الصحافية آمال خليل تتحدث للميادين عن تهديدها من قبل "إسرائيل" بالقتل: لن يُخيفنا التهديد والقصف

ضمن سياسة إسكات الحقّ صوتاً وصورة، الاحتلال الإسرائيلي يهدد الصحافية اللبنانية آمال خليل بالقتل، ونقيب محرري الصحافة اللبنانية يندد بالتّهديد الإسرائيلي الذي تعرّضت له الزميلة خليل.

0:00
  • الاحتلال الإسرائيلي يهدد الصحافية اللبنانية آمال خليل بالقتل
    الصحافية اللبنانية آمال خليل (تواصل اجتماعي)

تحاول "إسرائيل" دائماً إسكات الحقّ صوتاً وصورة، فتعمد إلى استهداف  الصحافيين الذين يغطون المجازر والاعتداءات التي ترتكبها قواتها بحقّ شعوب المنطقة، ولا سيما الشعبين الفلسطيني واللبناني بشكلٍ ممنهج، والتي أقلّ ما يُقال إنّها جرائم ضد الإنسانية، آخر تلك الاستهدافات هو ما تعرّضت له الصحافيّة اللبنانية آمال خليل، في جريدة "الأخبار" المعنية بتغطية العدوان الإسرائيلي على جنوبي لبنان، من تهديد مُباشر عبر "واتساب" من رقمٍ إسرائيلي وجاء في التهديد "سنفصل رأسك عن كتفيك إن لم تُغادري لبنان".

الصحافيّة آمال خليل، كشفت عن تلقّيها رسالة من العدو الإسرائيلي تهدّدها بالقتل وبهدم منزلها وتدعوها إلى مغادرة لبنان، مضيفةً: "أبلغت بدوري الجهات المعنيّة بهذا الأمر، إذ إنّ العدو لجأ مؤخراً إلى هذا الأسلوب مع العديد من الأشخاص هناك".

وقالت الصحافية خليل في مقابلة خاصة مع الميادين من جنوبي لبنان، إنّ التهديد الذي تعرضت له يمثل كل صحافي لا يزال صامداً في الجنوب، ويوثق بالصورة والصوت الجرائم الإسرائيلية.

وأضافت "وصلتني رسالة من رقم إسرائيلي عبر هاتفي الشخصي في 25 آب/أغسطس الماضي"، لافتةً إلى أنها تواصلت مع الأجهزة الأمنية  المعنية، والتي بدورها أثبتت أن هذا التهديد جدي، وأن الرقم هو من داخل فلسطين المحتلة.

آمال استذكرت الاعتداء الإسرائيلي على الصحافيين في جنوبي لبنان والذي تسببت باستشهاد مراسلة الميادين فرح عمر والمصوّر ربيع المعماري، وبالإضافة إلى استشهاد مصور وكالة "رويترز" عصام العبد الله، مؤكدة أن كل المحاولات الإسرائيلية كانت تهدف إلى دفع الطواقم الصحافية إلى المغادرة.

وأضافت: "بعد قرابة العام على العدوان الإسرائيلي، لا يزال الكثير من الصحافيين في فلسطين وجنوبي لبنان صامدين"، مؤكدةً أن "انكشاف حقيقة آلة القتل الإسرائيلية أمام الرأي العام يعود الفضل فيه إلى كل صحافي صامد، ولن يُخيفنا القصف والغارات".

إدانات واسعة للتهديد

وتعليقاً على الحادثة، دان نقيب محرري الصحافة اللبنانية، جوزيف القصيفي، التّهديد الإسرائيلي الذي تعرّضت له الصحافية اللبنانية، واصفاً التهديد بـ "الوقح والمخالف لكل المواثيق والعهود والقوانين الدولية التي تحمي الصحافيين في زمن الحرب".

وأوضح النقيب أنّه "اطلع على نص تهديد مباشر للصحافية آمال خليل بالقتل وهدم منزلها عبر مواقع التواصل على رقم إسرائيلي، إذ تدعو الرسالة الإسرائيلية الزميلة خليل إلى مغادرة الجنوب، بل أيضاً لبنان إلى قطر، إذا أرادت أن تبقى على قيد الحياة".

