حزب "شاس" يؤيد حلّ "الكنيست".. أي مصير لحكومة نتنياهو؟
حزب "شاس" الحريدي يعلن تأييده حلّ "الكنيست"، وسط ترقب قرار نتنياهو بشأن إقالة يولي إدلشتاين على خلفية أزمة التجنيد، بينما يواجه الائتلاف الحكومي احتمال السقوط في حال خسارته أغلبية المقاعد.
-
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام "الكنيست" (أرشيفية - وسائل إعلام إسرائيلية)
أعلن حزب "شاس" الحريدي، الأربعاء، تأييده حلّ "الكنيست"، وهو ما عبّر عنه زعيمه، أرييه درعي، عبر تصريحه بأن "لا خيار أمامنا.. يجب أن ندعم حلّ الكنيست".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ درعي "تلقى أمراً من الحاخامات، بعدم البقاء في الحكومة، ولو لدقيقة واحدة"، ونقلت عنه قوله إنّ "نتنياهو يضحك علينا".
ويأتي هذا التطور احتجاجاً على تأخر إقرار مشروع قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية الإلزامية، حيث استدعى درعي أعضاء "الكنيست" من حزبه، من أجل إجراء مشاورات عاجلة.
ويعني ذلك زيادة احتمال التوجه نحو انتخابات مبكرة، علماً بأنّ ذلك مرتبط بقرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن إقالة رئيس لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست"، يولي إدلشتاين، الذي يطلب فرض عقوبات على الحريديم الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية.
في المقابل، اقترحت الأحزاب الحريدية صيغة تجنيد مخففة، تقضي بخدمة قصيرة، مدتها عام ونصف عام، وهو ما رفضه إدلشتاين بشدة.
ما تأثير انسحاب "شاس" من الائتلاف الحكومي؟
ورأت شخصية سياسية إسرائيلية، بعد اجتماع كتلة "شاس"، أنّه سيتم التوجه إلى إجراء انتخابات، "إذا لم يحدث تغيير جذري"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحظى فيه ائتلاف نتنياهو الحكومي بـ68 مقعداً في "الكنيست"، المكوّن من 120 مقعداً.
وتدفع كتلة "يهدوت هتوراة" الحريدية، التي تضمّ أعضاء من حزبَي "أغودات يسرائيل" و"ديغل هتوراة"، في اتجاه دعم حلّ "الكنيست"، بسبب الخلافات حول قانون التجنيد، لكنّها غير قادرة على الوصول إلى ذلك، نظراً لامتلاكها 7 مقاعد، ما يعني أنّها لن تُفقِد الائتلاف الأغلبية.
أما "شاس" فلديه 11 مقعداً، وهو أحد الأحزاب الحريدية الرئيسة في الائتلاف. وبناءً على عدد المقاعد التي يحظى بها، يمتلك الحزب القدرة على إسقاط الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويعني قرار "شاس" الانسحاب من الائتلاف أنّ الحكومة ستَفقِد أغلبيتها في "الكنيست"، بحيث يصبح عدد مقاعدها 57، على الأكثر، وهو غير كافٍ للحفاظ عليها.
ويؤدي ذلك إلى حلّ "الكنيست"، والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
أزمة تضرب كيان الاحتلال مع تصاعد الحديث عن حلّ الكنيست، في ظل تقارب الأحزاب الحريدية مع المعارضة. ما خلفيات هذا التوقيت؟ وما مدى خطورة هذه التطورات على حكومة نتنياهو؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 4, 2025
مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة ناصر اللحام @nasserlaham4#الميادين pic.twitter.com/YhJDqoKp8P
"تنسيق تام بين شاس ويهدوت هتوراة"
إعلام إسرائيلي أكد وجود تنسيق تام بين حزب "شاس" وتحالف "يهدوت هتوراة" في الخطوات المقبلة لإسقاط الحكومة، مضيفاً أنّ الأحزاب الحريدية تقول إنّه "لا جدوى من البقاء في الحكومة".
وقال مسؤول حريدي كبير إنّ التخطيط يتم لإجراء انتخابات في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وأظهر استطلاع للرأي أنّ 57% من المستوطنين الإسرائيليين يؤيدون تقديم موعد الانتخابات، بينما تعارض ذلك نسبة 31%.
