تقرير: عائلات تجد خطراً جديداً في العاصمة السودانية.. القذائف غير المنفجرة

سكان منطقة العمارات في الخرطوم يواجهون تهديداً جديداً كامناً بين أنقاض المنازل في العاصمة متمثّلاً بالقذائف غير المنفجرة.

0:00
  • ذخائر غير منفجرة في العاصمة السودانية (رويترز)
    ذخائر غير منفجرة في العاصمة السودانية (رويترز)

خرج رجل ذو نظارة طبية ولحية رمادية من المدرسة الابتدائية في منطقة العمارات في الخرطوم وهو يرتجف من الصدمة. لقد عاد، مثل آلاف آخرين، لتفقد المباني التي استعادها الجيش بعد عامين من الحرب الأهلية، فقط ليجد تهديداً جديداً كامناً بين أنقاض العاصمة السودانية، وفي حالته قذيفة غير منفجرة تحت كومة من القماش القديم.

وقال المواطن السوداني، عبد العزيز علي، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز" بعدما وقف خارج المدرسة التي كان يعمل بها إدارياً قبل اندلاع الصراع في نيسان/أبريل 2023،"أنا مرعوب. لا أعرف ماذا أفعل (...) طوله حوالى 40 سم ويبدو وكأنه مضاد للدروع. هذه مدرسة للأطفال".

وتعمل فرق التطهير السودانية والأممية تفحص الوضع، وتسعى لضمان سلامته، وفق "رويترز". لكنهم يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من الموظفين والتمويل، ولا سيما بعد خفض المساعدات الأميركية .

وفي العمارات، أشار علي إلى قذائف أخرى على الطريق الترابي بين المدرسة وروضة أطفال. وشوهدت عدة صواريخ عالقة في مركبات محطمة.

وقال حارس مبنى آخر إن "السلطات عثرت على ذخائر وطائرات مسيرة في الطابق السفلي وأزالتها. لكن الصواريخ المضادة للدبابات لا تزال موجودة". وقال "نخشى أن يؤدي انفجار واحد إلى تدمير المكان بأكمله".

"انفجرت دون سابق إنذار"

بدوره، أفاد "المركز الوطني لمكافحة الألغام" في السودان بتدمير أكثر من 12 ألف لغم خلال الحرب.

وقال مدير المركز، اللواء خالد حمدان، إنه "تم اكتشاف 5 آلاف لغم آخر منذ توسع العمليات لتشمل الأراضي المستعادة حديثاً".

وكانت تقارير أفادت بمقتل ما لا يقل عن 16 مدنياً وإصابة العشرات في انفجارات ذخائر خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال جمال البشرى، الذي يرأس جهود إزالة الألغام التي يبذلها المركز في العاصمة، إنه "لدينا خمسة فرق عمل فقط في الخرطوم الآن. نحن بحاجة إلى 90 مليون دولار فقط لبدء عمليات إزالة الألغام والمسح بشكل صحيح".

وقال رئيس أحد الفرق العاملة في حي أمبدة بمدينة أم درمان، المجاورة للخرطوم، الحلو عبد الله، إنه "تعاملنا مع أكثر من عشر قذائف حية اليوم وحده".

وكاد برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الألغام أن يغلق أبوابه في شهر آذار/مارس الماضي بعد تخفيضات التمويل التي أجرتها الولايات المتحدة، إلى أن تدخلت كندا لدعمه. وقال رئيس البرنامج في السودان، صديق رشيد، إنه "نحتاج إلى مئات الفرق، لكن لدينا عدداً قليلاً منها فقط".

وأضاف أن العمل تعطل أيضاً بسبب مشاكل في الحصول على تصاريح السفر. وقال "إنه أمر مقلق للغاية لأن هذه المناطق تحتاج إلى فحص (من قبل) فريق متخصص ... وبعد ذلك (يعود الناس)".

منتصف نيسان/أبريل 2023 تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك