كيف تستخدم البحرين المسابقات الرياضية الدولية لتبييض صورتها؟

قايضت لندن حقوق الإنسان التي تتغنى بها، بـ"الفورمولا وان"، هكذا رأى نوّاب وناشطون رفعوا الصوت عالياً في مجلس العموم البريطاني، وعقدوا مؤتمراً صحافياً للمطالبة بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في البحرين.

  • كيف تستخدم البحرين المسابقات الرياضية الدولية لتبييض صورتها؟
    كيف تستخدم البحرين المسابقات الرياضية الدولية لتبييض صورتها؟

تتزايد الاتّهامات ضدّ المملكة المتّحدة في التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، هذا ما أثبته الحاضرون من نوابٍ وحقوقيين ونشطاء حقوق الإنسان، خلال مؤتمرٍ صحافي في مجلس العموم البريطاني، انعقد لشأن منح منتهكي حقوق الإنسان في الخليج حصانات تقييم من الملاحقة القضائية.

قال جايمس سكريفين، عضو مجلس اللوردات البريطاني: "لقد تحدّثت مراراً في قاعة مجلس العموم أنّ الحكومة الحاليّة تهتمّ أكثر بعقد صفقاتٍ تجارية وبيع الأسلحة على حساب حقوق الإنسان".

ولفتَ الناشطون، إلى أنّ أكثر من 1300 سجين سياسي يعانون في البحرين، والحكومة البريطانية لا تحرّك ساكناً، مشيرين إلى أنّها ازدواجيّة معايير كاملة الأوصاف.

وقال مراسل الميادين في لندن، موسى سرور، إنّ موقوفين سابقين وأمّهات ومواطنين، مجردين من جنسيّاتهم البحرينية، حثّوا خلال مشاركتهم في المؤتمر الصحافي، إدارة "السباق الدولي لبطولة فورملا وان"، على منع استغلال البحرين للسباق لتلميع صورتها في مجال حقوق الإنسان.

وأكّد سرور، أنّ أكثر من 12 برلمانياً من مختلف الأحزاب السياسية البريطانية أعربوا عن قلقهم العميق، في رسالةٍ الى إدارة الفورمولا وان، إزاء دورها بتلميع صورتيّ السعودية والبحرين، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيقٍ مستقلّةٍ بشأن إسهام السباق في استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.

المسابقات الرياضية الدولية، استغلالٌ غربيٌ للتضليل

وأشار مراسل الميادين في لندن، أنّ النشطاء أثبتوا بأنّ "الفورمولا وان" تساهم في تبييض صورة البحرين في مجال حقوق الإنسان، أولاً في مسألة تبنّيها للرواية الرسميّة لسلطات المنامة، ومنحها عقد هو الأطول في تاريخها لأكثر من 14 عاماً، للمسابقة الضخمة التي يشاهدها أكثر من نصف مليار شخص في العالم.

وأضاف سرور، أنّ المسألة الثانية تتمثل في رفض إدارة "الفورمولا وان" إجراء تحقيق مستقلّ بالرغم من الدعوات التي وُجّهَت لها والنداءات سواء من برلمانيين بريطانيين أو من نشطاء حقوق الإنسان أو من جمعيات حقوقية.

وأوضح مراسل الميادين، أنّ الحكومات الغربية تُطلق الشعارات المتعلّقة بحقوق الإنسان، ولكن عندما يتعلّق الأمر بمصالحها تغضّ النظر عن مُختَلف الانتهاكات لحقوق الإنسان، فمثلاً يتم التغاضي عن الذي ترتكبه السعودية من جرائم في حقّ الشعب اليمني، وعن الانتهاكات في البحرين.

تحدّث محلّل الميادين للشؤون السياسية والدوليّة، قاسم عز الدين، عن تحكّم الدول الغربية في المسابقات الرياضيّة الدوليّة، والاتّحادات الدوليّة، من "الفورمولا وان" حتى كرة القدم، وكيف أنّها تحولت لخدمة مصالح وتوجهات الدول الغربية.

وقال عز الدين، إنّه من المفيد التمييز بين المسابقات الرياضيّة الدوليّة وبين الرياضة، فالرياضة لا تزال في كلّ الأحياء الشعبيّة، وخاصّة في عالم الجنوب، هي المتعة والتلاقي والتآخي، أما المسابقات الدوليّة فهي مسألة أخرى، ومنذ أن نشأت المسابقات كانت سياسيّة.

ونبّه ناصر اللحّام، محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليميّة، إلى أنّ ما حدث في مونديال قطر قلب الصورة رأساً على عقب، صدم الاحتلال، وصدم الصهاينة وصدم المراهنين على التطبيع، وبالتالي الجمهور الرياضي أصلح الخلل ذاتياً، بأخذه زمام المبادرة وتصدير فلسطين للمشهد وقطع الطريق على استغلال "إسرائيل" للمسابقة العالمية.

وأضاف اللحّام، أنّ قضيّة البحرين تختلف عن باقي القضايا، فباقي القضايا هناك مَن يدافع عنها بقوّة ويحملها، لكن البحرين لغاية الآن تبدو وكأنّها نوع من أنواع المجاملة وخبر في المتفرّقات، فأصحاب المصالح في المسابقات الدولية لا يريدون خسارة دول الخليج مقابل الانتصار للضحايا.

وأشار محلل الميادين، إلى أنّ الأنظمة الديكتاتورية تحاول استغلال الرياضة والمسابقات لصالحها، وتقدّمها كتعويض عن فشلها في المجالات الأخرى، فتجد أشدّ الحكومات ديكتاتورية أشدّها تشجيعاً للرياضة لإلهاء الجمهور، ودعا اللحّام إلى جعل الجمهور الرياضي جمهور متقدّم وليس جمهور سخيف، جمهور لا ينطلي عليه تزوير عذابات الشعوب الأخرى.

  • "ذهبية القدس" ميدالية تكريم للرياضيين الرافضين للتطبيع مع "إسرائيل" في الرياضة

اقرأ أيضاً: فلسطين والعنصرية والمثلية.. كأس العالم تتجاوز الكرة إلى قضايا اجتماعية كبرى

اخترنا لك