السوداني يدعو إلى استراتيجية تنموية عربية شاملة لمواجهة التحديات
رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، يدعو إلى تعاونٍ بين الدول العربية لمواجهة التحديات الراهنة في المنطقة، ويتطرق إلى القمة العربية التي ستنعقد في بغداد.
-
رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني
أكد رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أنّ الأمن القومي العربي كلٌّ لا يتجزأ، ولا يمكن أن يتحقق من دون تعاون فعلي، وسياسات متوازنة، ومؤسسات قوية تحمي المصالح العليا للأمة.
وقال إنّ "التحديات التي نواجهها، من العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة والضفة ولبنان وسوريا إلى الانقسامات الداخلية في بعض الدول العربية، إلى التدخلات الإقليمية والدولية، تهدد ليس فقط أمن هذه الشعوب، بل إرادتنا الجماعية كأمة".
وأضاف، في تصريحات خلال مشاركته في اجتماعات المجلس الأعلى العراقي - التركي للتعاون الاستراتيجي في أنقرة، أنّه "في لحظةٍ يغيب فيها الانخراط الدولي الفاعل لصالح شعوب المنطقة تزداد أهمية امتلاكنا استراتيجية تنموية عربية شاملة".
ورأى السوداني أنّ الوقت قد حان لإطلاق مبادرة عربية موحدة تتجاوز البعد الإنساني، لـ"تدعم بناء الدولة الوطنية القائمة على الدستور والكرامة والتنوع".
وأضاف أنّ تعزيز العمل العربي يبدأ من تقوية العلاقات بين العواصم العربية من الخليج إلى المحيط على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
القمة العربية
وبشأن القمة العربية التي ستنطلق في الـ17 من الشهر الحالي، أعلن السوداني أنّ بغداد تحتضنها في "لحظة استثنائية" تمرّ بها المنطقة، مشيراً إلى أنّ اللحظة تشمل "تحوّلات كبرى وصراعات مفتوحة وتحديات إقليمية مركبة".
وأوضح أنّ القمة تأتي في سياق تحولي، حيث "تلتقي فيها الإرادة الوطنية العراقية مع الأمل العربي العام في تجاوز الخلافات والانطلاق نحو بناء منظومة تعاون عربي فعّالة وشاملة".
وشدّد السوداني على الحاجة إلى خطاب عربي مسؤول يستند إلى الواقعية السياسية ويؤمن بأن التضامن لا يعني التطابق، بل احترام الخصوصيات ضمن وحدة الهدف والمصير.
وتوجّه السوداني بالنداء إلى كل العواصم العربية، قائلاً: "آن الأوان لأن نبدأ من جديد، على أرضية جديدة، ومنهجية جديدة، وإرادة جديدة".
"طريق التنمية"
في سياق متصل، دعا السوداني إلى اعتماد نهج اقتصادي تكاملي يعالج التفاوت التنموي ويعزّز القدرة الجماعية على مواجهة أزمات الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد.
ووصف مشروع "طريق التنمية"، الذي أوشك على الاكتمال، بـ"نموذج عملي لهذا التوجه، ويمكن أن يكون ركيزة لشراكات عربية حقيقية".
وقال "نحن اليوم لا نعيد بناء العراق فحسب، بل نشارك في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط عبر سياسة خارجية متوازنة، وقيادة واعية، ومبادرات تنموية، وشراكات استراتيجية".
ولفت السوداني بشأن العراق إلى أنّ حكومته أدارت مرحلة معقدة اتسمت بالتحديات الإقليمية الكبيرة، وما فرضته حرب غزة من ضغط متعدد الأبعاد على الدول العربية.