وذكر القصيفي أنّ الرسالة جاء فيها، أيضاً: "نحن نعرف مكانك وسنصل إليك حين يحين الوقت".

وأكّد النقيب أنّ هذا التهديد السافر يدخل في سلسلة الاستهدافات التي طالت الزميلات والزملاء في غزّة، حيث ارتقى عشرات الشهداء من الصحافيين خلال الأشهر الأحد عشر المنصرمة في قطاع غزّة. وفي جنوبي لبنان، ارتقى الزميلان فرح عمر وربيع المعماري من قناة الميادين بعد استهدافهما من قبل مسيّرة إسرائيلية، وكذلك ارتقى المصور الصحافي في وكالة "رويترز" عصام عبد الله الذي استشهد بعد إصابته بقذيفة من دبابة إسرائيلية.

كذلك، توجّه الاتحاد العام للصحافيّين العرب والاتحاد الدولي للصحافيّين والهيئات الأممية المعنيّة، قائلاً: "نضع هذه الواقعة أمامكم لتكونوا على بيّنة مما يبيّته الصهاينة ضد كل صحافي وإعلامي يقوم بواجبه المهني، ويسلط الضوء على ما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية من إجرام متعمد في حق المدنيين في غزّة، والضفة الغربية وجنوبي لبنان". 

"عدوٌ يخاف الحقيقة".. من غزّة إلى الجنوب

لم تشفع الخوذ الزرقاء ولا الدروع الواقية المطبوع عليها كلمة "صحافة press" في حماية الصحافيين من الهجمات الإسرائيلية، بل تعمد سلطات الكيان إلى الاعتداء على الصحافيين لطمس الحقائق، عبر القتل المتعمد بدم بارد، والترويع والاعتقالات، والاستهداف لأفراد العائلة والمنازل والممتلكات، فوفقاً لآخر حصيلة نشرتها نقابة الصحافيين الفلسطينيين، ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين إلى 172 شهيداً، منذ بدء العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزَّة، فيما لا يزال المئات في سجون الاحتلال ومراكز الاعتقال، يتعرّضون لأبشع التنكيل والتعذيب.

ولا يقتصر الأمر على الصحافيين أفراداً فقط، ولا على عائلاتهم، فقد قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية الكثير من المقار الإعلامية الأجنبية والمحلية داخل قطاع غزّة خلال الفترة الماضية.

وفي لبنان، طالت الاعتداءات الإسرائيلية العديد من الصحافيين، وكان من ضمنهم فريق الميادين ما أدّى إلى ارتقاء المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع المعماري والزميل حسين عقيل، وسبقها استشهاد مصور وكالة "رويترز"، عصام العبد لله، وإصابة عدد آخر من الصحافيين بجروح خطرة، في أثناء تغطيتهم الوضع عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

والتحريض الإسرائيلي ضد الصحافيين ووسائل الإعلام امتدّ إلى الضفة الغربية، فرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طالب مجدداً، في جلسة الحكومة بإغلاق شبكة الميادين هناك.

ولم يقتصر التحريض الإسرائيلي على الميادين بالمسؤولين السياسيين فقط، فـ"القناة 14" الإسرائيلية، كانت قد أعدّت تقريراً  أبدت فيه خشيتها من النشاط الإعلامي للقناة في الضفة الغربية، محرّضةً على تجديد حظرها، ومبديةً امتعاضها بصورةٍ خاصة من اللقاء الذي أجرته القناة مع قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس، محمد جابر "أبو شجاع"، قبل استشهاده. 

يأتي ذلك بعدما جدّدت حكومة الاحتلال، في آب/أغسطس الماضي، قرار حظر شبكة الميادين الذي صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ومصادرة المعدّات الخاصة بها، وحجب مواقع الإنترنت التابعة لها. 

اقرأ أيضاً: "هآرتس": لماذا تخشى "إسرائيل" دخول صحافيين أجانب إلى قطاع غزة؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك