من أشد معارضي "أوسلو".. وفاة القائد الفلسطيني فاروق القدومي

حركة فتح تنعى عضو لجنتها المركزية، وعضو اللجنة التنفيذية السابق لمنظمة التحرير، القائد الفلسطيني والمناضل الكبير فاروق القدومي، "أبا اللطف"، عن عمرٍ ناهز 93 عاماً.

0:00
  •  عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير السابق، القائد الوطني المناضل فاروق القدومي
    عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير السابق، القائد الوطني والمناضل فاروق القدومي، "أبو اللطف"، (مواقع إخبارية)

نعت حركة فتح، الخميس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والعضو السابق للجنة منظمة التحرير التنفيذية، ورئيس الدائرة السياسية فيها، القائد الفلسطيني والمناضل فاروق القدومي، "أبا اللطف"،  والذي ارتبط اسمه بمعارضته"اتفاق أوسلو"، عن عمر ناهز 93 عاماً.

توفي القدومي في العاصمة الأردنية، عمّان،  بعد رحلةٍ طويلة مع المرض، بحسب ما أعلنت عائلته، لتأتي وفاته بعد أقل من شهرين على وفاة زوجته نبيلة النمر.

"فتح" تنعى القائد المؤسس 

وقالت حركة فتح، في بيانٍ، إنّه برحيل المناضل "أبي اللطف"، فقدت الحركة قامةً وطنيةً كبيرة، ومناضلاً أمضى حياته مدافعاً عن شعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال.

وذكّرت "فتح" بمناقب الراحل الكبير، وعطائه وعمله القياديين في صفوف حركة "فتح" والثورة الفلسطينية ومؤسساتها، وأهم المحطات النضالية التي شارك فيها.

عباس يعزي عائلة القدومي

وهاتَفَ رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، رامي ولطف فاروق القدومي، معزياً بوفاة والدهما. وقال عباس، في بيان: "أنعى أخاً وصديقاً ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين، التي تفقد بغيابه واحداً من رجالاتها المخلصين والمناضلين والأوفياء، والذين قدموا الكثير من أجل خدمة فلسطين وقضيتها وشعبها".

وعبّر عباس عن خالص تعازيه بوفاة الفقيد، الذي "أفنى حياته في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في طريق الحرية والاستقلال".

نودّع أخاً امتلك روح الحوار

ونعت حركة حماس القائد قدومي، وقالت، في بيانٍ: "لقد كان الراحل أبو اللطف مثالاً على الثبات على المبادئ الثورية، وصوتاً قوياً في مواجهة كل محاولات التفريط والتنازل عن حقوق شعبنا".

وأضافت حماس: "عاش مدافعاً عن فلسطين مناضلاً ضد الاحتلال، رافضاً كل مشاريع التسوية والتصفية، وفي مقدمتها اتفاق أوسلو المشؤوم، الذي حذر مبكراً من مخاطره على قضيتنا العادلة".

وتابعت: "ونحن اليوم نعيش حرب إبادة جماعية ضد شعبنا في غزة، نستذكر مواقف الفقيد القوية ودعمه المتواصل لخيار المقاومة والصمود. إننا نؤكد أن إرثه النضالي سيبقى خالداً في قلوبنا ووجدان أمتنا، وسيظل نبراساً لكل الأحرار والثوار".

بدورها، قالت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، إنّ القدومي انخرط في العمل الوطني السياسي في فترة مبكرة من حياته. لقد تعرف إلى الشهيد ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير في أثناء دراسته في مصر، وشارك في تأسيس حركة فتح، وكان أحد كُتّاب مجلتها "فلسطيننا"، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 1965، وممثلها في القاهرة، ومسؤول علاقاتها الخارجية، وشغل أمين السر في لجنتها المركزية. 

من جانبها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إنّه "برحيل القدومي نودّع أخاً وصديقاً، امتلك روح الحوار والانفتاح والتشاور واحترام المؤسسات الوطنية، كونها المرجعية الوطنية للقرار السياسي، ورسم الحاضر والمستقبل لشعبنا وقضيته الوطنية".

وأضافت: "لقد خسر شعبنا، برحيل القائد أبي اللطف، واحداً من القادة المؤسسين الأوائل للحركة الوطنية المعاصرة. وعزاؤنا في رحيله أنه خلف سيرة تشكل مفخرةً لعموم أبناء شعبنا ومناضليه".

لجان المقاومة في فلسطين، وجناحها العسكري "ألوية الناصر صلاح الدين"، تقدّما بأحرّ التعازي إلى الشعب الفلسطيني وإلى عائلة "المناضل الكبير الذي وافته المنية بعد مسيرة طويلة وحافلة بالجهاد والمقاومة والعطاء والتضحيات على طريق تحرير فلسطين".

ورأت لجان المقاومة أنّ الراحل كان "أحد عناوين الثبات والتمسك بالحقوق الفلسطينية وكان على الدوام صوتاً صادحاً بالحق والمقاومة، رافضاً كل محاولات التفريط"، مذكّرةً بأنه كان "من أشد المعارضين لاتفاقيات أوسلو مع العدو الصهيوني". 

وشدّدت لجان المقاومة في بيانها، على أنّ "المناضل والقائد الوطني الكبير أبو اللطف القدومي سيبقى رمزاً في قلوب أحرار الشعب الفلسطيني ومقاوميه وثواره المتمسكين بالثوابت"، وأنّ "ذكراه ستظل محفورةً في وجدان الأمة".

حياته السياسية

ارتبط اسم القائد الوطني فاروق القدومي، الذي عُرف بمعارضته الشديدة "اتفاق أوسلو"، برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والتي تقلّدها في عام 1973.

في بداية حياته السياسية، انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي. وفي أثناء دراسته في مصر، التقى ياسر عرفات (أبا عمار)، وصلاح خلف (أبا إياد) وعملوا معاً على تأسيس حركة فتح في نهاية الخمسينيات، بمشاركة خليل الوزير (أبي جهاد). وفي وقت لاحق، أسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي أعلنت عمليتها الأولى في بداية عام 1965 .

في عام 1969، رشّحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأصبح رئيساً لدائرة التنظيم الشعبي، إلا أنّه انتقل إلى الدائرة السياسية بعد عملية فردان عام 1973. أقام بالأردن، غير أنّ السلطات الأردنية اعتقلته في إثر أحداث ما يسمى "أيلول الأسود"، عام 1970، فغادر الأردن إلى سوريا.

كان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس عام 1983، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

عارض القدومي "اتفاق أوسلو" الموقّع عام 1993، مؤكداً أنّه يشكل خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية، ورفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية، وبقي مقيماً بتونس.

وعُرف القدومي أيضاً بمعارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس، وأكد أنّه "سيؤدي إلى صراع شامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية".

من هو فاروق القدومي؟

وُلد القدومي في قرية جينصافوط في محافظة قلقيلية في الضفة الغربية، عام 1931، وهاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا عام 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس.

درس القدومي الابتدائية في جينصافوط، والثانوية في مدينة يافا. وفي عام 1954، التحق بالجامعة الأميركية في العاصمة المصرية القاهرة، حيث أنهى دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.

مارس القدومي وظائف في عدة بلدان عربية، وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية عمل في مجلس الإعمار الليبي، ثم في وزارة النفط السعودية، ثم في وزارة الصحة الكويتية.

اقرأ أيضاً: "توقعات بمشاركة 14 فصيلاً فلسطينياً".. عباس يوافق على استئناف الحوار الوطني في بكين

اخترنا لك