الاحتلال يواجه مقاومة ضارية في مدينة الزهراء وسط غزة.. لماذا يركّز على معاركه فيها؟

يُركزّ الاحتلال على انتقاله إلى مدينة الزهراء، بعد انتهاء المرحلة الثانية من عمليته البرية في قطاع غزة، بالتزامن مع عمله على إنشاء مناطق عازلة على طول الحدود الشرقية والشمالية. ما أهمية منطقة مدينة الزهراء؟ وما التبعات العسكرية والسياسية للمناطق العازلة؟

  • استهداف المقاومة عدد آليات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الزهراء شمالي غربي المحافظة الوسطى
    استهداف المقاومة آليات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الزهراء شمالي غربي المحافظة الوسطى (الإعلام العسكري لكتائب القسّام)

تخوض المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في الأيام القليلة الماضية، معارك ضارية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الزهراء، شمالي غربي المحافظة الوسطى، حيث يُركزّ الاحتلال على انتقاله إلى هذه المنطقة بعد انتهاء المرحلة الثانية من عمليته البرية في القطاع، بالتزامن مع عمله على إنشاء مناطق عازلة على طول الحدود الشرقية والشمالية.

ما أهمية منطقة مدينة الزهراء؟ 

بحسب الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية، هاني الدالي، فإنّ "السيطرة على هذه المنطقة هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي، كونها ذات أهمية جغرافية خاصة". 

وأوضح الدالي، في حديث إلى الميادين، أنّ مدينة الزهراء هي مدينة صغيرة محاطة بمناطق زراعية، وتحيط بها "نتساريم" ووادي غزة والمنطقة الوسطى من الجهة الجنوبية، ومنطقة المغراقة من المنطقة الشمالية الشرقية.

وأشار إلى أنّ هذه المدينة "من أُولى المناطق التي دخلها الاحتلال، ودمّر معظم أبراجها السكنية"، مبيّناً أنّ هذه المنطقة "تُعَدّ الفاصل بين شمالي قطاع غزة وجنوبيه".  

وبيّن الدالي أنّ مدينة الزهراء قريبة أيضاً من شارع عشرة ومن الميناء الذي ينشئه الاحتلال، لذلك يُريد القضاء عليها، بمعنى أنّه "لا يريد بؤراً للمقاومة في هذه المنطقة، إذ إنّها تُعَدّ من ضمن المناطق المهمة لعمليات إطلاق الصواريخ، نظراً إلى المناطق الزراعية المفتوحة التي تُحيط بها". 

وأضاف للميادين أنّ "حديث الاحتلال عن السيطرة على مدينة الزهراء ومنطقة المغراقة المحيطة بها هو كذب محض"، مؤكّداً أنّ "المقاومة الفلسطينية، على الرغم من مرور هذا الوقت الطويل وصعوبة تحركها في المناطق المفتوحة بعد التدمير الإسرائيلي، فإنّها لا تزال قادرة على الوصول إلى هذه المناطق، وما زالت أنفاقها تعمل، ولديها عقد قتالية". 

اقرأ أيضاً: ضربات نوعية للمقاومة الفلسطينية في حي الزهراء: استهداف قوة للاحتلال وعدّة آليات

ما تبعات المناطق العازلة التي يعمل عليها الاحتلال؟ 

وبشأن التبعات العسكرية والسياسية للمناطق العازلة، التي يعمل عليها الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، أوضح الدالي أنّ هذه الخطوات "كان يخططها الاحتلال قبل عدوانه على قطاع غزة، من أجل تنفيذ قناة بن غوريون والسيطرة على بحر القطاع وغازه، وتهجير الشعب الفلسطيني قسراً، وقضم مزيد من أراضي القطاع، وتوسيع المشروع الاستيطاني، خدمة لمصالحه". 

وأضاف للميادين أنّ "هذه المساعي تأتي في إطار محاولة السيطرة على معظم الأراضي التي يجري منها إطلاق الصواريخ نحو الأراضي المحتلة، إذ يسعى لأن تكون مناطف آمنة". 

وتابع الدالي أنّ "موضوع فصل الشمال عن قطاع غزة يأتي في إطار الهندسة الكاملة للمنطقة، من الناحيتين الجغرافية والاجتماعية، من خلال تحديد أعمار العائدين إلى المنطقة، وفصل الرجال عن النساء"، مشدداً على أنّ "كل هذه المحاولات ستكون نتيجتها الفشل ".

اقرأ أيضاً: "أسوشيتد بريس": "المنطقة العازلة" في غزة قيد الإنشاء.. عمليات هدم بعمق كيلومتر

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك