مجموعة السبع تجتمع في كندا لبحث تداعيات الحرب التجارية والتوصل للسلام في أوكرانيا
محادثات وزراء خارجية مجموعة السبع تركز بشكل رئيسي على ملفَي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأعضاء، والأزمة الأوكرانية.
-
وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى كندا للمشاركة في قمة مجموعة السبع (أ ف ب)
من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ونظيرته الكندية ميلاني جولي، الخميس في كيبيك، على هامش اجتماع مجموعة السبع، وذلك في وقت تتصاعد الحرب التجارية بين البلدين، فيما ستتركز المحادثات خلال هذا الاجتماع على الجهود المبذولة للوصول إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا.
واتفق المسؤولان على عقد اجتماع ثنائي صباح اليوم الخميس، قبيل التقاط الصورة الرسمية لوزراء خارجية الدول السبع الكبرى، والتي تشمل أيضاً ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان.
ويعدّ هذا اللقاء أول زيارة رسمية لمسؤول أميركي من إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى كندا بعد عودته إلى البيت الأبيض. وكان ترامب قد أعلن مراراً عن رغبته في ضم كندا لتصبح "الولاية الواحدة والخمسين" للولايات المتحدة، فارضاً في هذا السبيل رسوماً جمركية مشددة على الدولة المجاورة التي تعد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.
وفي تعليق له يوم الأربعاء، أقر روبيو أنه لن يستطيع تفادي مناقشة التوترات التجارية خلال لقائه مع جولي، لكنه أكد أن "هذا الاجتماع ليس حول كيفية السيطرة على كندا".
"سيادة كندا غير قابلة للتفاوض"
من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، أنه لن يتم التطرق إلى مسألة السيادة الكندية خلال اللقاء، مشددة على أن "سيادة كندا غير قابلة للتفاوض".
وفيما أعلنت الحكومة الكندية صباح الخميس عن فرض رسوم جمركية جديدة على بعض المنتجات الأميركية رداً على قرارات ترامب، تعتزم أوتاوا استخدام اجتماع الدول الصناعية الكبرى كفرصة للدعوة إلى التعامل الجاد من القادة الأوروبيين مع التهديدات الأميركية.
وحذرت جولي من أن "إذا كان بإمكان الولايات المتحدة أن تفعل ذلك معنا، نحن أقرب أصدقائها وحلفائها، فهذا يعني أن لا أحد سيكون بمأمن".
وفي واشنطن، توعد ترامب بـ"الرد" على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على حزمة من الواردات الأميركية، والتي يبدأ تطبيقها في الأول من نيسان/أبريل، رداً على الرسوم التي فرضتها واشنطن بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ الأربعاء.
ومع ذلك، يبقى الموضوع الرئيسي على جدول أعمال الاجتماع هو الوضع في أوكرانيا. وفي حين وافقت كييف قبل يومين على الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، لم يصدر بعد أي موقف من موسكو بشأن ذلك.
وقال روبيو: "ننتظر جميعاً بفارغ الصبر رد روسيا"، مؤكداً أن "الكرة الآن في ملعبها".
إيطاليا: مجموعة السبع يجب أن تعزز الوحدة عبر الأطلسي لتحقيق سلام في أوكرانيا
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أظهر تقارباً لافتاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عودته إلى السلطة، أن المفاوضين الأميركيين سيتوجهون إلى روسيا "منذ الآن"، معرباً عن "أمله" في أن توافق موسكو أيضاً على الاقتراح الأميركي.
بعد أن تم إقصاء الأوروبيين من المفاوضات المتعلقة بأوكرانيا حتى الآن، يعتزمون التأكيد خلال اجتماع مجموعة السبع على ضرورة توفير ضمانات أمنية تمنع روسيا من شن هجوم جديد، معتبرين أن هذا يعدّ عنصراً أساسياً لتحقيق سلام دائم.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: "إذا لم نتوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا.. فإن ميل بوتين إلى النزاع والفوضى سيزداد حتماً".
من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، على أهمية "الحفاظ على الوحدة عبر الأطلسي من أجل إحلال سلام عادل ودائم يضمن استقلال أوكرانيا وسيادتها، وفي الوقت نفسه أمن القارة الأوروبية".
وسيتم التطرق في الاجتماع، الذي سيستمر ثلاثة أيام في شارلوفوا، إلى مواضيع أخرى، أبرزها دور مجموعة السبع في التعامل مع الصين وقضايا الشرق الأوسط. ويأتي هذا الاجتماع قبل قمة مجموعة السبع المقررة في ولاية ألبرتا الكندية في حزيران/يونيو المقبل.