2016 عام وداع أساطير الرياضة

في كل عام يودّع العالم رياضيين، لكن 2016 كان الأقسى وشكّل "علامة فارقة" إذ إن الراحلين كانوا كثراً من عمالقة الرياضة وأساطيرها الذين تركوا أثراً بالغاً كل في ميدانه وكان رحيلهم صعباً على عالم الرياضة بعد أن تحولوا إلى رموز وأيقونات رسخت في الذاكرة. ذاكرة الزمن الجميل.

  • 2016 عام وداع أساطير الرياضة
    يوهان كرويف

 

 

في كل عام يودّع العالم رياضيين، لكن 2016 كان الأقسى وشكّل "علامة فارقة" إذ إن الراحلين كانوا كثراً من عمالقة الرياضة وأساطيرها الذين تركوا أثراً بالغاً كل في ميدانه وكان رحيلهم صعباً على عالم الرياضة بعد أن تحولوا إلى رموز وأيقونات رسخت في الذاكرة. ذاكرة الزمن الجميل.

 

البداية كانت في يوم 24 آذار/ مارس عندما ودّع العالم "الهولندي الطائر" يوهان كرويف أحد أساطير لعبة كرة القدم على مرّ تاريخها بعد معاناته من سرطان الرئة.

 

أن تقول كرويف يعني ذلك اللاعب الفنان الذي وصفه "القيصر" الألماني فرانتس بكنباور بـ "أفضل لاعب أنجبته أوروبا" والذي غيّر مفهوم الكرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي من خلال موهبته وقيادته ما عرف بـ "الفوتبول توتال" أو الكرة الشاملة مع منتخب بلاده وأياكس أمستردام اللذين حقق معهما إنجازات كثيرة أبرزها كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري أبطال أوروبا الآن) ثلاث مرات ووصوله إلى نهائي مونديال 1974 حيث كان قريباً من احتضان الكأس التي لم تحرزها بلاده في تاريخها، وهذا ما أدى إلى تتويجه بالكرة الذهبية ثلاث مرات.

 

أما مسيرة كرويف كمدرب فتلك قصة أخرى حيث أشرف على أحد أبرز أندية أوروبا وأعرقها برشلونة مكوناً فيه فريق الأحلام الذي أحرز لقب كأس الأندية الأوروبية البطلة عام 1992، كما قاد أياكس إلى لقب كأس الكؤوس الأوروبية عام 1987 (أحرزه مع برشلونة أيضاً عام 1989) فضلاً عن العديد من الألقاب الأخرى.

 

 

 

 

  • 2016 عام وداع أساطير الرياضة
    محمد علي كلاي

وبعد حوالي ثلاثة أشهر من رحيل كرويف تلقى العالم الرياضي نبأ حزيناً آخر برحيل أسطورة رياضية أخرى هو الملاكم محمد علي كلاي بعد صراع طويل مع مرض الباركينسون.

 

كلاي لم يكن مجرد أسطورة رياضية عرفها العالم فحسب، فسيرة حياته التي تضمنت مواقف سياسية وإجتماعية جعلته أكثر من مجرد بطل ملاكمة.

 

كان كلاي، الذي عُرف باسم كاسيوس كلاي في بداية مسيرته، بطلاً للعالم ثلاث مرات في الأوزان الثقيلة وبطلاً أولمبياً في الأوزان نصف الثقيلة عام 1960وخاض 61 نزالاً كمحترف فاز في 56 منها وخسر خمسة فحسب.

 

وحظى كلاي بشهرة إضافية بعد إعلان اعتناقه الديانة الإسلامية والتخلي عن اسمه الأصلي ليطلق على نفسه اسم محمد علي. وانخرط في صفوف حركة "أمة الإسلام" التي كانت تضم مالكولم إكس الذي كان يناضل من أجل تحرير مجتمعات السود وإنهاء العنصرية. وانتشر الهوس في الولايات المتحدة بذلك البطل المتمرد الذي لا يتوقف عن حصد البطولات.

 

وأثار كلاي الجدل مرة أخرى في 1967 حينما رفض الانخراط في صفوف الجيش الأميركي والتوجه لجبهة القتال في فييتنام، لتتم إدانته بالسجن خمس سنوات بتهمة عصيان الأوامر، فضلاً عن إيقافه ثلاثة أعوام وتجريده من لقبه العالمي. 
ووصلت حياة علي لشدة شهرته إلى عالم السينما من خلال فيلم حمل اسم "علي" من إخراج مايكل مان وقام فيه الممثل ويل سميث بدور الملاكم العالمي.

 

وفي الثاني من نيسان/ أبريل فارق الحياة أسطورة كروية أخرى هو الإيطالي تشيزاري مالديني.

 

لا يمكن ان تقول مالديني إلا أن تستحضر إلى الذاكرة ميلان الذي ارتبط اسمه بهذا المدافع الفذ كما بنجله باولو لاحقاً.

 

وحقق تشيزاري عدة ألقاب مع ميلان ومنها كأس الأندية الأوروبية البطلة في 1963 كما درب "الروسونيري" على فترتين (1972-1974، 2001-2002) كما قاد منتخب إيطاليا كمدرب في نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا.

 

وفي الخامس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر ودعت البرازيل أحد أبرز المدافعين الذين مروا على تاريخها وهو كارلوس ألبرتو الذي ارتبط اسمه بالأسطورة "الملك" بيليه حيث لعبا معاً في سانتوس في فترة السيتينيات والسبعينيات، كما لا تزال لقطة هدفه الشهير في مرمى إيطاليا في نهائي مونديال 1970 عالقة في الأذهان عندما تلقى تمريرة ساحرة من بيليه نفسه وأطلقها قوية في الشباك.

 

كرويف ومالديني وكارلوس ألبرتو وكلاي أساطير خسرتهم الرياضة في 2016، لكنهم سيبقون حاضرين على الدوام بإرثهم الكبير الذي تركوه.