مهاجراني للميادين: لا معنى للمفاوضات في ظل التسلط.. وردنا سيكون أشد إذ تكرر العدوان

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، تتحدث في مقابلة مع الميادين، عن شرط المفاوضات النووية وتحدد موقف بلادها إذ تكرر العدوان عليها، كما توضح العلاقة مع الوكالة الذرية وتجاوز العقوبات الغربية، وتتطرق إلى العلاقة مع روسيا والصين ودول الجوار.

0:00
  • المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في مقابلة مع الميادين
    المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في مقابلة مع الميادين

أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أنّ المفاوضات لن يكون لها أيّ معنى، على الرغم من تسلم إيران رسائل من وسطاء، في الوقت الذي لا تزال فيه النظرة أحادية الجانب وتستند إلى الهيمنة والتسلّط.

وقالت مهاجراني في حوار مع الميادين، إن الحوار والتفاوض يعنيان التوصل إلى اتفاق في إطار المصالح المشتركة التي تؤمّن المصلحة الوطنية لكلّ من الطرفين.

وأضافت: "نحن خلال السنوات الماضية أثبتنا بوضوح أننا جادّون في تعاملنا وأنّ سلوكنا و توجهاتنا كانت أساساً نحو المفاوضات والسلام والتعاملِ مع سائر دول العالم، ونظرتنا لا تعتمدُ أساساً على الشعاراتِ بل على العمل".

وبشأن العدوان على إيران (حزيران/يونيو 2025)، حذّرت مهاجراني من أنّه إذ تكرر فسيتلقى العدو من دون شك ردّاً أقسى وأشد من الردّ الماضي، في إطار الحزم الإيراني الشديد في الدفاع عن النفس.

وهنا، قالت مهاجراني "إننا لا نعير أيّ اعتبارٍ لأيّ أحدٍ في الدفاع عن حياة أبناء شعبنا ووحدة أراضينا وسيادتنا الوطنية".

وعلى صعيد تعزيز القدرات الصاروخية، أوضحت مهاجراني أنّ إيران كانت في خضمّ المفاوضات ولكنها تعرضت فجأة لعدوانٍ إسرائيلي بدعم أميركي، لذا "من الطبيعيّ أن نقوم بتعزيز قدراتنا الصاروخية للتصدّي لهم بحال تكرر العدوان".

وكشفت أنّ إيران تعمل على معالجة نقاط الضعف التي ظهرت في العدوان الأخير على البلاد.

الملف النووي حصراً في المفاوضات

ذكّرت مهاجراني أنّ طهران، وكما أعلنت سابقاً، تبحث الملف النووي في إطار المفاوضات النووية و"لن نبحث أي مواضيع أخرى لا ترتبطُ بهذا المَلفّ".

وشددت على أنّ البرنامج النووي الإيراني كان سلمياً على الدوام، مشيرةً إلى أنّ النشاطات النووية السلمية في إطارِ إنتاجِ النظائر الطبية وفي إطار نشاطات القطاع الزراعي والعلمي مستمّرةٌ كالسابق وبشكل طبيعي وبإشراف المنظّمة الوطنية للطاقة الذرية وإدارتِها. 

العلاقة مع الوكالة الذرية

وأعلنت مهاجراني أنّ طهران تتعاون حالياً مع الوِكالة الدولية للطاقة الذرية في إطارِ معاهدة حظر الاِنتشار النوويّ، "لأننا لم نخرج من هذه الاتفاقية حتى الآن، بل قُمنا بتجميد الاتّفاقية وتعليق العمل بها".

وأضافت أنّ إيران تتعامل مع الوكالة الذرية وفق مصالحها الوطنية واستناداً إلى القوانين الساريةِ في البلاد، ولا سيما بعد حرب الـ12 يوماً، متوقعةً من الوكالة وباعتبارها مؤسسة فنية، أن تتعامل مع طهران بشكل فني وأن تتجنب السلوك السياسي.

وذكرت مهاجراني أنّ إيران تخضع لحجم كبير من عمليات التفتيش وقد تعاونت دائماً مع هذه المواضيع، على الرغم من أنّ البلاد تحتوي على حجم صغير من الطاقة الذرية العالمية.

"آلية الزناد" واستراتيجية إيران للمواجهة

مهاجراني وصفت تفعيل "آلية الزناد" بالخطوة غير القانونية في أيّ حال، وقالت "لقد اتَّخذت الدول الاوروبية هذه الخطوة ونحن أَعلنّا سابقاً أننا سوف نتابع علاقاتنا مع الدول الأوروبيةِ وفق مصالحنا الوطنية".

وحدّدت وجود تطور في العلاقات مع بعضِ البلدان بالفعل مثل ألمانيا، وفي تقديمها مؤشرات على ذلك، أكدت مهاجراني استئناف تسيير الرحلات الجوية وإعادة بعض البعثات السياسية.

وفي سياق متصل، تحدثت مهاجراني عن الاستراتيجية الإيرانية في ظل العقوبات الغربية لعقود والتي اعتمدتها بعد "آلية الزناد"، إذ تعلمت البلاد التوجّه نحو تفعيل الاقتصاد الذاتي وتعزيز القدرات الداخلية وإجراء إصلاحات هيكلية.

وأكدت مهاجراني أنّه، ووسط هذه الاستراتيجية، حققت إيران إنجازات في المجالات العلمية المختلفة، مشددة في الوقت نفسه على أنّ إيران لا ترغبُ في العيش في ظروف العزلة بأيّ شكلٍ منَ الأشكال، وترغب في توسيع علاقاتِها الخارجيةِ وتنميتها.

وهنا، أوضحت مهاجراني أن هذا الأمر يرتبط بوجود ظروف متوافقة، "لكن في الظروفِ الحالية التي نواجه فيها نزعة الهيمنة والتسلّط فإننا نركّزُ على تنميةِ علاقاتنا مع دول الجوار، وعلى تعزيز التعاون مع المنظّمات الدولية وتقوية اقتصادنا الذاتيّ".

التعاون مع روسيا والصين

مهاجراني أكدت أنّ بلادها تسعى إلى تنميةِ علاقاتها معَ دول المنطقة ولا سيما دول الشرق والبلدانِ التي ترتبط معها بمعاهدات.

لذلك، قالت مهاجراني "إنّنا نسعى في هذا الإطار إلى تنمية علاقاتنا وتوسيعها مع روسيا"، مشيرةً إلى أنّ الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا تساعد على الاستفادة المتبادلة من الفرص والإمكانات المتوفِّرة لَدى كلِّ بلد وفي اتخاذ خطوات عملية باتجاه المصالح المشتركة.

وتابعت في السياق عن العلاقة مع الصين، إذ تشمل العلاقة المجالات كافة، منها الزمالات الجامعية في الفروعِ العلمية التخصصية وتنفيذ المشاريعِ المشتركة، معلنةً أنّ حجم التبادل التجاري، بشكلٍ عامّ في مختلِفِ المجالات، يبلغُ مستوياتٍ عالية.

وشددت مهاجراني أيضاً على دول الخليج، التي "تحظى بأهميةٍ خاصّةٍ بالنسبة لنا"، إذ هناك تبادل تجاري ملحوظ بين إيران وهذه الدول وتسعى طهران إلى تنمية العلاقات معها وتوسيعها.

غزة

في ما يتعلق بغزة، شددت مهاجراني على أنّ جهود إيران انصبت على وقف العدوان ونزف الدم، معربةً عن سعادة بلادها بأيّ اتفاقٍ يكون مُستداماً ويساعدُ أهالي غزةَ والشعب الفلسطيني على العيش بهدوءٍ وسلام.

وأكدت أنّ الأطراف الفاعلة في اتفاق وقف النار في غزة تتحمل مسؤوليةَ ضمان تطبيِقه.

ضرورة امتلاك لبنان السلاح للدفاع

وأعربت مهاجراني عن القلق إزاءَ النزعة التوسّعية لـ"إسرائيل" في المنطقة، وقالت هذا الأمر "نرصده ونتابعه بدقّة وعناية فائقتين".

وفي سياق التدخلات وانتهاكات سيادة الدول، قالت مهاجراني إنّ "البلدان السلطوية والتوسعية تتعدى حدودها الشخصية وتبادر بين الحين والآخر إلى مهاجمة البلدان الأخرى بذرائع واهية"، مشيرةً إلى أنّ طهران ترصدُ كلّ التحرّكات الأميركية تجاه فنزويلا".

وأكدت مهاجراني أنّ "امتلاك قوى مقاومة في بلد يعيش بجوار كيان مزيّف يُعدّ أمراً ضرورياً، لأننا شاهدنا كيف أنَّ هذا الكيان يعتدي على سائر البلدان متى شاء، لتحقيق رغباته الشريرة".

وفي ضوء ذلك، شدّدت مهاجراني على أن إيران التي تعرضت لعدوان إسرائيلي أيضاً، تدرك ضرورة امتلاكِ لبنان السلاح للدفاعِ عن شعبه.

وأملت مهاجراني  أن يتمكّن الشعب اللبنانيّ بمختلِفِ مكِّوناته التي "تمثّلُ الميزةَ الأساسيةَ والذاتيةَ لهذا البلدِ الخلاب"،  من التوافق والتحرّك باتجاهِ صيانة وحدة الترابِ الوطنيّ.

سوريا

على صعيد سوريا، عبّرت مهاجراني عن تمنيات بلادها للشعب السوري العيش بسلامٍ واستقرار مع صون وحدة الأراضي، مشيرةً إلى أنّ هذا الموضوع يحظى بأهمية بالنسبة لإيران.

وأعربت مهاجراني أيضاً عن احترام طهران لسوريا، ونعتقد أنَّ لها دوراً أساسياً وهامّاً في قضايا المنطقة".

وفي وقتٍ نفت فيه مهاجراني وجود علاقات دبلوماسية متعارفة مع سوريا حالياً، إلا أنّها أكدت ترحيب إيران بتنمية العلاقات مع كلّ بلدان المَنطقة شرط الفهم والإدراك المتقابلين واحترامِ الظروف المتقابلة.

اقرأ أيضاً: بزشكيان: مستعدون للتفاوض ضمن إطار القوانين الدولية.. ولن نخضع للإهانات