جنوب السودان: القتال ينذر بعودة الحرب الأهلية وتحذير من كارثة إنسانية

في تحذير صارم من جنوب السودان، رئيس البعثة الأممية يحذر من أن البلاد تقف على شفا حرب أهلية جديدة، مع تصاعد التعبئة العسكرية والمخاوف من تدخلات إقليمية.

0:00
  • نازحون في مقاطعة الرنك، ولاية أعالي النيل، جنوب السودان
    نازحون في مقاطعة الرنك، ولاية أعالي النيل، جنوب السودان "الأمم المتحدة"

ندّد رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، بتصاعد أعمال العنف في ولاية أعالي النيل، مشيراً إلى الغارات الجوية العشوائية التي تستهدف المدنيين، لا سيما في مقاطعة ناصر.

وقال هايسوم في مؤتمر صحافي عبر الفيديو: "الوضع الأمني والسياسي تدهور بشكلٍ كبير منذ أن سيطر الجيش الأبيض، الميليشيا الموالية لرياك مشار، على مواقع عسكرية في المنطقة في 4 آذار/مارس الماضي".

وتابع هايسوم أن الغارات الجوية استخدمت قنابل وبراميل متفجرة تحتوي على سائل سريع الاشتعال، ما يزيد من فتك الهجمات، مشيراً إلى أن هذه الهجمات العشوائية تسببت في خسائر بشرية كبيرة، بالإضافة إلى إصابات مروعة وحروق تطال خصوصاً النساء والأطفال.

ووفقاً لتقرير بعثة الأمم المتحدة، فقد فرّ أكثر من 63 ألف شخص من المنطقة جراء العنف المستمر.

كما أشار المسؤول الأممي إلى أن عمليات التعبئة العسكرية من قبل طرفي النزاع في ولاية أعالي النيل، بما في ذلك تجنيد الأطفال قسراً، تساهم في تعميق الأزمة. ولفت إلى "المخاوف من انتشار القوات الأوغندية في المنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع ويزيد من قلق السكان المحليين".

وقال هايسوم: "لا خيار لدينا سوى أن نعتقد أن جنوب السودان على شفا حرب أهلية جديدة"، محذراً من أن الوضع في البلاد يمكن أن ينزلق إلى مزيد من الفوضى إذا لم يتم التدخل بشكلٍ عاجل.

من جهتها، سعت بعثة الأمم المتحدة إلى تجنب هذا السيناريو من خلال عقد اجتماعات مع الجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرقي أفريقيا (إيغاد). إلا أن هايسوم عبّر عن أسفه لقرار حكومة جنوب السودان، تأجيل زيارة وزراء خارجية دول إيغاد إلى جوبا، التي كانت مقررة الاثنين، إلى 3 نيسان/أبريل، من دون تقديم تفسير من الحكومة.

ومنذ انفصال جنوب السودان عن السودان في عام 2011، تشهد البلاد صراعات دامية بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، أدت إلى مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح 4 ملايين آخرين بين عامي 2013 و2018.

اقرأ أيضاً: "التوتر في جنوب السودان ومصير السلام "الهشّ"

اخترنا لك