ضغوط حريدية لإقالة إدلشتاين
"القناة 12" الإسرائيلية نقلت عن مسؤول من أحد الأحزاب الحريدية قوله إنّ "رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يسقط الحكومة، لا الحريديم".
وأضاف المسؤول أنّ نتنياهو، "لا يزال يستطيع أن يقيل إدلشتاين"، في إشارة إلى أنّ الإقالة قد تفضي إلى بقاء الائتلاف.
إضافةً إلى ذلك، قال مسؤول في حزب "ديغل هتوراة" إنّ هناك "كلاماً ساخناً في الساعات الأخيرة، عن إقالة مرتقبة لإدلشتاين، من قبل نتنياهو".
وعلّقت "القناة 12" على موقف الحريديم، معتبرةً أنّ ضغطهم في اتجاه إقالة إدلشتاين يهدف إلى "دفعه نحو الانهيار والقبول بصيغة التجنيد، التي تقدّم بها وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ورفضها هو".
أحزاب سياسية تلوح بحل "الكنيست" والانسحاب من الحكومة على خلفية رفض إعفاء الحريديم من التجنيد.. هل تؤدي هذه الأزمة إلى سقوط حكومة نتنياهو؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 4, 2025
العضو السابق في الكنيست والأستاذ المحاضر في العلوم السياسية جمال زحالقة في #نقاش pic.twitter.com/9Ado5RSTm8
"تهديدات الحريديم جدية للغاية"
وفي حديث إلى "القناة 14"، المقرّبة من نتنياهو، أكد الوزير الإسرائيلي، زئيف إلكين، أنّ الائتلاف يواجه أزمة حقيقية"، محذراً: "بصفتنا مطلعين على الساحة السياسية ونعرف كيف تتطور مثل هذه الأزمات، يجب ألا نستخف بها".
وصرّح عضو لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست"، حانوخ ميليفيتسكي، في وقت سابق، بأنّ "التهديدات الصادرة عن الحريديم جدية للغاية"، مشيراً إلى "غضب واسع في الشارع الحريدي".
كرعي يقترح أن يحلّ محلّ إدلشتاين
في السياق نفسه، ذكر إعلام إسرائيلي أنّ وزير الاتصالات، شلومو كرعي، قدّم اقتراحاً إلى نتنياهو، الأربعاء، يقضي بأن يستقيل من منصبه في الوزارة، على أن يحلّ محلّ إدلشتاين، من أجل المضي قدماً في مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية.
ومن جهته، قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إنّ "الأزمة الحكومية، التي تعيشها إسرائيل حالياً، خطيرة"، مضيفاً: "نقترب من إجراء انتخابات، ما يعني توقف الحرب أو خسارتها".
"الأزمة السياسية في إسرائيل تبلغ الذروة"
يأتي كل ذلك بعد أن رفض زعيما الحريديم، الحاخامان دوف لاندو وموشيه هيرش، الاجتماع مع نتنياهو من أجل مناقشة قانون التجنيد، مؤكدَين أن "لا جدوى من إجراء المزيد من المحادثات"، الأربعاء.
وجاء ذلك بعد انتهاء المهلة التي وضعها الحريديم لرئيس الحكومة، لسنّ قانون يعفيهم من الخدمة العسكرية، وإلا يستقيلون وتسقط الحكومة ويتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وأمام ذلك، رأت قناة "مكان" الإسرائيلية أنّ الأزمة السياسية في "إسرائيل" بلغت ذروتها.
وفي المواقف التي أصدرها كل من الحاخامين، جاء في بيان أصدره بيت الحاخام هيرش أنّ "الأحزاب الحريدية الأشكنازية قد تعلن الأربعاء انسحابها من الائتلاف الحكومي، بسبب عدم إحراز أي تقدم في قضية التجنيد".
إلى جانب ذلك، قال البيان إنّ المفاوضات مع إدلشتاين فشلت، في ظل إصراره على فرض عقوبات على طلاب المدارس الدينية، الذين لا يخدمون في "الجيش".
أما في بيت الحاخام لاندو، فجاء الموقف أكثر حدةً، حيث عبّر عن تأييده الصريح لحلّ "الكنيست".
وبحسب ما أفادت به قناة "كان" الإسرائيلية، صباح الأربعاء، فإنّ الفجوات "لا تزال كبيرةً".