القصف والجوع والإذلال.. سكان فارّون يصفون حصار الفاشر في السودان
مواطنون سودانيون هاربون من الفاشر يقولون إنهم تعرضوا للسرقة والتفتيش العنيف من قبل "الدعم السريع"، ويصفون الوضع بأنه "كارثي".
-
أطفال سودانيون نازحون من الفاشر في مخيم للنازحين في الدبة في السودان (رويترز)
قالت مجموعة سودانية لـ"رويترز" تمكنت من تحمل تكلفة الهروب إنها كانت تعيش تحت القصف المستمر في الفاشر وتفاوضت مع قوات الدعم السريع على نقاط التفتيش للخروج من المدينة التي لجأ سكانها إلى أكل علف الحيوانات".
وخلصت بعثة "تقصي الحقائق" التابعة للأمم المتحدة، في الأسبوع الماضي، إلى أن "قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في الفاشر".
وخلصت البعثة الأممية إلى أن "قوات الدعم السريع في الفاشر ارتكبت جريمة حرب متمثلة في استخدام التجويع عمداً كأسلوب من أساليب الحرب"، وأن "حرمان الناس من الحصول على الغذاء، وتدمير المستشفيات، وعرقلة المساعدات الإنسانية قد ترقى أيضاً إلى جريمة الإبادة ضد الإنسانية".
وقالت إحدى الهاربات، وفق "رويترز"، إنها هي وعائلتها "تعرضوا لتفتيش عنيف من قبل جنود قوات الدعم السريع وتعرضوا للسرقة على الطريق"، مضيفة أنه "نتمنى حقاً ألا نلتقي بهؤلاء الأشخاص مرة أخرى".
بدوره قال مصدر آخر إن "الوضع كارثي، هناك قصف مستمر على مدار الساعة من جميع الجهات"، واصفًا أعداد القتلى بالعشرات والمستشفيات المكتظة بالجرحى من دون مخزونات من الشاش لوقف نزيفهم.
وكانت قوات "الدعم السريع" قد رفعت مؤخراً سواتر ترابية بطول 31 كيلومتراً تحيط بمعظم المدينة، ما زاد من صعوبة مغادرة المدنيين، وأجبر المهربين على نقل الإمدادات الغذائية سيراً على الأقدام، وفقاً لأحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
يُذكر أن مصدراً عسكرياً رفيع المستوى أفاد بأن "الجيش السوداني شنّ هجوماً جوياً وبرياً واسع النطاق في ولاية شمال كردفان، يوم الأحد، من أجل كسر الحصار عن الفاشر، وكذلك على مدينتي الدلنج وكادقلي جنوباً".