المقررة الأممية للحق في الصحة للميادين: فرصة الحياة في غزة لم تعد موجودة
أكدت المقررة الأممية، تلالنغ موفوانغ، للميادين أن ما يتعرض له قطاع غزة من استهداف للنظام الصحي وتجويع منظم هو جزء من خطة إبادة جماعية، مشيرةً إلى أن الحق في الحياة لم يعد موجوداً في القطاع.
-
المقررة الخاصة للأمم المتحدة، المعنية بالحق في الصحة، تلالنغ موفوانغ. جنيف. 24 نيسان/أبريل 2024. (وكالة جيتي)
أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، المعنية بالحق في الصحة، تلالنغ موفوانغ، في حديث خاص لـ الميادين، تعرض النظام الصحي في قطاع غزة لاستهداف ممنهج ومتعمد منذ بداية العدوان، مشددة على أن "الحق في الحياة لم يعد موجوداً" في غزة، وأن "فرصة البقاء على قيد الحياة باتت معدومة".
وأشارت موفوانغ إلى أنها كانت توجه تحذيرات مبكرة إلى سلطات الاحتلال بشأن انتهاك التزاماتها بموجب القانون الدولي، لكنها لم تلقَ أي تجاوب، وفي توصيفها للأوضاع الصحية والإنسانية، أوضحت المقررة الأممية أن الظروف الحالية لا تسمح بحياة كريمة أو بمجتمع قادر على البقاء أو الازدهار، لافتة إلى أن سكان القطاع يعانون، إلى جانب الإصابات المباشرة، من تبعات نفسية خطيرة مثل الصدمات والتوتر المستمر وقلة النوم، ما ينعكس على صحتهم الجسدية والعقلية بشكل بالغ.
⭕يُولد الأطفال في #غزة قبل أوانهم، بأحجام صغيرة جدًا، وتشوهات مؤلمة.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 24, 2025
⭕يُرجِع الأطباء ارتفاع نسبة العيوب الخَلقية إلى الأسلحة السامة التي أُلقيت على القطاع.
⭕يُذكر أن هذه الحالات ليست الأولى من نوعها في غزة.
تصوير: علم الدين صادق pic.twitter.com/6e8HoYW153
ورأت موفوانغ أن "حرب التجويع التي يشنها الاحتلال عبر استهداف الوكالات الأممية ليست سوى جزء من خطة أوسع لتقويض منظومة حقوق الإنسان وتفادي المساءلة"، مضيفة أن "تدمير البنية الإنسانية وإغلاق وكالات الإغاثة كان مقصوداً"، في ظل حماية سياسية توفرها قوى كبرى لـ"إسرائيل" حتى داخل أروقة الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالمساعدات، اعتبرت موفوانغ أن آلية توزيعها عبر منظمة "غزة الإنسانية"، التي وصفتها بأنها أميركية–إسرائيلية، ليست سوى "وسيلة جديدة للقتل وجزء من خطة الإبادة الجماعية"، مؤكدة أن التحذيرات من حرمان السكان الطعام والماء والدواء أُطلقت مبكراً، لكنها لم تؤخذ على محمل الجد. وأضافت: "الناس اليوم يقفون في طوابير عشوائية، تحت خطر دائم من القناصة والاعتداءات".
" 6 شهداء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 28, 2025
مراسل #الميادين أحمد غانم pic.twitter.com/gbkfqB60wc
وختمت موفوانغ حديثها برسالة حازمة، مفادها أن العالم لا يبدو متعلماً من دروس التاريخ، قائلة: "لو كانت الإنسانية تتعلم فعلاً، لما كنا في هذا الوضع. نحن نواجه إحباطات مجلس الأمن، والفيتو المتكرر، وتجاهل محكمة العدل الدولية. فما فائدة المساءلة إن لم تُنفذ القرارات؟".
ودعت في ختام حديثها إلى إبقاء الأنظار موجهة نحو غزة، وعدم السماح للأزمات الأخرى بأن تطغى على معاناة الشعب الفلسطيني، قائلة: "التحدي الأكبر هو ألا ننسى".