مقتل مستوطنة وإصابتان حرجتان في عملية إطلاق نار في الضفة الغربية
مقتل مستوطنة وإصابة مستوطنين آخرين بجراح خطرة في عملية إطلاق نار غرب سلفيت قرب نابلس، بالتوازي مع تصاعد العمليات المسلحة والاشتباكات في أكثر من محور في الضفة الغربية، وسط اقتحامات إسرائيلية مكثّفة.
-
من مكان عملية إطلاق النار غرب سلفيت قرب نابلس والتي أسفرت عن مقتل مستوطنة
تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل مستوطنة وإصابة مستوطنين آخرين بجراح خطيرة في عملية إطلاق نار، استهدفت سيارة إسرائيلية قرب منطقة بورقين غرب سلفيت،قرب نابلس، شمالي الضفة الغربية.
وأفاد موقع "حدشوت بدون رقابة" بأنّ الإعلان عن مقتل المستوطنة جاء بعد وقت قصير من إصابتها في العملية، فيما أكدت القناة الـ13 الإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية تجري عمليات تمشيط موسّعة بحثاً عن المنفّذ، في محيط مستوطنة "بروخين".
من مكان عملية إطلاق النار غرب سلفيت قرب نابلس شمالي الضفة الغربية، والتي أسفرت عن إصابة إسرائيليين اثنين بجراح خطرة#الضفة_الغربية pic.twitter.com/mHdfWRfhMS
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 14, 2025
وفي السياق، نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل بلدات محافظة سلفيت، وأرسلت تعزيزات متتالية إلى محيط الهجوم، حيث قامت باقتحام قرى، وأغلقت الطرق والمداخل الرئيسية في إطار حملة الملاحقة.
كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم استدعاء قوات "كوماندوز" ومظليين للمشاركة في ملاحقة منفذ العملية.
وأشارت إذاعة "جيش" الاحتلال، إلى أن عملية سلفيت هي الرابعة من نوعها في المنطقة خلال 4 أشهر، وقد نُفذت بنمط وسلاح مشابه، إذ ينسحب المنفذ بعد التنفيذ.
فصائل المقاومة تبارك العملية: جذوة المقاومة لن تنطفئ
وباركت حركة حماس عملية إطلاق النار التي استهدفت سيارة للمستوطنين قرب بلدة بروقين غرب سلفيت، ووصفتها بـ "البطولية"، مؤكّدة أنها تأتي في سياق الردّ على جرائم الاحتلال المتصاعدة في غزة والضفة الغربية، والانتهاكات بحقّ الأسرى والمقدّسات.
وأضافت الحركة أنّ هذه العملية "تمثّل نبض الضفة الحقيقي"، وتعكس "روح المقاومة المتأصّلة في أبناء شعبنا الرافضين للظلم والعدوان"، داعيةً جماهير الضفة إلى مزيد من العمليات الموجعة ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه، والاتحاد خلف خيار المقاومة.
من جانبه، صرّح أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، قائلاً: "نبارك عملية إطلاق النار البطولية قرب بلدة بروقين التي نفّذها أشاوس شعبنا في الضفة الغربية"، داعياً الفلسطينيين إلى الانتفاض في وجه الاحتلال دفاعاً عن المسجد الأقصى، ونصرةً للضفة ومخيماتها ولأهل غزة الصامدين.
من جهتها، باركت حركة الأحرار الفلسطينية العملية، ووصفتها بأنها "صفعة جديدة على وجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية"، مشيدة بمنفّذ العملية وأبطال الضفة الذين يثبتون أنّ "جذوة المقاومة لن تنطفئ". كما دعت إلى تصعيد العمليات النوعيّة التي تُربك الاحتلال وتقلب الطاولة على قادته.
لجان المقاومة في فلسطين باركت أيضاً العملية، وأكدت أنها كشفت هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وأثبتت قدرة المقاومة على الضرب في كل مكان، داعيةً إلى تصعيد العمليات في الضفة نصرةً للدماء التي تسفكها قوات الاحتلال.
من جانبها، رأت كتائب شهداء الأقصى أن العملية ومثيلاتها "رد طبيعي على حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال"، فيما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الضفة تثأر لغزة بعملية نوعية أثبتت فشل الاحتلال في عزل الجبهات أو حسم المواجهة.
تصعيد واسع في مدن الضفة الغربية
وتأتي هذه التطوّرات ضمن تصعيد ميداني متواصل تشهده الضفة الغربية، إذ نفّذت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات مسلحة في أكثر من منطقة، تزامناً مع اقتحامات ومواجهات امتدت من جنين إلى طوباس ونابلس وبيت لحم.
وأفادت مصادر فلسطينية باندلاع مواجهات عنيفة في بلدة عرّابة جنوب غرب جنين، تخلّلتها عمليات إلقاء قنابل محلية الصنع باتجاه آليات عسكرية إسرائيلية، بينما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة تجاه الشبان.
كما حلّقت طائرات مروحية إسرائيلية بكثافة في أجواء الريف الغربي لمدينة جنين بالتزامن مع اقتحامات برية، في وقت أعلنت فيه سرايا القدس – كتيبة جنين عن خوض اشتباكات مباشرة مع قوات المشاة الإسرائيلية.
وأكدت السرايا أنها "أمطرت القوات بزخات من الرصاص وحقّقت إصابات مؤكّدة".
وكانت السرايا قد أعلنت، في بيان، أنّ مقاتليها في سرية اليامون تمكّنوا فجر اليوم من تفجير عبوة ناسفة موجّهة من نوع "سجيل" بآلية إسرائيلية من طراز "نمر" في محور شيك سهل اليامون، مؤكدة وقوع إصابات مباشرة. وأضافت أنه، بعد دقائق من العملية الأولى، تمّ استهداف فرق مشاة إسرائيلية بعبوة أرضية من نوع "KJ37"، وحقّقت العملية إصابات مؤكّدة أيضاً.
من جانبها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها نفّذت، يوم الأحد الماضي، عملية إطلاق نار استهدفت معسكر التدريب وحاجز تياسير شرق مدينة طوباس شمالي الضفة، في إطار تصاعد عمليات المقاومة المسلحة ضدّ مواقع الاحتلال.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وقرية مادما جنوب نابلس، وسط مواجهات متفرّقة بين الجنود الإسرائيليين والشبان الفلسطينيين.
وفي مدينة طولكرم، واصلت جرّافات الاحتلال أعمال الهدم بمحيط "مسجد أبو بكر الصديق" وسط مخيم نور شمس، ضمن سياسة هدم البنى التحتية والمنازل الفلسطينية.
هذا وهاجم مستوطنون مركبات فلسطينية قرب مستوطنة "شيلو" على الطريق الرابط بين رام الله ونابلس.