صحيفة أميركية: الأميركيون ينظرون إلى بعضهم البعض كتهديد

نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية مقالاً تطرّق إلى مدى تعمّق الأزمة الداخلية في علاقات الأميركيين ببعضهم، وصولاً إلى طرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل مجتمعهم.

       

  • أفاد استطلاع لـ
    أفاد استطلاع لـ"NBC News" أنّ 80٪ من الديمقراطيين والجمهوريين يعتقدون أنّ المعارضة السياسية تشكل تهديداً.

ذكر مقال في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية اليومية، أنّ التسميات التي يعلقها الأميركيون على الأشخاص ذوي الآراء المختلفة، لا تساعد على رؤية بعضهم البعض بشكل أكثر وضوحاً.

ويطرح المقال نظرة معظم الأميركيين اليوم إلى الأميركيين الآخرين على أنهم يمثلون تهديداً، ويعتقد الكثيرون أن الأميركيين الآخرين هم التهديد رقم 1 لأسلوب حياتهم، وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" الصيف الماضي.  

كما وجد استطلاع لـ"NBC News" أنّ 80٪ من الديمقراطيين والجمهوريين يعتقدون أنّ المعارضة السياسية "تشكل تهديداً، إذا لم يتم إيقافه، فسوف يدمر أميركا كما نعرفها"، وبالتالي فإن كل أميركي يتمترس خلف رؤية حزبه لأميركا بأنّها "الوحيدة المُحقّة، وأن الأخرى تهددها".   

ويلفت المقال إلى وصول الأمور في المجتمع الأميركي إلى أن يصبح أحد عناصر الإيمان في أوساط الناشطين اليساريين واليمينيين، أنّ الطريقة الحاسمة لمواجهة التهديد تتمثل في تسميته، فلم يعد الجمهوريون جمهوريين ولم يعد الديمقراطيون ديمقراطيين، بدلاً من ذلك، يُطلق الجميع على الآخرين "فاشيين".

وتتساءل كاتبة المقال، جين جويررو، حول "ماذا لو كانت التهديدات التي نمثلها متجذّرةً بهذه الطريقة في شيطنة بعضنا البعض؟"، و"ماذا لو كان تصورنا للخصوم كأعداء لدودين هو وهم يخلق واقعه ويصبح نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها؟".

وتشير الدراسات، حسب جويررو، إلى أنّ الجمهوريين قد تحركوا إلى اليمين أكثر مما تحرك الديمقراطيون إلى اليسار، وأنّ المتطرفين اليمينيين هم الأكثر عرضة لتبني العنف الآن. 

وأبدت الكاتبة أنّه لا يمكن "إقناع الجمهوريين" بتغيير رأيهم إذا كنّا مقتنعين بأنهم "جميعاً متطرفين"، وأنّه لا يتم رؤية أي إمكانية للحوار، عندما تتم رؤية الفاشيين والنازيين الجدد، بأفكارهم وتوجهاتهم التي يحملونها ويدافعون عنها. 

وأكّدت أنّه إذا لم يتم السماح بإمكانية إيجاد أرضية مشتركة للأميركيين معاً، فإنّها تتخلى عن كل أمل في أن يتمكن هذا البلد من النجاة من الهوة التي تفصل بين الأميركيين اليوم.

وتساءلت جويررو سؤالاً خطيراً في مقالها، حول الخيارات المتاحة أمام الأميركيين، هل هي "الطلاق الوطني"، في إشارة إلى الانفصال، أو "الحرب الأهلية"؟.

وختمت الكاتبة مقالها بأنّه من أجل بقاء العلاقة، من الأفضل أن يتم نقل "لما نلاحظه ونشعر به ونحتاجه"، بدلاً من تسمية خطأ الطرف الآخر، وأنّ الحل، إن أراد المجتمع الأميركي حلاً، هو التواصل بقلب مفتوح يلهم الآخرين لفعل الشيء نفسه.

اقرأ أيضاً: استطلاع: خُمس الأميركيين يؤيدون انفصال الولايات عن بعضها البعض

اخترنا لك