بلينكن لنتنياهو: الدخول إلى رفح لن ينهي حماس

سعي أميركي مستمرّ لدفع حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى القبول بإعلان "الدولة" الفلسطينية، كمدخل لرؤيتها لوقف الحرب واستئناف مسار التطبيع.

  • رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أرشيف - أ. ف. ب)
    رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أرشيف - أ. ف. ب)

أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن دخول "الجيش" الإسرائيلي إلى رفح لن يقضي على حركة حماس، في إطار زيارته الأخيرة إلى "إسرائيل" للمشاركة في جلسة "الكابينت"، على خلفية التوترات بين الحكومتين الإسرائيلية والأميركية.

ونشرت القناة الـ"13" الإسرائيلية، أمس السبت، تسريبات من اجتماع الكابينت، قال فيها بلينكن إنه "حتى لو قام الجيش الإسرائيلي بعملية في رفح، سيظل هناك تحدٍ كبير في غزة يسمى حماس"، مضيفاً أنّ "الفوضى ستعيد تنميتها، وبالتالي يجب تشكيل حكومة بديلة من شأنها بناء مستقبل جديد لغزة".

كلام وزير الخارجية الأميركي، أتى في سياق السعي الأميركي لإقناع الحكومة الإسرائيلية بضرورة الموافقة على إقامة حكومة فلسطينية تدير الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن ما يُصطلح عليه بـ"حل الدولتين"، مع إقران هذا "الحل" بالتطبيع مع دول عربية كبرى، تضع الاعتراف بـ"الدولة الفلسطينية" شرطاً لدخولها في تطبيع العلاقة مع حكومة الاحتلال.

بالمقابل، أجاب نتنياهو بالقول إن "سكان غزة، غير المنتمين إلى حركة حماس، هم أيضاً لا يريدون السلام، وأحد أسباب قيام حماس بشنّ الهجوم في 7 تشرين الأول/أكتوبر، هو رغبتهم في تدمير التطبيع مع المملكة العربية السعودية، والرأي العام الإسرائيلي لن يكون مستعداً لأن تكون نتيجة هذه الحرب إعلان الدولة الفلسطينية".

ويأتي التعنّت الإسرائيلي أمام المطالب الأميركية، مع إصرار نتنياهو على الاستمرار في الحرب حتى تحقيق ما يسميه "النصر النهائي"، والمتمثل بالقضاء على حركة حماس في قطاع غزة، وهو ما أكدت التقارير الاستخبارية والتحليلات السياسية والعسكرية المختلفة استحالة تحققه منذ بداية الحرب، ويرى الأميركيون أنّ المضي به قد يعود بتبعات سلبية على الإسرائيليين والأميركيين.

وفي منتصف كانون الثاني/يناير الفائت، اعترف ضابط الاحتياط الإسرائيلي السابق، إسحق بريك، في حديث لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنّ "الجيش" الإسرائيلي "لن يُحقق الهدفين الرئيسيين للحرب، الأول القضاء على حماس وقدراتها العسكرية والسلطوية، والثاني إعادة المخطوفين الإسرائيليين"، متابعاً أنّ "الفشل في تحقيق الأهداف ثمنه باهظ للغاية" بالنسبة إلى "إسرائيل".

وفي الأسبوع الأخير من الشهر نفسه، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن خبراء،  أن هدف "إسرائيل" المركزي من الحرب، المتمثل بتدمير حماس، سيكون من الصعب تحقيقه قريباً، حتى لو سيطرت القوات الإسرائيلية على كامل مساحة غزة"، مشيرةً إلى أنّ "قتل السنوار أو غيره من قادة حماس في غزة، من غير المرجح أن يقضي على الجماعة باعتبارها تهديداً عسكرياً، لأن لديها هيكل سلطة منتشراً لا يركز على أي فرد".

كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مطلع شباط/فبراير، أنّ مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، أبلغوا أعضاءً في مجلس النواب "الكونغرس"، هذا الأسبوع، أنّ "إسرائيل ليست قريبة من القضاء على حركة حماس"، وأنّهم أثاروا شكوكاً فيما إذا كان تدمير حماس أو القضاء عليها هدفاً واقعياً.

اقرأ أيضاً: ثلاث رؤى لليوم التالي للحرب على غزة.. لماذا تتقدم رؤية المقاومة؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك