منظمات حقوقية ترفض مزاعم الاحتلال حوله قتله المسعفين في غزة

قضية قتل "جيش" الاحتلال الإسرائيلي للمسعفين في غزة عمداً الشهر الماضي لاتزال تتفاعل.. منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة تعلن رفضها لنتائج التحقيق الإسرائيلي بأنه كان بسبب "أخطاء مهنية" في هذه الجريمة الموصوفة.

0:00
  • أظهرت المشاهد أنه تمّ دفن الجثث والمركبات في مقبرة جماعية رمليّة لم تتمكن فرق الأمم المتحدة من الوصول إليها إلا بعد عدة أيام
    أظهرت المشاهد أنه تمّ دفن الجثث والمركبات في مقبرة جماعية رمليّة لم تتمكن فرق الأمم المتحدة من الوصول إليها إلا بعد عدة أيام

رفضت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وجهاز الدفاع المدني في غزة، نتائج "تحقيق" عسكري إسرائيلي خلص إلى أنّ مقتل 15 من المسعفين وعمال الإنقاذ الفلسطينيين في مدينة رفح بفلسطين المحتلة خلال شهر آذار/مارس الماضي، كان نتيجة "أخطاء مهنية".

وفي التفاصيل كان ثمانية من مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة من أفراد الدفاع المدني، وموظف واحد من وكالة الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، يقومون بمهمتين إنقاذيتين عندما أطلق جنود من "الجيش" الإسرائيلي النار عليهم في جنوب غزة في ساعات الأولى من فجر 23 آذار/مارس الماضي.

في البداية، زعم "الجيش" الإسرائيلي أنّ "مركبات المسعفين لم تكن تستخدم إشارات الطوارئ عند إطلاق النار"، لكن وبعد ظهور مشاهد مصوّرة من هاتف محمول لأحد المسعفين تناقض هذه الرواية، تراجع "الجيش" عن مزاعمه، وقال إنه "يجري تحقيقاً داخلياً حددت خلاله عدة إخفاقات مهنية، وانتهاكات للأوامر، وفشلاً في الإبلاغ الكامل عن الحادث".

بدوره، رفض جهاز الدفاع المدني في غزة، والذي يعمل على إنقاذ ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية، تقرير "الجيش" الإسرائيلي، متهماً إياه بـ"الكذب" في محاولة لتبرير استهدافه لقوافل الإنقاذ.

وقال محمد المغاري، مسؤول في الدفاع المدني، لوكالة (فرانس برس) أمس الاثنين: "الفيديو الذي صوّره أحد المسعفين يثبت أنّ رواية الاحتلال الإسرائيلي كاذبة ويُظهر أنه نفذ إعدامات ميدانية"، متهماً "إسرائيل" بمحاولة "التحايل" على التزاماتها بموجب القانون الدولي.

بدورها قالت نبال فارسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني: "التقرير مليء بالأكاذيب.. إنه غير صالح وغير مقبول، لأنه يبرر القتل ويلقي باللوم على خطأ فردي ميداني بينما الحقيقة مغايرة تماماً".

وكانت جمعية الهلال الأحمر قد دعت في وقت سابق إلى فتح تحقيق دولي في الحادث.

ومن جانبه قال جوناثان ويتال، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في غزة، إنّ "التحقيق لم يذهب بعيداً بما يكفي"، مضيفاً أنّ "غياب المساءلة الحقيقية يقوّض القانون الدولي ويجعل العالم مكاناً أكثر خطورة".

وتابع ويتال: "من دون محاسبة، سنواصل مشاهدة الفظائع التي تتكشف، وستتآكل المعايير الموضوعة لحمايتنا جميعاً".

ووفقاً للمشاهد التي بثّت على الوسائل الاعلامية، ومنصات التواصل الاجتماعي يتبيّن جلياً أنّ الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على العاملين الإنسانيين الذين كانوا يستقلون سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء بسبب "ضعف الرؤية الليلية"، ثم انتهك "الجيش" الأوامر بإطلاق النار على مركبة تابعة للأمم المتحدة مرّت بعد 15 دقيقة، ما أدّى إلى مقتل السائق.

كذلك أظهرت المشاهد أنه تمّ دفن الجثث والمركبات في مقبرة جماعية رمليّة لم تتمكن فرق الأمم المتحدة من الوصول إليها إلا بعد عدة أيام. وبعد ذلك، قالت الأمم المتحدة إنّ "المسعفين قُتلوا واحداً تلو الآخر"، بينما ذكر شاهدان أنّ أحد الضحايا على الأقل كان مقيّد اليدين والقدمين.

وفي وقت لاحق، أظهرت نتائج التشريح لجثث الضحايا، التي صدرت الأسبوع الماضي، أنّهم "قُتلوا غالباً بإطلاق النار على الرأس والجذع، بالإضافة إلى إصابات ناتجة عن متفجرات، ولم يكن لدى أي من الضحايا علامات واضحة على التقييد".

وكانت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، قد أكّدت في وقت سابق، أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة إبادة جماعية  بحق طواقمها في رفح جنوب القطاع في 23 آذار/مارس الماضي، ما أدّى إلى استشهاد 6 من طواقم الدفاع المدني و6 من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: "إسرائيل" تضع 4 شروط لوقف الحرب على غزة.. ما هي؟

اخترنا لك