كيف تحولت منصات "ميتا" إلى محدد محوري في انتخابات الفلبين؟

"ميتا" الشركة الأم لـ "فايسبوك"و"انستغرام" أثّرت بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية في الفلبين، بعدما أزالت أكثر من 6 ملايين منشور من المستخدمين الفلبينيين في الفترة التي سبقت الانتخابات

  • لعبت وسائل التواصل دوراً كبيراً بنجاح دوتيرتي عام 2016 (أرشيف)
    لعبت وسائل التواصل دوراً كبيراً في نجاح دوتيرتي عام 2016 (أرشيف)

أزالت شبكتا التواصل الاجتماعي "فيسبوك"و"إنستغرام" أكثر من 6 ملايين منشور من المستخدمين الفلبينيين في الفترة التي سبقت انتخابات البلاد في أيار/مايو، لانتهاكها إرشادات المحتوى الخاصة بهما، وفقاً للشركة الأم "ميتا"، حسب تقرير على موقع "TheDiplomat".

وقالت ميليسا تشين، مديرة سياسة المحتوى في "ميتا" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، في مؤتمر صحافي افتراضي، يوم الجمعة، إنه تمت إزالة المشاركات من 9 كانون الثاني/يناير إلى 16 أيار/ مايو 2022، لانتهاكها مجموعة من سياسات المحتوى.

كما تم الإبلاغ عن حوالى 5 ملايين من المنشورات التي تمت إزالتها على "Facebook" و "Instagram"، لانتهاكها سياسات العنف والتحريض الخاصة بالمنصات.

وأضافت تشين أن السياسات تشمل منشورات تدفع باتجاه "عنف شديد الخطورة"، وتهديدات تؤدي إلى إصابات خطيرة وتصريحات تعبر عن العنف تتعلق بالتصويت، أو تسجيل الناخبين أو نتائج الانتخابات التي شهدت فوزاً مدوياً لفرديناند ماركوس جونيور.

بالإضافة إلى ذلك، تمت إزالة حوالى 670,000 منشور لاحتوائها على خطاب كراهية، والذي تعرفه "ميتا" بأنه "هجوم مباشر على الأشخاص بناءً على خصائصهم المحمية". وتم حذف 550,000 منشور آخر لانتهاكها سياسات التنمر والتحرش في "ميتا"، بما في ذلك الهجمات على الشخصيات العامة باستخدام "محتوى جنسي شديد، وأوصاف جسدية سلبية تم وضع علامة عليها أو ذكرها أو نشرها على حساب الشخصية العامة".

وقالت تشين إن "ميتا" تحاول باستمرار تحقيق التوازن بين جعل الناس آمنين على المنصة، وإعطائهم مساحة للتنفس، للمشاركة في الخطاب السياسي والتعليقات النقدية.

وذكر التقرير أنه قبل انتخابات 9 أيار/مايو، "أزالت فرق التحقيق حوالى 10,000 حساب لانتهاكها سياسة الوسطاء المعرفين". واستناداً إلى التجربة والخبرة المتراكمة من عمليات إزالة المحتوى السابقة، ذكر التقرير أن "ميتا" اعتماداً على استخدام الذكاء الاصطناعي، "اتخذت إجراءات ضد أكثر من 15000 ألف حساب" في الفترة التي سبقت الانتخابات.

يؤكد حجم عمليات إزالة محتوى "ميتا" على المدى الذي أصبح فيه المجال الرقمي محورياً للسياسة في الفلبين،حيث يبلغ عدد مستخدمي "فيسبوك" في البلاد 82.85 مليون نسمة، ولديها سادس أكبر مجموعة من مستخدمي فيسبوك في العالم. وبيَّنت، حسب التقرير، أن المعلومات المضللة أصبحت محدداً محورياً في انتخابات البلاد.

وقد تم توثيق هذه الظاهرة بشكل جيد في حالة رودريغو دوتيرتي، الذي تم انتخابه للرئاسة عام 2016 بدعم من "جيش رقمي" عزز الروايات المؤيدة له على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما سُحق مؤيدو المعارضة.

وقبل الانتخابات الأخيرة، قالت "ميتا" إنها تبذل جهوداً "لتوسيع قدرتنا على إزالة المحتوى والشبكات الضارة عندما نراها، وربط المزيد من الأشخاص بمعلومات انتخابية موثوقة، وتعزيز محو الأمية الرقمية والمشاركة المدنية، وتوفير المزيد من الشفافية في الإعلانات السياسية".

ومع ذلك، وُجهت مزاعم مماثلة إلى خليفته ماركوس، الذي اتهمت حملته الرئاسية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتبييض إرث والده، فرديناند ماركوس، الذي ترأس حقبة وصفت بالقمعية بين عامي 1972 و1986.

اخترنا لك