الرئيسة الأرجنتينية السابقة تستنكر قرار إدانتها: تسلّط على التصويت الشعبي

الرئيسة الأرجنتينية السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر تستنكر قرار المحكمة العليا المؤيد لإدانتها، معتبرةً أنه يمثل "تسلطاً على التصويت الشعبي"، وفنزويلا تدين "الانقلاب السياسي والقضائي" ضد كيرشنر.

0:00
  • ي
    الرئيسة الأرجنتينية السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر

استنكرت الرئيسة الأرجنتينية السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر قرار المحكمة العليا المؤيد لإدانتها بتهمة "الاحتيال" خلال توليها الرئاسة، معتبرةً أنه يمثل "تسلطاً على التصويت الشعبي" . 

"تسلط على التصويت الشعبي"

وقالت في تصريحات أدلت بها خارج مقر حزب العدالة بعد إعلان قرار المحكمة: "الحقيقة هي أن هذه الأرجنتين التي يحكمها (خافيير) ميلي لا تكفّ عن مفاجأتنا، فإضافة إلى التسلط على الأجور، أضافوا تسلطاً على التصويت الشعبي".

ورفضت المحكمة العليا جميع حجج دفاع كيرشنر، مؤكدةً بذلك حكم محكمة الدرجة الثانية التي حكمت عليها بالسجن 6 سنوات ومنعها مدى الحياة من تولي المناصب العامة.

وفسّرت كيرشنر قرار المحكمة على أنه جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً تنتهجها السلطة الاقتصادية لمنع القوى الشعبية من إعادة تنظيم صفوفها عند انهيار النموذج الاقتصادي الحالي.

وقالت الرئيسة السابقة: "عندما يتوقف هذا الرئيس الأحمق عن خدمة القوى الاقتصادية، وعند سقوطه، ستكون هناك حاجة إلى بديل سياسي قوي".

ورأت أن نموذج الرئيس اليميني خافيير ميلي الاقتصادي غير مستدام، وتساءلت: "إلى متى يمكن أن تستمر هذه المديونية المتتالية القاسية، وانخفاض الأجور والرواتب التقاعدية، وتدمير قدرات الأرجنتين؟ إلى متى يمكن أن يستمر تدمير الجامعات  والتعليم؟".

اقرأ أيضاً: "ترامب الأرجنتين".. خافيير ميلي من تشريع تجارة الأعضاء البشرية إلى طلب نصيحة كلبه الميت

"دمى خاضعون"

وفي تصريحاتها، استهدفت كيرشنر بشكل مباشر قضاة المحكمة العليا، ووصفتهم بـ"الدمى" الخاضعين "لقوى طبيعية تفوقهم بكثير: القوة الاقتصادية المركزة للأرجنتين".

وذكّرت الرئيسة السابقة بالعناوين التي نشرتها بعض وسائل الإعلام بعد أيام من محاولة اغتيالها عام 2022، وجاء فيها "الرصاصة التي لم تخرج، والحكم الذي سيخرج"، لتربط بين الحادثتين.

اقرأ أيضاً: 50 جريحاً على الأقل في الأرجنتين في صدامات بين الشرطة ومتظاهرين

"خطة لتحييد البيرونية سياسياً"

وقالت: "لا ينبغي أن يتفاجأ أحد" بحكم يوم الثلاثاء، معتبرةً أنه جزء من خطة ممنهجة لتحييد البيرونية (حركة أرجنتينية تستند إلى أفكار الرئيس الأرجنتيني خوان بيرون) سياسياً.

كذلك، نددت ببرنامج ميلي الاقتصادي، وقالت: "هذا الهدوء المتمثل في استمرار اقتراض مليارات الدولارات، والتي سيتعين سدادها يوماً ما، يُنذر بنهاية حتمية. هذا ليس له نهاية سعيدة".

وأكدت كيرشنر أن البيرونية "هي الوحيدة القادرة على بناء بديل عند إطاحتها"، واضعةً قوتها السياسية كخيار عندما يكشف النموذج النيوليبرالي الحالي عن حدوده.

فنزويلا تدين القرار القضائي

من جهتها، دانت فنزويلا بشدة "الانقلاب السياسي والقضائي" ضد كيرشنر، مشيرةً إلى أنها "تتعرض حالياً لاضطهاد وحشي من قِبل سلطة قضائية تابعة لمشروع خافيير ميلي الاستبدادي".

واتهمت "الحكم غير الشرعي وغير القانوني بالسعي إلى إزاحة شخص يُمثل القلب السياسي والعاطفي لملايين الأرجنتينيين بالقوة".

وأضافت: "الأمر لا يتعلق بالعدالة بل بمحو الخصم بأساليب استعمارية، وفرض نموذج اقتصادي واجتماعي بالدم والنار مُصمم لإخضاع الأرجنتين لرأس المال الدولي".

وقالت: "في الماضي، أخفت ديكتاتورية مُشينة أكثر من 30 ألف مواطن أرجنتيني، منتهكة حقوقهم الإنسانية. واليوم، يسعى الأشخاص نفسهم الذين كانوا بالأمس، بوجوه مختلفة، ولكن بالكراهية الطبقية نفسها، إلى القضاء سياسياً على زعيمة أرجنتينية ديمقراطية، جريمتها الوحيدة هي حكم الأغلبية ومقاومة استسلام بلدها".

"انقلاب ضد أميركا اللاتينية"

وأكدت كراكاس أن فرنانديز "ستقاوم، على نهج نيلسون مانديلا، هذا الهجوم بكرامة، وسيخرج هذا الاضطهاد، المُستوحى من الديكتاتوريات التي عصفت بالقارة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أقوى، متجهةً نحو نهضتها وانتصارها".

وشددت على أن هذا القرار "جزء من انقلاب جيوسياسي واحد ضد أميركا اللاتينية رأيناه في التزوير الانتخابي السافر في الإكوادور، وفي اعتداء العصابات الإجرامية على السلطة، وفي العنف الذي شُنّ ضد الرئيس غوستافو بيترو في كولومبيا، والآن في الهجوم القضائي على الشعب الأرجنتيني".

وأضافت: "السيناريو نفسه، والاستراتيجية نفسها: استعادة القارة واستعمارها، وتدمير جميع المشاريع الشعبية والسيادية".

ودعت "شعوب وحكومات وحركات أميركا إلى فهم هذه الهجمة ومواجهتها على حقيقتها؛ حرب شاملة ضد كرامة المنطقة وحقها في تقرير مصيرها".

اقرأ أيضاً: مطالبات بعزل رئيس الأرجنتين في قضية تتعلق بالعملات المشفرة

اخترنا لك