ست دول متأرجحة ستقرر مستقبل الجغرافيا السياسية.. كيف ذلك؟

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تتحدث عن الدور الذي ستؤديه ست دول متأرجحة في تقرير مستقبل الجغرافيا السياسية، وترى أنّ تلك الدول يجب أن تكون "محور السياسة الأميركية".

  • الدول الست المتأرجحة يمكنها الاستفادة من المواجهة المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة
    الدول الست المتأرجحة يمكنها الاستفادة من المواجهة المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أنّ "ست دول متأرجحة ستقرر مستقبل الجغرافيا السياسية"، معتبرةً أنّ هذه القوى المتوسطة من الجنوب العالمي، يجب أن تكون "محور سياسة الولايات المتحدة الأميركية".

وأشارت المجلة إلى أنّ زيارات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، إلى كل من السعودية واليابان، خلال الشهر الماضي، هدفت إلى كسب دعم كل من البرازيل، الهند، إندونيسيا، والسعودية، "وهي أربع دول لم تتخذ موقفاً حتى الآن من الحرب في أوكرانيا"، وفق المجلة. 

وتضيف المجلة، أنّ هذه البلدان اليوم، وغيرها من الدول الرائدة في الجنوب العالمي، تتمتّع بقوة أكبر من أي وقت مضى. وتتمثّل أسباب ثقل هذه البلدان الجيوسياسي في تمتّعها بالمزيد من القوة، واستفادتها من الهيكلة الإقليمية، بالإضافة إلى قدرتها من الاستفادة من التوترات بين واشنطن وبكين.

كذلك، تحظى هذه الدول بنفوذ كبير في الجغرافيا السياسية، إلا أنّها تبقى أقل قوة من القوتين العظميين في العالم، أي الولايات المتحدة الأميركية والصين، بحسب ما أوردت المجلة الأميركية.

ووفقاً للمجلة، تشمل القوى المتوسطة في دول الشمال، كلاً من فرنسا وألمانيا وروسيا وكوريا الجنوبية، وغيرها. وباستثناء روسيا، لا تنبؤ هذه الدول بالكثير عن ديناميكيات المتغيرة في موازين القوى والنفوذ، إذ إنّها مصطفة بشكل واسع مع الولايات المتحدة.

أما الأكثر إثارة للاهتمام، بحسب "فورين بوليسي"، فهو القوى المتوسطة الست، الرائدة في الجنوب العالمي، وهي البرازيل والهند وإندونيسيا والسعودية وجنوب أفريقيا وتركيا.

هذه الدول المتأرجحة لا تتماشى تماماً مع أي من واشنطن وبكين، كما أوردت المجلة الأميركية، ما يعني أنّها حرة في إنشاء ديناميكيات قوة جديدة. وعلى عكس مجموعة الدول السابقة، تعمل هذه الدول كمقياس جيد للاتجاهات الجيوسياسية الأوسع في عالم الجنوب. 

اقرأ أيضاً: لافروف: النظام العالمي أحادي القطب بات من الماضي

ويعود تزايد أهمية هذه الدول الست لعدة عوامل، صنّفتها "فورين بوليسي" ضمن مجموعتين: "التطورات التاريخية طويلة المدى، والاتجاهات العالمية الحديثة".

فيما يتعلق بالمجموعة الأولى من الأسباب، رأت المجلة إنّ التطورات منذ الحرب الباردة، أتاحت لهذه القوى كسب مزيد من القوة في العلاقات الدولية.

وقد تراجع العالم عن العولمة، بطرق مهمة على مدى العقدين الماضيين، ونتيجةً لذلك، تتشكل علاقات جيوسياسية وجيو-اقتصادية جديدة على المستوى الإقليمي.

واليوم، تمارس جميع الدول المتأرجحة القيادة في الإقليم، وتزداد أهميتها مع انتقال السلطة إلى مناطقهم. وتبعاً للمجلة الأميركية، فإنّ بعض هذه الدول المتأرجحة في الجنوب العالمي، ستصبح مراكز أكثر انشغالاً للتجارة الإقليمية.

أما فيما يتعلق بالاتجاهات العالمية الحديثة، ذكرت المجلة أنّ قوة الدول المتأرجحة، تتعزّز من خلال النفوذ الذي تكتسبه من المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين. وتريد كل قوة عظمى أن تتماشى الدول المتأرجحة معها، ما يتيح للأخيرة فرصة اللعب على إحداها، مقابل الأخرى.

كذلك، فإنّ الدول المتأرجحة في عالم الجنوب، باقتصاداتها الكبيرة والمتنامية، تستمدّ نفوذها من سياسات المناخ الدولية، فلا يمكن أن يكون هناك حل لتحديات التلوث وتأثيرات المناخ، من دون مشاركة هذه الدول، بحسب الصحيفة.

وأشارت المجلة أخيراً إلى الدور المهم، الذي أدته الدول المتأرجحة الست في العقوبات، عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

فمنذ البداية، رفضت هذه الدول الانصياع للغرب في المساعدات العسكرية التي قدمها لأوكرانيا من جهة، والعقوبات التي تم فرضها على روسيا من جهة أخرى.

اقرأ أيضاً: ألكسندر دوغين للميادين: العالم يعيش مفترق طرق بين مستقبلين

اخترنا لك