حصار غزة يحرم جنان الحياة... 4 أشهر من الجوع انتهت بالشهادة

في ظل تواصل العدوان والحصار الإسرائيليين على قطاع غزة.. مراسل الميادين يفيد باستشهاد الرضيعة جنان السكافي صباح اليوم في مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة بسبب سوء التغذية.

0:00
  • الشهيدة الرضيعة جنان السكافي قبل ارتقائها بساعات
    الشهيدة الرضيعة جنان السكافي قبل ارتقائها بساعات

أفاد مراسل الميادين، باستشهاد الرضيعة الفلسطينية جنان السكافي، البالغة من العمر 4 أشهر، صباح السبت، نتيجة سوء التغذية، بسبب تواصل الحرب الإسرائيلية والحصار على قطاع غزة.

وأعلنت مصادر طبية في مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة، عن استشهاد الرضيعة السكافي، بسبب سوء التغذية الناتج عن عدم توفر الحليب والمكملات الغذائية، من جرّاء الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وكانت والدة الرضيعة قد وجهت على مدار 3 أشهر عدة مناشدات للمؤسسات الدولية للتدخل من أجل تحويل طفلتها إلى مستشفيات خارجية لتلقّي العلاج اللازم، قبل أن يعلَن عن استشهادها اليوم السبت.

وكان مراسلنا قد أعدّ تقريراً عن الطفلة السكافي، في وقت سابق، تحدث فيه عن معاناة الرضيعة.

وعانت الطفلة منذ الولادة من نوبات جفاف مفاجئة وإسهال مستمر، ولم تستفد من أي نوع حليب متاح، ما أدّى إلى بطء شديد في نموها.

ووُلدت جنان بوزن 2.600 كلغ، ليصل وزنها إلى 2.800 كلغ فقط بعد مرور 4 أشهر، بزيادة لا تتجاوز 200 غرام.

استشهاد الرضيعة يُعدّ مثالاً مؤلمًا على الكارثة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة، في ظل استمرار الحصار والعدوان الإسرائيليين.

ويقول مستشفى الرنتيسي للأطفال، إنها تستقبل يومياً العديد من الحالات التي تعاني من مضاعفات الجفاف وسوء التغذية الحاد.

وأوضح المستشفى أنّ سوء التغذية الذي يعانيه الأطفال في قطاع غزة، هو حالة تنتج عن نقص أو اختلال في تناول العناصر الغذائية الضرورية لنمو الجسم ووظائفه الحيوية، والذي قد يؤدّي إلى تأخر النمو، وضعف المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، وفي الحالات الشديدة قد يتسبب بالوفاة.

"طفلة تولد بلا دماغ في مستشفى العودة"

وفي ظل استمرار العدوان وإلقاء  الاحتلال لأطنان المتفجرات على القطاع، أفادت وزارة الصحة في غزة، بولادة الطفلة ملك أحمد القانوع، وعمرها يومان، بلا دماغ في مستشفى العودة شمالي غزة، في واحدة من الحالات الصادمة لتشوّه الأجنّة في الأرحام. وهي ظاهرة تُسجل زيادتها بشكل ملحوظ بسبب الحرب.

ورأت  الوزارة أنه ربما ترتبط حالة هذه الطفلة بـ"استخدام الأسلحة المحّرمة التي يجرّبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة ضد المدنيين وضد أطفالنا".

وأشارت إلى أنّ "ما يحدث في غزة اليوم يعيد إلى الأذهان ما وُثّق في العراق بعد الغزو الأميركي، حين ارتفعت معدلات التشوهات الخلقية بفعل التلوث والإشعاع الناتج عن القصف".

وطالبت بتحقيق دولي في أسباب هذه الحالات المتكررة، وفي طبيعة الأسلحة المستخدمة.

مسؤولة أممية: كم من الدم يجب أن يسيل قبل أن يصبح كافياً؟

وقدّمت المتحدّثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، أولغا شيريفكو، خلال مداخلة لها مع الصحافيين في جنيف، أمس الجمعة، توصيفاً مؤلماً، للجريمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضدّ القطاع، في تصريح صحافي، متسائلةً: كم من الدم يجب أن يسيل قبل أن يصبح كافياً؟

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق، أنّ الوضع في غزة كارثي في ظل الحصار المستمر منذ شهرين، بعد استئناف "إسرائيل" الحرب، مشيرةً إلى أنّ سكان غزة جائعون والأطفال ضعفاء بسبب سوء التغذية الذي سيترك تداعيات صحية سيئة ودائمة على حياتهم.

وكانت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، قد شددت في وقت سابق على ضرورة إنهاء الحصار المدمّر الذي تفرضه "إسرائيل" على  قطاع غزة فوراً، معتبرةً أنّ الحصار القاسي واللاإنساني المستمر منذ أكثر من شهرين يُعدّ دليلاً إضافياً على نيّة الإبادة الجماعية لدى "إسرائيل" في غزة.

وأكدت "أمنستي" أنّ حصار غزة يمثّل جريمة حرب تتمثّل في استخدام تجويع المدنيين كسلاح، مشيرةً إلى أنّ "إسرائيل" تفرض ظروفاً معيشية صعبة على الفلسطينيين في غزة بهدف تدميرهم جسدياً، ما يشكّل إبادة جماعية بموجب القانون الدولي.

واستأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ شهرين عدوانها على غزة، ومنعت دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وفاقم هذا الأمر الأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون، الذين يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الخارجية نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة.

وبات أكثر من 95% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في وقت حذّرت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الاستجابة الإنسانية في غزة تقترب من الانهيار الكامل، مع توقف أشكال الدعم الدولي كافة وتضييق الخناق على المنظمات الإغاثية.

اقرأ أيضاً: منظمتان أمميتان: تهجير الضفة وحصار غزة جرائم إبادة يجب وقفها فوراً

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك