لعدم استقلاليتها.. مدير "مؤسسة غزة الإنسانية " المدعومة أميركياً يستقيل

مدير مؤسسة إغاثية مدعومة أميركياً، يستقيل من منصبه، رفضاً للخطة الإسرائيلية بشأن توزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي أكد أنها مخالفة للمبادئ الإنسانية، وسط تحذيرات أممية من التهجير والعنف.

0:00
  • تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة بفعل منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى القطاع
    تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة بفعل منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى القطاع

استقال رئيس منظمة إنسانية خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، مكلفة بإدارة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وفق الخطة الإسرائيلية، يوم الأحد، مرجعاً سبب قراره إلى عدم إمكانية تنفيذ العملية بما يتماشى مع "المبادئ الإنسانية".

وأعلن المدير التنفيذي لـ "مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)"، الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، جيك وود، استقالته من منصبه في بيان رسمي، احتجاجاً على ما وصفه بعدم قدرة المؤسسة على تنفيذ خطة توزيع المساعدات في غزة بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية، في ظل إشراف إسرائيلي مباشر على العملية.

وتأتي الاستقالة في وقتٍ تصاعدت الانتقادات للخطة الإسرائيلية المثيرة للجدل، والتي تقضي بإدخال المساعدات عبر شركات خاصة، وتوزيعها في مواقع محددة تزعم "إسرائيل" أنها "آمنة"، في تغييب واضح لدور المنظمات الدولية والإنسانية التقليدية.

وأوضح وود في تصريحاته أن المؤسسة لا يمكنها العمل بشكلٍ "حيادي ومستقل" كما يُفترض. وهو ما أضفى المزيد من الغموض على مستقبل هذه المبادرة التي انطلقت من جنيف في شباط/فبراير الماضي، وتهدف إلى توزيع 300 مليون وجبة خلال أول 90 يوماً.

وترفض الأمم المتحدة والهيئات الإنسانية الشريكة التعاون مع هذه المؤسسة، معتبرةً أن الخطة الإسرائيلية تنتهك المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، وقد تُفاقم من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.

وفي السياق، حذّر مسؤولو الأمم المتحدة من أنّ تطبيق الخطة قد يؤدي إلى "التهجير القسري للفلسطينيين" وتفاقم العنف، خصوصاً في ظل غياب ضمانات تكفل حماية المدنيين ووصول المساعدات.

وسبق أن أوضح المتحدث باسم منظمة "اليونيسف"، جوناثان كريكس، أن "الخطة قد تزيد من معاناة الأطفال والعائلات في غزة"، متسائلاً: "كيف لأم فقدت زوجها وتعيش في خيمة مؤقتة أن تنقل صندوقاً يزن 20 كيلوغراماً لمسافة كيلومترات؟".

وفي رسالة سابقة إلى سلطات الاحتلال، شدّد وود على "رفض المؤسسة مشاركة أي بيانات شخصية عن متلقي المساعدات"، داعياً في المقابل إلى "تسهيل إدخال المساعدات عبر القنوات المعتمدة ريثما تُستكمل البنية التحتية الخاصة بالمؤسسة".

وتعكس استقالة وود إخفاق المشروع الأميركي-الإسرائيلي الجديد في الحصول على غطاء دولي، في ظل إصرار "تل أبيب" على تجاوز الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التقليدية، ومحاولة فرض ترتيبات ميدانية تُفاقم من الأوضاع المأساوية في غزة، حيث يُطلب من السكان نقل صناديق ثقيلة وسط الدمار والجوع، من دون مراعاة للفئات الأشد ضعفاً من مرضى وأطفال ونازحين.

اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": خطة مساعدات غزة الغذائية صُممت بإشراف إسرائيلي

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك