ولايتي لـ"الميادين نت": علاقة إيران والعراق أقرب من أي وقت مضى.. وأهمية خاصة لزيارة بزشكيان

بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق، مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، يتحدّث في مقابلة مع "الميادين نت" عن أهمية الزيارة.

0:00
  • مستشار قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي
    مستشار قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي

بالتزامن مع زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للعراق، تحدّث مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في مقابلة مع "الميادين نت" عن أهمية الزيارة.

وقال ولايتي لـ"الميادين نت" إنّ لزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للعراق أهمية خاصَّة، مشيراً إلى أنّ اختياره ليكون وجهة الزيارة الخارجية الأولى لبزشكيان مرتبط بمكانة العراق الرفيعة بالنسبة إلى إيران.

وشدّد على وجود علاقات تاريخية طويلة وعميقة تربط الشعبين العراقي والإيراني منذ بداية الإسلام وما قبله، مؤكداً أنه لم تكن هناك أي مشكلات بين البلدَين إلا في عهد النظام البعثي، وهي المشكلات التي "فرضتها الولايات المتحدة وأذنابها في المنطقة".

ورأى ولايتي في الرحلات السهلة والمكثفة لمواطني العراق وإيران مثالاً على التقارب والأخوّة بين البلدين.

وأكد مستشار قائد الثورة والجمهورية في إيران لـ"الميادين نت" أنّ الحوزات الدينية في البلدين "تؤدي دوراً أساسياً في التماسك الديني وتوطيده"، مذكّراً بـ"إصدار المرحوم محمد تقي الشيرازي، المعروف باسم الميرزا الثاني، مع احتلال البريطانيين للعراق فتوى الجهاد ضد البريطانيين وبقتال الإيرانيين والعراقيين جنباً إلى جنب ضد البريطانيين".

كذلك، ذكّر ولايتي بـ"إصدار المرحوم الآخوند الخراساني في العراق فتوى ضدّ المحتلين السوفيات، عندما احتل الاتحاد السوفياتي شمالي إيران عام 1950"، وبـ"حمل أبناء عشائر دجلة والفرات السلاح واتجاههم إلى الجبهات للدفاع عن إيران".

ولفت ولايتي إلى أنّ "كل من إيران والعراق شهدا في العصر الحديث ثورتين، إحداهما بقيادة الإمام الخميني، بينما في الطرف الآخر قاد الثورة كل من آية الله السيد محمد باقر الصدر وآية الله الحكيم".

وتوقّف عند دور البلدَين في الوقت الحاضر، كركنين رئيسين في جبهة المقاومة، وفي محاربة "إسرائيل" وقوى الاستكبار والغطرسة، قائلاً: "كما طرد الشعب الإيراني الولايات المتحدة من أراضيه، يقوم العراقيون بالعمل نفسه".

وشدّد ولايتي على أنّ الشيء المهم للغاية هو أنه "حين أسّس البغدادي مجموعته الإرهابية، داعش، في العراق وسوريا، لإطاحة الحكومتين العراقية والسورية، تلقّى الإرهابيون هزيمة نكراء بفضل جهاد وتضحيات القائدين الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وغيرهما من مقاتلي جبهة المقاومة، وتحرر الشعبان العراقي والسوري من هيمنة الإرهابيين".

ورأى أنّ زيارة الرئيس الإيراني للعراق حالياً، باعتبارها أول زيارة خارجية له، "تُعَدّ ذات أهمية خاصة لكلا البلدين من حيث تعزيز العلاقات الاستراتيجية، وسيكون لها أيضاً تأثير مهم للغاية في المستقبل السياسي للعلاقات الإيرانية - العراقية، وفي السلام والاستقرار الإقليميين". 

ولفت مستشار قائد الثورة والجمهورية في إيران إلى أنه "منذ انطلاق الثورة الإسلامية في إيران، بذلت دول غربية الكثير من الجهود لتوتير العلاقات بين البلدين، لكنها لم تحقق هدفها، واليوم نرى أن الشعبين الإيراني والعراقي أكثر اتحاداً وقرباً من أي وقت مضى". 

واعتبر ولايتي أنّ أوجه التعاون بين إيران والعراق في جميع المجالات أضحت مثالاً إيجابياً للعالم الإسلامي، لأن "البلدين ثوريان ومستقلان، ولهما توجهات تقدّمية وسامية ضد الصهيونية والولايات المتحدة"، مؤكداً أنّهما "لم يستسلما رغم المشكلات التي افتعلها الأعداء ضدهما لغاية اليوم، وهما يواصلان طريقهما بقوة وإصرار" . 

ورأى ولايتي أنّ "لكل من إيران والعراق سجلاً ثقافياً وتاريخياً عميقاً ومتجذّراً. لذا، فإن موقفهما لا يتغير في مواجهة التهديدات والأطماع". 

وتوجّه ولايتي إلى "أولئك الذين يجلسون في اجتماعات احتفالية واستعراضية بدلاً من السعي المشترك لأجل العالم الإسلامي لمواجهة الصهيونية وحماتها، ولا يتعاطفون عملياً مع الشعب الفلسطيني المضطهد، بل على العكس، يشاركون في الخفاء الأعداء في جرائمهم"، مشدداً على وجوب "التوقف عن ممارساتهم، والتفكير عملياً  في مساعدة الفلسطينيين المضطهدين الذين يُذبَحون كل يوم بدلاً من السمسرة بين قوى الظلم الدولي الصهيونية والولايات المتحدة".

ودان من "يجلسون في الفنادق الفخمة ويتجاهلون الجرائم المتزايدة التي يرتكبها الصهاينة ضد الفلسطينيين، ويوجهون اللائمة ويشمتون بجبهة المقاومة التي تضحي بنفسها دفاعاً عن القيم والمثل الإسلامية، والتي قدمت آلاف الشهداء في هذا السبيل".

وتوجه ولايتي إلى الذين "يطلقون ادّعاءات كاذبة وبعيدة المنال ووهمية في ما يتعلق بأرض إيران، مثل جزر إيران الثلاث في الخليج"، بالقول إن هذه الادعاءات "لا تؤدي إلا إلى إسعاد الصهاينة وأعوانهم"، قائلاً: "ما دامت إيران تنعم بالحياة، فمن المستحيل أن يتمكن المعتدون وحماتهم في المنطقة من التعدي على شبر  واحد من أراضيها".

اقرأ أيضاً: بزشكيان في العراق في أولى زياراته الخارجية منذ توليه منصبه.. ماذا في الأبعاد؟

اخترنا لك