تقرير: بسبب دعم واشنطن العدوان على غزة.. تأييد النخب الأميركية لـ"إسرائيل" على المحك

العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يوقظ ضمائر بعض النخب الفكرية والسياسية الأميركية، ويشعل عدداً من الجامعات بالمسيرات المؤيدة لفلسطين، بالإضافة تعليقات حادة من بعض رجال السياسية والإداريين ضد العدوان.

  • غزة محور جدل سياسي وأكاديمي في الولايات المتحدة
    تظاهرة داعمة للقضية الفلسطينية وغزة في جامعة كولومبيا الأميركية الأسبوع الفائت (غيتي)

تحدثت صحف أميركية عن إيقاظ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ضمائر بعض النخب الفكرية والسياسية الأميركية، التي أضحت تعبّر بصراحة عن رفعها الدعم والتأييد عن "إسرائيل" في سياق الدعم الأميركي اللامحدود.

وجاء في مقال ضابط الاستخبارات السابق سكوت ريتر، الذي نشره في موقعه الإلكتروني، بعنوان لا يحتمل التأويل: "لماذا لم أعد أقف مع إسرائيل، ولن أفعل ذلك مطلقاً"، مؤكداً زوال غشاوة تجاهل مأساة الشعب الفلسطيني "الضحايا الحقيقيين للرواية الإسرائيلية".

استهل ريتر مقاله باستعادة شهادة صادمة لنجل موشي شاريت (ثاني رئيس وزراء لكيان الاحتلال) بقتل "كل المدنيين في بئر السبع، وعددهم نحو 5,000 شخص" عام 1948، ولجوء الناجين الآخرين إلى غزة.

وأوضح ريتر أن تأييده السابق لـ"إسرائيل" بدأ التبخّر بعد تجربته العسكرية ومهمته الموكلة للعمل مع جهاز الأمن العسكري "أمان".

وأكد أن التحوّل في مدى تأييده السابق لـ"إسرائيل" بدأ عقب عملية غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتصريحات "القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بتحريضهم على ارتكاب جرائم حرب علناً على شاشات التلفزة، ووصفِهم الفلسطينيين بـ"الحيوانات"، والدعوة إلى القضاء التام عليهم". 

وأضاف أنه استمع إلى "أكاذيب الإسرائيليين" حول حقيقة هجوم حماس "المتقن ضد سلسلة من المستوطنات والمراكز العسكرية وتحويله إلى سردية لسفك الدم دون هوادة، وتبني وسائل الإعلام الغربية لها".

في سياق مواز، تحوّلت جامعات أميركية مهمة مسرحاً لجدل ساخن محوره العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ففي جامعات هارفارد وستانفورد ونيويورك، تطور الأمر لدرجة أن الخلافات بين الطلاب والأساتذة والمسؤولين الإداريين تسببت في عاصفة على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط السياسية والإعلامية، كلّفت البعض فرص عمل، وتسببت في خوف آخرين على سلامتهم.

في هارفارد، احتدم النقاش بعدما وقّعت نحو ثلاثين مجموعة طلّابية بياناً مشتركاً يحمّل "إسرائيل كامل المسؤولية عن العنف"، ويؤكّد أن عملية حركة حماس "لم تأتِ من العدم"، وأن "العنف الإسرائيلي يهيمن على كل جوانب الوجود الفلسطيني منذ 75 عاماً".

الوزير السابق للخزانة الأميركية لورنس سامرز، الذي تسلم رئاسة الجامعة قبل نحو 20 عاماً، علّق قائلاً: "أشعر بالاشمئزاز (من هذا البيان) ومن صمت قادة جامعة هارفارد".

جامعة ستانفورد كذلك وجدت نفسها عرضة للانتقادات بعد رفضها إدانة لافتات مؤيدة للفلسطينيين باسم حرية التعبير رفعها طلابها، مؤكدة رغبتها في البقاء على الحياد.

بينما كتب أساتذة في جامعة جورجتاون في العاصمة واشنطن لرئيس الجامعة للتنديد بـ"صمته الطويل عن معاناة الفلسطينيين".

أما جامعة هارفارد فقد أعلنت هذا الأسبوع أن عناصر أمن الجامعة عززوا انتشارهم داخل الحرم.

تأتي هذه الأحداث في وقت تواجه "إسرائيل" تحديات أساسية في الولايات المتحدة الأميركية أهمها، والأكثر خطورة بالنسبة إلى "إسرائيل" بحسب صحيفة بوليتيكو الأميركية، هي ميل الأميركيين الشباب إلى اعتبار القضية الفلسطينية قضية عادلة وملحة أخلاقية، كلما شاهدوا نتنياهو يمثل الطرف الإسرائيلي، وثانيها عدم مبالاة الناخبين الأميركيين ببقية العالم.

اقرأ أيضاً: تظاهرات حاشدة في الولايات المتحدة ودول أوروبية رفضاً للعدوان على غزة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك