في غزة.. جنود الاحتياط يسقطون تحت الضغط وينهارون ويبحثون عن المساعدة عبر الانترنت
الإعلام الإسرائيلي ينقل عن قادة في الاحتياط في "الجيش" الإسرائيلي كشفهم ما يعانيه جنود الاحتياط في ساحة معركة غزة من العبء العملياتي، متحدثين عن أنّ بعضهم ينهار ويبحث عن مساعدة عبر الانترنت، ومحذّرين صنّاع القرار من ازدياد الأمر سوءاً.
-
قائد في الاحتياط: الإنهاك يزداد عند الجنود والحافزية تتلاشى في الميدان.. من الصعب الاستمرار بهذه الطريقة لفترة طويلة"
تناول الإعلام الإسرائيلي وضع جنود الاحتياط في "الجيش" الإسرئيلي في ساحة المعركة في غزة حالياً، مشيراً إلى أنهم "يسقطون تحت العبء العملياتي، ومن تبقى منهم ينهارون، ويبحثون عن المساعدة عبر الانترنت".
وفي هذا الإطار قال نيتسان شابير، المراسل العسكري في موقع "القناة 12" الإسرائيلية، إنه "بعد عام ونصف من اندلاع الحرب، يواجه تشكيل الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أزمة متفاقمة"، مشيراً إلى "تراجع معدلات الالتحاق، وتضاؤل الحافزية"، وأنّ "العبء على أولئك الذين ما زالوا يتجاوبون مع الاستدعاءات مرة تلو الأخرى الذين يتركون روتين حياتهم يزداد بشكل متواصل".
ونقل المراسل العسكري عن قادة في ميدان المعركة تحذيرهم من أنه "إذا لم يحدث تغيير حقيقي، فلن يكون هناك من يقاتل في الحرب القادمة"، كاشفاً أنه "في غزة، لبنان، سوريا، والضفة الغربية، فإنّ الجيش الإسرائيلي مشدود هذه الأيام من طرف إلى طرف، والمهام تزداد باستمرار".
كما أشار إلى "النقص الفادح" الذي أدّى إلى "ظواهر غير مسبوقة"، مثل "الإقناع الفردي، وتحريك واسع للقوى البشرية بين الوحدات، والبحث عن جنود احتياط عبر الإنترنت".
ورأى المراسل العسكري أنّ المعطيات التي تمّ رصدها لأول مرة في "الجيش" الإسرائيلي "مقلقة"، وذلك على خلفية الجدل العام حول قانون الإعفاء من التجنيد. فمنذ بداية الحرب وحتى شهر شباط/فبراير الماضي، سُجل انخفاض بنسبة تفوق 40% في الحضور للاحتياط، بحسب ما قال شابير لـ"القناة 12".
دفع الثمن الشخصي يزداد مع تواصل جولات القتال
ومن جهته، قال عوز عاموس، قائد في الاحتياط بـ"الجيش" الإسرائيلي، إنه "لو قارنته ببداية القتال، كنا نصل إلى 100 وحتى 300% من الحضور.. أمّا اليوم نحن بالكاد نصل إلى 50–70%"، مشيراً إلى أنّ "المشكلة تزداد خطورة بسبب الجدل حول قانون الإعفاء، والذي يخلق شعوراً بعدم المساواة في تحمّل العبء".
وأضاف عاموس أنّ النقص في أفراد الاحتياط أدّى إلى ظاهرة جديدة، فهناك قادة يقومون بتجنيد الجنود بأنفسهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.. لكن حتى هذا لا يكفي"، كاشفاً أنه "إذا اندلعت حرب غداً، أعتقد أننا سنواجه مشكلة، لأنني أدخل المعركة مع فصيل غير متماسك بما فيه الكفاية".
كذلك حذّر من أنه "هناك جندي يأتي لشهر ثم يبقى في البيت لشهرين، بينما زملاؤه يكوّنون أكثر تماسكاً بينهم، ثم فجأة يظهر في الحرب.. هذا غير ممكن على الإطلاق، يجب أن نتعلم القتال معاً".
وتابع عاموس، أنه "في محاولة لمواجهة الوضع، بدأ الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الستة الأخيرة بإعادة أشخاص إلى الاحتياط كانوا قد حصلوا في السابق على إعفاء، لكن حتى هذه الخطوة لا تقدم حلاً كافي"، مشيراً إلى أنّ "الناس فقدوا وظائفهم بسبب هذه الخدمة، ونحن في عام حرب، ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءاً".
ومن جهته، قال روعي، القائد في قوات الاحتياط، أنّ "هناك كثيرين يطالبون بتغيير جوهري"، مضيفاً: "أعتقد أنّ هناك حاجة إلى إصلاح شامل في وضع من يخدم. شيء يكون منصوصاً عليه في القانون، من الآن ولعشرات السنوات القادمة. يجب أن تكون هناك تمييزات إيجابية لصالح جنود الاحتياط".
تحذير لصنّاع القرار
"لطالما اعتمد تشكيل الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، على مدار عشرات السنين، على شعور بالرسالة والرفقة والفهم بأنّ الجميع يمتثل عندما يُطلب منهم ذلك. لكن منذ عام ونصف العام (خلال الحرب في غزة) تغيّرت قواعد اللعبة. الإنهاك يزداد، الحافزية تتلاشى، والشعور في الميدان واضح، ومن دون تغيير حقيقي، إذ من الصعب الاستمرار بهذه الطريقة لفترة طويلة"، وفق روعي.
وختم قائلاً: "نحن بحاجة إلى مساعدة، بحاجة إلى مزيد من الأكتاف لتحمّل الحِمل"، مضيفاً: "في نهاية هذه الجولة، جلسنا وأمسكنا رؤوسنا وقلنا..، أنا لا أتحدث فقط عن نفسي، أنا أتحدث كقادة، كضباط، لا يمكن أن يستمروا على هذا النحو للجولة القادمة"، مبيّناً أنّ هذه "إشارة تحذير لا يستطيع صنّاع القرار تجاهلها"، وكاشفاً أنّ "تشكيل الاحتياط، العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، ينهار تحت العبء".
ويُذكر أنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي قرر استبدال قوات الاحتياط في مناطق القتال بجنود نظاميين، وذلك في ظل احتجاجات مئات من جنود الاحتياط المطالبين بوقف الحرب، وفق ما أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في وقت سابق اليوم.
وقبل أيام، تمّ نشر عرائض مماثلة من قبل قدامى وحدات "السايبر" الهجومي، تشكيل العمليات الخاصة، خريجو وحدة 8200، سلاح المدرعات، خريجي برنامج "تلفيوت"، وقدامى الوحدات الخاصة وغيرها.
كذلك تمّ نشر بيان موقّع من نحو 3000 من العاملين في مجال الصحة بـ"إسرائيل"، يدعون فيه إلى إنهاء الحرب وإعادة الأسرى. كما نُشرت بيانات مشابهة أخرى من قبل أكاديميين، معلمين وكُتّاب.