمن الأرجح أن يكون مفاعلاً لا غير".

من جانبه، رأى إدون لايمان، خبير نووي في "اتحاد العلماء المهتمين"، أنّ البناء الجديد قد يكون مفاعلاً مربع الشكل من دون قبة احتواء مرئية. وأضاف لايمان: "إسرائيل لا تسمح بأي تفتيش دولي أو تحقق مما تفعله، ما يضطر العامة إلى التكهن".

وأشار داريل جي. كيمبال، المدير التنفيذي لـ"جمعية الحد من التسلح"، إلى أنّه في حال كان المفاعل الجديد يعمل بالماء الثقيل، فإن الهدف قد يكون الحفاظ على القدرة على إنتاج وقود مستهلك يمكن معالجته لاحقاً لفصل البلوتونيوم، بهدف تصنيع أسلحة نووية إضافية.

كما لفت إلى احتمال أن تكون المنشأة الجديدة مخصصة للحفاظ على الترسانة النووية أو لإنتاج رؤوس حربية جديدة.

وبسبب السرية التي تحيط بالبرنامج النووي الإسرائيلي، لا تزال تقديرات عدد الأسلحة النووية غير دقيقة. وكانت "نشرة علماء الذرة" قد قدّرت عام 2022 أن إسرائيل تمتلك نحو 90 رأساً حربياً.

من جهته، قال الخبير لايمان إن أحد دوافع البناء الجديد في ديمونا قد يكون الحاجة إلى الحصول على المزيد من التريتيوم، وهي مادة تتحلّل بمعدل 5% سنوياً.

وأضاف: "إذا كانوا يبنون مفاعلاً جديداً لإنتاج التريتيوم، فهذا لا يعني بالضرورة أنّهم يسعون لتوسيع ما لديهم من بلوتونيوم، بل لإنتاج التريتيوم".

ورداً على سؤال بشأن أعمال البناء، أعادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا التأكيد على أنّ "إسرائيل غير ملزمة بتقديم معلومات عن أي منشآت نووية أخرى في البلاد" خارج مفاعل سوريك البحثي.

اقرأ أيضاً: الكشف عن وثائق سرية أميركية حول البرنامج النووي الإسرائيلي.. ماذا جاء فيها؟