النيبال: حداد وطني وعمليات البحث عن مفقودين مستمرة بعد تحطم طائرة مدنية

النيبال تعلن حداداً وطنياً بعد حادثة تحطم طائرة مدنية والتي أودت بحياة 67 شخصاً، فيما عمليات البحث عن مفقودين تتواصل.

  • صورة لحطام الطائرة النيبالية
    صورة لحطام الطائرة النيبالية

أعلنت النيبال، اليوم الاثنين، الحداد الوطني بعد فاجعة تحطم طائرة مدنية ومقتل 67 شخصاً كانوا على متنها وسط البلاد.

كما أعلن المتحدث باسم مطار "كاتماندو"، شير بات تخاكور، عثور رجال الإنقاذ على مسجلات الطائرة "أي تي إر-72"، التابعة لشركة الطيران "يتي أيرلاينز"، التي تحطمت في نيبال يوم أمس الأحد.

وقال تخاكور لصحيفة "آني" إنّه "تم العثور على الصناديق السوداء - مسجل صوت قمرة القيادة ومسجل الرحلة - للطائرة المنكوبة".

وتواصل فرق البحث والإنقاذ عمليات البحث عن عدد من المفقودين بعد سقوط الطائرة المنكوبة.

وأمس الأحد، تحطّمت الطائرة "آي تي آر 72" التابعة لشركة الطيران ييتي، والآتية من العاصمة كاتماندو وعلى متنها 72 شخصاً (68 راكباً و4 من أفراد الطاقم) عند الساعة 11:00 (05:15 بتوقيت غرينيتش) قبيل اقترابها من مطار بوخارا المحلي، في أسوأ كارثة جوية يشهدها البلد الواقع في جبال الهيمالايا خلال 3 عقود.

وقد تم العثور على هيكل الطائرة في واد عمقه 300 متر بين المطار والمحطة الدولية الجديدة في بوخارا.

كما استخدم الجنود حبالاً خلال عمليات انتشال الجثث من الوادي حتى وقت متقدم من ليل الأحد الاثنين.

من جهته، قال ضابط الشرطة ايه كيه شيتري فجر الاثنين إنّ "عمليات البحث عن مفقودين توقّفت بسبب الضباب".

وأكد أنّه "سيتم استئنافها في غضون ساعة أو ساعتين عندما يتحسن الطقس"، في وقتٍ أعلنت السلطات النيبالية عدم وجود ناجين من الحادثة

ووفقاً للمتحدث باسم خطوط ييتي الجوية، سودارشان بارتولا، فقد "كان هناك 15 أجنبياً على متن الطائرة هم: 5 هنود و4 روس وكوريان جنوبيان، إضافةً إلى 4 ركاب من الأرجنتين وأستراليا وفرنسا وإيرلندا، فيما الركاب الآخرون نيباليون".

وقالت شركة "آي تي آر" المصنعة إن الطائرة من طراز "آي تي آر" 72-500، مؤكدةً أنّ اختصاصييها "ملتزمون تماماً" في دعم التحقيق وشركة "ييتي".

قطاع الطيران في النيبال

إلى ذلك، شهد قطاع الطيران في النيبال ازدهاراً في السنوات المنصرمة، وهو يعتبر حيوياً لنقل البضائع والأفراد إلى مناطق يصعب الوصول إليها.

وبالرغم من أهميته بالنسبة إلى السياح ومتسلّقي الجبال الأجانب، إلا أنه يواجه مشكلة في ضمان سلامة الرحلات بسبب عدم كفاءة الطيارين والنقص في الصيانة.

ومنع الاتحاد الأوروبي كل شركات الطيران النيبالية من دخول مجاله الجوي لأسباب تتعلق بالسلامة.

ويقع في هذا البلد بعضٌ من المسارات الأكثر عزلة، إذ تحيط بها قمم يشكل الاقتراب منها تحدياً حتى بالنسبة إلى أكثر الطيارين خبرة.

 أحوال جوية متغيرة 

وفي السياق، يقول مشغلو الطائرات إنّ النيبال تفتقر إلى البنية التحتية التي تتيح التنبؤ بالأحوال الجوية الدقيقة، خصوصاً في المناطق الجبلية النائية،  إذ يتغير الطقس بسرعة في الجبال، ما يخلق ظروف طيران أكثر صعوبة.

يذكر أنّه في أيار/مايو الماضي، أدّى تحطم طائرة "Twin Otter" تابعة لشركة تارا النيبالية إلى مقتل 22 شخصاً بعيد إقلاعها من بوخارا. وعثر على الحطام بعد يوم، عند حافة جبل على ارتفاع 4400 متر.

وفي إثر هذه المأساة، شدّدت السلطات القوانين بحيث لم يعد يسمح للطائرات بالتحليق إلّا بعد التأكد من أنّ الأحوال الجوية مواتية طوال الرحلة.

وعرفت النيبال أسوأ الكوارث الجوية بتاريخها في أيلول/سبتمبر 1992 عندما قضى 167 شخصاً كانوا على متن طائرة "إيرباص" A300 تابعة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية، التي تحطمت لدى اقترابها من كاتماندو.

اخترنا لك