مؤتمر التطبيع في أربيل... تساؤلات عن الأهداف والتوقيت

مواقف عراقية حازمة وحاسمة صدرت رفضاً لمؤتمر التطبيع الذي عُقد في أربيل، لكن الأسئلة حول دوافع عقد المؤتمر والظروف المحيطة بانعقاده وعلم الجهات المحلية بانعقاده أو عدمه، لا تزال بحاجة إلى المزيد من الإيضاحات.

  • مؤتمر التطبيعِ في أربيل... تساؤلات عن الأهداف والتوقيت
    مؤتمر التطبيعِ في أربيل أثار الكثير من الاعتراضات داخل العراق 

أشعل مؤتمر الترويج للتطبيع في أربيل نيران الغضب العراقية الذي ترجمت على الأرض من خلال سلسلة التنديدات المتزامنة والشاملة لكل الأطياف العراقية، من مؤسسات رسمية إلى الأحزاب والقوى والشخصيات وحتى العشائر، والتي أكدت ثبات الموقف العراقي الرافض لأي تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أو التسويق لأي تواصل عراقي إسرائيلي في المستقبل.  

إصدار القضاء العراقي مذكرات اعتقال بحق المشاركين في المؤتمر الذي نظمه مركز "اتصالات السلام" يعبّر عن حجم المعارضة العراقية الواسعة لأي ترويج لإقامة علاقات مع الحكومة الإسرائيلية، وهي معارضة رسمية وحزبية وشعبية أحدثت صدمة للمسؤولين في أربيل، ما استدعى التملص من المؤتمر والتأكيد أنّه عُقد من دون علمهم ومن دون إعطاء ترخيص لإقامته. 

 تملّص حكومة كردستان العراق لربما يكون مستغرباً أكثر من عقد المؤتمر نفسه. فأمام الصدّ المنيع الرافض للتطبيع وإحراج حكومة إقليم كردستان العراق من انعقاد المؤتمر على أراضيها جاء النفي بالعلم المسبق بالأمر، لكن يبقى السؤال: هل يمكن عقد مؤتمر كهذا من دون علم أيّ جهة في الإقليم؟

وفي هذا الشأن، قال الباحث في مركز الهدف للدراسات الأمنية والسياسية، كاظم الحاج، في حديث إلى الميادين، إنّ القانون العراقي "واضح بأنّ السياسة الخارجية تحددها الحكومة الاتحادية"، مشيراً إلى "وجود وحدة موقف لدى الشعب العراقي تجاه القضية الفلسطينية".  

ولفت الحاج إلى أنّه من "المعلوم أنّ العراق هو ضمن محور المقاومة ولا يمكن لمواقف أشخاص أن تغيّر ذلك"، موضحاً أنّ "محاولة إبعاد العراق عن محور المقاومة والقضية الفلسطينية ستفشل". 

وذكّر الحاج بأنّ لإقليم كردستان "علاقات قديمة مع إسرائيل"، موضحاً أنّه "لا أحد يتهم الكرد بالخيانة، بل هناك بعض الكرد لديهم علاقات مع إسرائيل"، فيما أجهزة الاستخبارات الغربية "تتحرك بحرية في الشمال العراقي". 

وتابع: "موقف الشعب العراقي ثابت من القضية الفلسطينية، من منطلق ديني وعقائدي وقومي ووطني". 

أما رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، عصام مخول، فقال إنّ "مؤتمر أربيل انعقد ضمن سياق إقليمي"، حيث "رحّبت إسرائيل بانعقاد مؤتمر التطبيع في أربيل لأهداف داخلية". 

واعتبر مخول أنّ "أهم ما حصل في موضوع مؤتمر التطبيع هو رد الفعل عليه"، وعقد هذا المؤتمر "يمكن أن يمثّل فرصة أمام القوى الوطنية التي تريد الدفاع عن كرامة العراق". 

وأشار مخول إلى أنّ "إسرائيل كانت تتدخل في العدوان على سوريا من شمال العراق"، وقد أريد من خلال المؤتمر "امتحان إمكان جر العراق إلى صفقة أبراهام". 

من جهته، قال أستاذ القانون الدستوري ريبين سلام، للميادين، إنّ "انعقاد المؤتمر في أربيل سببه وجود مساحة من الحرية"، لكن "الحرية ليست مطلقة من دون ضوابط، لأنّ سياسة كردستان تعود إلى المركز في العاصمة". 

وأضاف سلام أنّ "توقيت انعقاد مؤتمر التطبيع مشبوه"، فقد "تمّ تضخيم موضوع مؤتمر التطبيع من جانب كل الأطراف، بدءاً من الجانب الإسرائيلي"، كما تمّ "تضخيم ردود الفعل في الداخل بسبب وجود انتخابات برلمانية". 

 

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك