كييف قلقة من تضاؤل مخزونات "باتريوت" لديها.. وواشنطن: لا نملكها

أوكرانيا تشعر بقلق متزايد، بشأن تأمين المزيد من أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت"، بعد تلقّيها ضربة صاروخية كبيرة من روسيا.

0:00
  • قلق متزايد في أوكرانيا بشأن تأمين المزيد من مخزونات
    قلق متزايد في أوكرانيا بشأن تأمين المزيد من مخزونات "باتريوت"

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن 6 مسؤولين أوكرانيين وغربيين، اليوم الاثنين، أنّ أوكرانيا تشعر بقلق متزايد، بشأن تأمين المزيد من أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت"، المصنوعة في الولايات المتحدة، حيث يتضاءل المخزون الذي أُرسل خلال إدارة بايدن.

إدارة ترامب حذرة في تزويد كييف بمخزون "باتريوت"

ووفق الصحيفة "تقاوم الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة إرسال مخزون جديد من صواريخ باتريوت إلى كييف".

وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ،في 20 أيار/مايو الحالي، أنّ المساعدات العسكرية الإضافية الرئيسية، التي طلبتها أوكرانيا من إدارة ترامب، هي المزيد من صواريخ باتريوت وقاذفاتها، "والتي، بصراحة، لا نملكها". 

وأردف روبيو، أنّ الولايات المتحدة "تشجّع" حلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على التبرّع بصواريخ وأنظمة باتريوت من مخزوناتهم، مستدركاً أن "أياً من هذه الدول لا ترغب في التخلّي عن أنظمة باتريوت الخاصة بها".

من جهته، صرّح دبلوماسي أوروبي في كييف، أنّ شركة "رايثيون" الأميركية المُصنِّعة، لا تزال في طور توسيع خطوط إنتاجها لتلبية الطلب بعد عام 2022.

ولفت إلى أنه "على الولايات المتحدة الاحتفاظ بكمية معيّنة للدفاع عن نفسها، في حال تعرّضها لهجوم من إيران أو أي خصم آخر". 

وعلى الرغم من الحذر الذي تبديه الإدارة الأميركية، يعتقد مسؤولون أوكرانيون، بحسب "واشنطن بوست"، أن "إدارة ترامب ستكون مستعدّة لبيع بلاده المزيد من صواريخ الباتريوت، بدلاً من إرسالها كمساعدات، كما فعلت الإدارة السابقة".

وفي السياق نفسه، صرّح مسؤول أوكراني آخر، بأنه "لا يتوقّع أن تمنع واشنطن بيع أنظمة دفاع جوي مستقبلية لأوكرانيا"، لكنه يدرك أن البيت الأبيض "لن يقدّمها مجاناً".

ألمانيا تخطط لتزويد كييف بصواريخ PAC-2 غير الفعّالة ضدّ الصواريخ البالستية

وسمحت إدارة ترامب لألمانيا، بإعادة تصدير "باتريوت" إلى كييف، بعد أن وقّعت أوكرانيا اتفاقية المعادن في نيسان/أبريل الماضي، مع احتفاظ الولايات المتحدة بحق النقض (الفيتو) على إعادة بيع أيٍّ من معداتها العسكرية.

في السياق، قال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، للصحافيين، إن بلاده ستُقدّم صواريخ "باتريوت" إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى 4 "أنظمة IRIS-T"، وهو سلاح قصير إلى متوسط المدى، فعّال ضد صواريخ كروز، لكنه ليس فعّالاً ضد الصواريخ الباليستية.

لكن، تخطّط برلين، لإرسال صواريخ "باتريوت PAC-2" القديمة إلى أوكرانيا، والتي، على عكس صواريخ "PAC-3" الأحدث، ليست فعّالة في اعتراض الصواريخ الباليستية، بحسب الدبلوماسي الأوروبي، الذي أضاف، أن النظام الوحيد الآخر الموجود، الذي قد يكون قادراً على إسقاط صاروخ باليستي، هو صاروخ أستر، وهو صاروخ أوروبي،" على الرغم من أنه لم يتمّ إثبات ذلك".

وقال مسؤول استخباراتي أوكراني كبير، إن "حتى صواريخ PAC-3 لا تستطيع اعتراض صاروخ Oreshnik"، الصاروخ الباليستي متوسط المدى الجديد الذي طوّرته روسيا، والذي تمّ الكشف عنه في تشرين الثاني/نوفمبر.

محادثات داخل الناتو لإيجاد نظام "باتريوت" آخر لأوكرانيا

وفي محاولة لإيجاد نظام باتريوت آخر لأوكرانيا، أجرى حلفاء "الناتو" محادثات، لكنها لم تنتج أيّ تقدّم، بحسب 3 مسؤولين أوروبيين.

وكشف أحد المسؤولين عن محادثات "للحصول على أنظمة جديدة من الولايات المتحدة، في تاريخ مستقبلي، مقابل إعطاء نظام لأوكرانيا، الآن".

وقال المسؤول، إنّ مسألة الدفاعات الجوية ستتمّ مناقشتها، عند زيارة وزير الدفاع الأميركي، بيت هيجسيث، مقرَ "الناتو"، لحضور اجتماع في أوائل حزيران/يونيو، مضيفاً أنّ الإعلان قد يأتي في ذلك الوقت، حول تعهّد بإرسال "باتريوت" لكييف، ولكن "ليس من جانب الولايات المتحدة".

وأضاف أنّ إدارة ترامب تبدو "متردّدة" في الإدلاء بإعلانات كبيرة بشأن تسليم الأسلحة إلى كييف، معتقدةً أن ذلك قد يؤدي إلى تعطيل المفاوضات مع موسكو.

المسؤول الأوروبي رأى أنّ الأميركيين "يعتقدون، الآن، أنه إذا صدر عنا إعلانٌ ضخمٌ عن تزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت، فهذا أمرٌ لا يرغبون فيه لأنه سيُثير غضب بوتين بشدة".

وأضاف: "سيكونون قلقين للغاية من أن يُعرّض هذا أي محادثات سلام محتملة للخطر".

وكانت القوات الروسية، قد شنّت، في ليلة 24 أيار/مايو الجاري، ضربة جوية على كييف، باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة انتحارية، مستهدفةً  مصنع "أنتونوف" الدفاعي، وأهدافاً أخرى.

وقد عبّر المتحدّث الرسمي باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، عن استيائه من هذا الأمر، موضحاً أنّ الصواريخ الروسية "المُطوّرة"، استخدمت "شراكاً خادعة"، مما زاد من صعوبة اعتراضها.

اقرأ أيضاً: "الإيكونوميست": أوكرانيا خارج أولويات ترامب وسط تحفظ على "باتريوت"

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك