المناضل جورج عبد الله عبر الميادين: تحرّك الشارع العربي يفجّر النضال

قُبيل خروجه المرتقب إلى الحرية، المناضل جورج إبراهيم عبد الله يوجّه رسالة عبر الميادين يؤكد فيها تمسّكه بالنضال حتى الرمق الأخير، ويدعو الشارع العربي إلى التحرك الفاعل والواعي.

0:00
  • هل تفرج فرنسا عن المناضل جورج عبد الله قريباً؟
    المناضل جورج إبراهيم عبد الله (أرشيف)

قبل ساعات من خروجه المرتقب إلى الحريّة، وجّه المناضل اللبناني المعتقل في السجون الفرنسية منذ 41 عاماً، جورج إبراهيم عبد الله، رسالة خاصة عبر شبكة الميادين، أكّد فيها أنّه "هادئ ومطمئن ومناضل حتى الرمق الأخير"، مشيراً إلى أنّه لا يشعر بأيّ تهديد، وأنّ حاله "حال أيّ مناضل في وطننا".

وفي الرسالة التي بثّتها الميادين، شدد عبد الله على أهمية الحراك الشعبي العربي، قائلاً: "عندما يتحرّك الشارع العربي سنشهد انفجاراً نضالياً"، مبدياً أسفه لكون "الشعب العربي لا ينتفض كما يجب، ولا يتحرّك بالشكل الكافي".

ودعا في هذا السياق "المواطنين إلى الاحتشاد والتحرّك"، محذراً من الركون إلى الصمت أو التواطؤ.

كما توجّه المناضل عبد الله بتحيةٍ إلى كل من وقف إلى جانبه، وكل من تحرك داعماً لنضاله، مؤكداً أنّ هذا الدعم أعطاه زخماً للمستقبل، في إشارةٍ إلى الروح المعنوية العالية التي يتمسّك بها على الرغم من العقود الأربعة التي قضاها في الأسر.

وفي تحليله للسياق الدولي، اعتبر عبد الله أنّ "الرأسمالية في حالة أفول، ولذلك تفتعل الحروب"، في توصيف لمرحلة عالمية تزداد فيها التوترات والأزمات المفتعلة.

من جهتها، قالت محامية المناضل في تصريح للميادين، إنّ "جورج عبد الله يواكب الأحداث كافّة، ويتمتّع بزخمٍ كبير ونشاطٍ لافت"، مشددةً على ضرورة أن "نحتشد خلف نضاله، لأنّ قضيته لا تخصّه وحده، بل تعبّر عن وجدان الأمة في مقاومة الاستعمار والهيمنة".

وتوقّع مراسل الميادين في فرنسا أن يصل المناضل جورج عبدالله ظهر اليوم إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

ونشرت الميادين مشاهد نقل المناضل عبدالله من السجن في لانميزان إلى العاصمة الفرنسية باريس.

وفي وقتٍ سابق، أشاد عبد الله بـ"التعبئة المتنامية" في صفوف داعميه، مؤكّداً أنّ لها الفضل وأنّها السبب الرئيس في موافقة القضاء الفرنسي على الإفراج عنه.

من هو جورج إبراهيم عبد الله؟

السجين السياسي الأطول في فرنسا

يُعدّ عبد الله من أقدم السجناء السياسيين في أوروبا، حيث اعتُقل عام 1984 في مدينة ليون الفرنسية بتهمة حيازة جواز سفر جزائري مزوّر، وذلك بعد مطاردته من قبل جهاز "الموساد" الإسرائيلي.

وانضمّ عبد الله في 1978 إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وشارك في تأسيس الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية عام 1981، واتُّهم لاحقاً بالمشاركة في اغتيال دبلوماسيين أميركيين وإسرائيليين.

جورج إبراهيم عبد الله.. في أروقة القضاء

واستوفى عبد الله عام 1999 الشروط المطلوبة للإفراج عنه والتي يُحدّدها قانون العقوبات الفرنسي، وعام 2003 قرّرت محكمة الإفراج المشروط إطلاق سراح عبد الله. فاستأنفت النيابة العامة الفرنسية القرار، ما عطّل إخراجه من السجن، وعام 2005 عارضت النيابة العامة الفرنسية أي قرار يقضي بإطلاق سراحه، وأيضاً في عام 2006 رفضت النيابة العامة الفرنسية طلب إطلاق سراح عبد الله، مُتحجّجة بأنّ صورة فرنسا ستهتز أمام الولايات المتحدة وحلفائها، وأنّ ترحيله إلى لبنان لا يشكّل ضمانة لعدم تكراره الأعمال التي قام بها.

وعام 2007 قدّم محامي عبد الله طلب الإفراج المشروط السابع عنه، الذي رُفض في 10 تشرين الأول/أكتوبر من العام ذاته، وفي عام 2007 استأنف عبد الله الحُكم، وعُقدت جلسة الاستئناف في 31 كانون الثاني/يناير حين تأجّل إعلان الحُكم إلى تاريخ 17 نيسان/أبريل 2008.

ووافقت غرفة تطبيق العقوبات في باريس عام 2013 على طلب الإفراج الثامن، رابطةً إياه بمغادرته الأراضي الفرنسية. استأنفت النيابة العامة، فعُلّق الحُكم، كما أنّ محكمة تنفيذ الأحكام الفرنسية رفضت الطلب التاسع بالإفراج المشروط عن جورج عبد الله عام 2014.

وكانت المحكمة قد أجّلت قرار الإفراج عن عبد الله بعد جلسة عُقدت في الـ20 من شباط/فبراير الماضي، معتبرةً أنّ عليه دفع جزء من التعويضات لعائلتي الدبلوماسيَين الأميركي والإسرائيلي، اللذين تمّ اغتيالهما، كخطوة تمهيدية لقبول طلب الإفراج، وهو أمر رفضه المناضل مراراً، نافياً تهمة المشاركة في الاغتيال.

يُذكر أنّ محكمة تنفيذ الأحكام الفرنسية قرّرت الإفراج عن عبد الله في جلسة عقدت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكنّها علّقت التنفيذ فوراً، بعد استئناف من "النيابة العامّة الفرنسية لمكافحة الإرهاب".

اقرأ أيضاً: جورج إبراهيم عبد الله... وراء العدو في كل مكان