الجيش الأميركي يعزّز قدراته القتالية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي

الجيش الأميركي يضيف الذكاء الاصطناعي إلى هواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة للجنود، لرصد التهديدات بسرعة، في خطوة تعكس التحوّل نحو تكنولوجيا قتالية منخفضة الكلفة.

0:00
  • جندي يستعرض طائرة مسيّرة خلال عرض الجيش الأميركي في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيسه
    جندي يستعرض طائرة مسيّرة خلال عرض الجيش الأميركي في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيسه

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الجيش الأميركي وقّع عقداً بقيمة 98.9 مليون دولار مع شركة ناشئة في سان فرانسيسكو تُدعى "تيرباين وان"، لتزويد جنوده بقدرات ذكاء اصطناعي يمكن تشغيلها على الحواسيب المحمولة والهواتف الذكية والطائرات المسيّرة، من دون الحاجة إلى اتصال دائم بالسحابة.

وأوضحت الصحيفة أنّ العقد يعكس واقعين متلازمين في ساحة المعركة الحديثة، إذ سرّعت الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي وتيرة القتال إلى مستويات غير مسبوقة، فيما أدّى التشويش المستمر على الإشارات إلى صعوبة تبادل البيانات على الخطوط الأمامية.

وتتيح البرمجيات الجديدة للجنود تحديد مواقع إطلاق المسيّرات أو تمركز قوات مخفية بسرعة، وتزويدهم بالمعطيات لاتخاذ قرارات آنية من دون الاعتماد على محللين بعيدين. ووفق مسؤولين عسكريين، تختصر هذه التقنيات مهام تحليل بيانات معقّدة قد تستغرق 20 ساعة إلى نحو 20 ثانية فقط.

تجارب ميدانية وتعديلات سريعة

الشركة التي تأسست قبل أربع سنوات ويقودها ضابط سابق في البحرية الأميركية، لم تكن من النوع الذي يحقق عادة نجاحاً كبيراً في الفوز بصفقات كبيرة من البنتاغون، لكن توجيهات من وزير الدفاع دفعت القوات المسلحة إلى التوجّه نحو برمجيات تجارية وتبنّي أنظمة منخفضة الكلفة بدلاً من الأنظمة العسكرية التقليدية والمكلفة.

وقال المسؤول التنفيذي في الجيش، أندرو إيفانز، للصحيفة، إنّ برمجيات "تيرباين وان" تمثل جزءاً من تحوّل الجيش إلى قوة قتالية عصرية، أقل عدداً وأكثر اعتماداً على التكنولوجيا، لافتاً إلى أن إدخال البرمجيات إلى وحدات الجيش تدريجياً، يتم مع اختبارها ميدانياً وجمع ملاحظات الجنود.

أما الرئيس التنفيذي للشركة، إيان كالين، فكشف أنّ "تيرباين وان" أجرت أكثر من 200 تعديل برمجي خلال أسبوع واحد، ما جعل عقدها مع البنتاغون واحداً من أسرع المسارات لشركة ناشئة لتأمين اتفاق طويل الأمد.

وتعتمد الخوارزميات الجديدة على تحليل مجموعات ضخمة تشمل بيانات الأشعة تحت الحمراء والرادار والإشارات اللاسلكية، لتحديد التهديدات العامة مثل الطائرات المسيّرة، أو أهداف محددة كأنواع معينة من الدبابات. كما توفّر تحديثات مستمرة للجنود وللأنظمة الذكية المتصلة.

ويرى الجيش الأميركي أنّ معالجة البيانات مباشرة على الأجهزة تمثل درساً مستخلصاً من الحرب في أوكرانيا، حيث تسببت كثافة أجهزة التشويش بانقطاع الاتصالات. ويشير إيفانز إلى أنّ الهدف هو "القدرة على القتال بما يحمله الجنود فقط، من دون الاعتماد على الخطوط الخلفية".

نحو عسكرة الذكاء الاصطناعي

ويُعدّ هذا خروجاً عن أنظمة الذكاء الاصطناعي المعتمدة على السحابة خطوة لتقليل المخاطر، إذ إن تلك الأنظمة قد تصبح غير فعّالة تحت التشويش، أو خطيرة لأنها تكشف موقع المستخدم عبر أي إشارة. كما يواصل الجيش دراسة إمكان توظيف الذكاء الاصطناعي لتنسيق أسراب من الطائرات المسيّرة في هجمات منسقة، في مؤشر إلى تعاظم دور هذه التقنيات في الاستراتيجيات العسكرية المقبلة.

اقرأ أيضاً: خبير: شركات تكنولوجيا المعلومات الكبرى تبدأ العمل لمصلحة الجيش الأميركي