حصيلة دامية لشهداء لقمة العيش في غزة.. وحماس تتّهم الاحتلال بتكريس سياسة التجويع
ارتفاع حصيلة شهداء لقمة العيش قرب مراكز المساعدات الغذائية في غزة، وحماس تؤكّد أن الاحتلال يستخدم "آلية دموية"لإدامة سياسة التجويع وتكريس الإبادة الجماعية ضد سكان القطاع.
-
فلسطينيون يتجمّعون قرب مركز لتوزيع المساعدات الغذائية وسط غزة، 29 أيار/مايو (رويترز)
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات، منذ فجر اليوم الأربعاء، نتيجة إطلاق النار قرب نقاط المساعدات، بلغت 57 شهيداً وأكثر من 363 مصاباً، ليرتفع عدد شهداء "لقمة العيش" الذين سقطوا في أماكن توزيع المساعدات إلى 224 شهيداً، وأكثر من 1,858 مصاباً منذ بدء عمل تلك المراكز.
وأضافت الوزارة أن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بلغ 55,104 فيما تجاوز عدد الجرحى 127,394.
وفي غضون 24 ساعة فقط، وصل إلى مستشفيات القطاع 123 شهيداً، من بينهم 3 جرى انتشالهم من تحت الركام، إضافةً إلى 474 إصابة، وسط صعوبة في الوصول إلى الضحايا العالقين في الطرقات وتحت الأنقاض بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.
إطلاق نار كثيف من دبابات ومسيّرات إسرائيلية على الجوعى
من جهته، أكّد المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن طواقم الدفاع المدني والإسعاف نقلت عدداً من الشهداء والمصابين الذين سقطوا إثر إطلاق النار من الآليات العسكرية الإسرائيلية والطائرات المسيّرة من نوع "كواد كابتر" على آلاف المدنيين الذين تجمّعوا قرب مفترق الشهداء (نتساريم) وجسر وادي غزة للحصول على مساعدات غذائية من مركز تديره "مؤسسة غزة الإنسانية".
وأوضح بصل أن الفلسطينيين بدأوا يتجمّعون منذ ساعات الفجر الأولى، حيث بدأت عمليات إطلاق النار عليهم من الدبابات الإسرائيلية، وتكرّرت عدة مرات، ثم اشتدت كثافتها قرابة الساعة 5:30 صباحاً، بالتزامن مع قصف مكثف من طائرات "كواد كابتر" باتجاه المدنيين الجوعى، ما أسفر عن هذا العدد الكبير من الضحايا.
وأشار إلى أنه لا يزال مئات المواطنين في المناطق القريبة من نتساريم وجسر وادي غزة يحاولون الوصول إلى مركز المساعدات على الرغم من أن الاحتلال يطلق النار بين الحين والآخر، ما يزيد المخاوف من تكرار المجازر.
وشدد المتحدّث باسم الدفاع المدني في غزة في حديثه للميادين على أن المجاعة استفحلت في قطاع غزة والكثير من المواطنين ينامون من دون استطاعتهم الحصول على كسرة خبز، مؤكداً أن مراكز المساعدات تحولت إلى مصائد للموت في القطاع والمراكز موجودة في مناطق تسيطر عليها قوات الاحتلال.
استمرار لحرب التجويع في #غزة.. مشاهد توثّق إطلاق قوات الاحتلال النار على الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على مساعدات.#الميادين pic.twitter.com/fnW8DtaeM1
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 11, 2025
حماس: الاحتلال يكرّس الإبادة وسط صمت دولي
من جهتها، أكّدت حركة حماس أن "جيش" الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة دموية جديدة عبر إطلاق النار المباشر على مئات المدنيين الفلسطينيين الذين تجمّعوا في نقاط توزيع مساعدات غذائية قرب "محور نتساريم" ومدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأوضحت الحركة في بيان، أن الاحتلال استحدث "آلية دموية" جديدة لإدامة سياسة التجويع وتكريس سياسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مشددةً على أن تكرار مشاهد قتل المدنيين عند مراكز المساعدات "يفضح النوايا العدوانية المتأصلة" لدى سلطات الاحتلال.
ودعت حماس الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والتحرّك العاجل لوقف "الجرائم المنهجية التي تُرتكب تحت غطاء الصمت الدولي"، محذّرةً من أن استمرار هذا الصمت "يشجّع الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء شعبنا".
كما جدّدت حماس دعوتها الدول العربية إلى التحرّك الفوري، وتكثيف جميع أشكال الضغط لوقف "جريمة العصر"، داعيةً إلى تثبيت حق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة الكريمة.
"مؤسّسة غزة الإنسانية" تحت الانتقاد ورفض أممي للتعاون معها
وجددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إدانتها لمشروع المساعدات الإسرائيلي الأميركي، مؤكدةً أن نموذج توزيع المساعدات هذا يعرض الأرواح للخطر، ويشتت الانتباه عن الفظائع المستمرة ويهدر الموارد.
وشددت الوكالة على ضرورة رفع "إسرائيل" الحصار والسماح لنا بوصول آمن وغير مقيد لإدخال المساعدات إلى غزة وتوزيعها.
The Israeli-American aid distribution model in #Gaza is putting lives at risk.
— UNRWA (@UNRWA) June 11, 2025
It is also a distraction from the ongoing atrocities and a waste of resources.
The humanitarian community in Gaza, including UNRWA, is ready and has the experience and expertise to reach people in… pic.twitter.com/KQil4Hp48t
ويأتي هذا التصعيد في سياق سلسلة من حوادث إطلاق النار المميتة التي وقعت منذ 27 أيار/مايو الفائت، عقب فتح "مؤسّسة غزة الإنسانية" لنقاط توزيع المساعدات في القطاع، بدعم كامل من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من سماح الاحتلال مؤخراً باستئناف عمليات تسليم محدودة للمساعدات بعد حظر دام أكثر من شهرين، إلا أن منظمات أممية وإنسانية عبّرت عن رفضها التعاون مع المؤسّسة، مشكّكة في حيادها وممارساتها.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أكد، أمس الثلاثاء، أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية ازدادت في الأيام الأخيرة، مع تسجيل عدد كبير من الضحايا المدنيين".
كما أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أن "مؤسّسة غزة الإنسانية" ذراع للاحتلال الإسرائيلي وشريكة في الإبادة الجماعية، وليست جهة إنسانية.