هانز – ديتر فليك... منتخب ألمانيا بالنسخة البافارية

يبدأ منتخب ألمانيا مرحلة جديدة بقيادة مدرب جديد هو هانز – ديتر فليك بعد خيبات كثيرة في الأعوام الأخيرة. فماذا يمكن أن يقدّم هذا المدرب لـ "المانشافت"؟

  • هانز - ديتر فليك
    هانز - ديتر فليك

مرحلة جديدة لمنتخب ألمانيا تبدأ اليوم بقيادة مدرب جديد هو هانز – ديتر فليك. وعند الحديث عن مرحلة جديدة لمنتخب مثل ألمانيا فإن المسألة لها أهميّتها لما اشتهرت به ألمانيا بقلّة تغييرها المدربين تاريخياً، وهذا يتأكّد مع يواكيم لوف الذي استمرّ لأعوام طويلة مدرباً لـ "المانشافت".

هكذا بدا واضحاً أن ألمانيا بحاجة إلى بداية جديدة بعد الخيبتَين الأخيرتين لمنتخبها بقيادة لوف بالخروج من الدور الأول لمونديال روسيا 2018 ودور الـ 16 في كأس أوروبا 2020، وربما لو توفّر المدرب المناسب بعد الخيبة المونديالية لكانت المرحلة الجديدة بدأت من حينها.

بدا واضحاً في كأس أوروبا أن لوف لم يعد بإمكانه تقديم الإضافة لمنتخب ألمانيا، إذ لربما اكتفى هذا المدرب من مجد التتويج بلقب مونديال 2014 وإنجازاته الأخرى بالوصول إلى نصف نهائي مونديال 2010 ونهائي كأس أوروبا 2008 ونصف نهائي كأس أوروبا 2012 و2016، خصوصاً في ظل تواجد النجوم واللاعبين الموهوبين في صفوف "المانشافت".

وكان واضحاً منذ قرار لوف إنهاء مشواره مع منتخب ألمانيا بعد كأس أوروبا هذا الصيف، أن الاتحاد الألماني لكرة القدم يصرّ على أن يكون المدرب القادم هو فليك، خصوصاً في ظلّ رغبة هذا الأخير في تدريب المنتخب بعد أن كان مساعداً للوف في مونديال 2014 وفي ظلّ تمنّع يورغن كلوب عن قيادة "المانشافت" لرغبته في البقاء مع ليفربول.

وبالفعل أصبح فليك مدرباً لمنتخب ألمانيا لما أظهره من كفاءة لافتة في فترة قياسية مع بايرن ميونيخ حيث قاده في أشهر قليلة في 2020 للتتويج بسداسية تاريخية بينها لقب دوري أبطال أوروبا، وحيث سيذكر التاريخ أنه المدرب الذي هزم برشلونة بقيادة ليونيل ميسي بنتيجة 8-2، ليتم اختياره أفضل مدرب في أوروبا، علماً أيضاً أنه كان الأجدر بأن يتم اختياره أفضل مدرب في العالم في 2020 أكثر من كلوب.

وبالحديث عن بايرن ميونيخ، يبدو جلياً أن تجربة فليك مع الفريق البافاري هي التي سينقلها بالدرجة الأولى إلى منتخب ألمانيا ويستفيد منها. إذ إن أكثر لاعبي "المانشافت" هم من بايرن ميونيخ وهم نجوم المنتخب الذين يعتمد عليهم على غرار توماس مولر وسيرج غنابري وليروي سانيه وجوشوا كيميتش وليون غوريتسكا وجمال موسيالا والحارس مانويل مانوير، لذا يمكن القول أن فليك يعرف لاعبي البافاري جيداً، كما أن هؤلاء يعرفون مدربهم تماماً وفلسفته في اللعب التي أبدع فيها في فريقهم، فضلاً عن العلاقة الوثيقة التي تربط فليك بهؤلاء، وهذا ما سيسهّل عليه المهمّة في تكرار تجربة بايرن ميونيخ في المنتخب الألماني.

هذا يمكن القول أنه العنوان الأساسي في منتخب ألمانيا بقيادة فليك إلى جانب أن هذا المدرب سيعتمد على لاعبي الخبرة والشباب. إذ على صعيد لاعبي الخبرة فإن فليك أبقى مولر في المنتخب بعد عودته إلى صفوفه في كأس أوروبا، وهذا ليس بغريب خصوصاً أنه كان وراء عودة مولر للتألّق عند قدومه إلى بايرن ميونيخ حيث أعاده إلى التشكيلة الأساسية، بالإضافة إلى استدعائه النجم ماركو رويس الذي يستمرّ في التألُّق في صفوف بوروسيا دورتموند ويشكّل ثنائياً مميزاً مع النجم النروجي إرلينغ هالاند وبإمكانه بخبرته تقديم الإضافة للمنتخب.

كذلك فإن القيادة ستبقى لنوير الذي راكم التجربة الكبيرة في صفوف "المانشافت".

أما على صعيد الشبان فهم الأكثر تواجداً في المنتخب على غرار تحديداً كاي هافيرتز الذي سيكون له دور كبير مع فليك والذي بدأ بإثبات وجوده والتألّق سواء مع المنتخب أو في تشلسي حيث سجّل هدف التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 2021، مع وجوه جديدة ظهرت قبل فترة كموسيالا تحديداً الذي كان فليك أول من منحه الفرصة في الفريق البافاري وفلوريان فيرتز، وحديثة ككريم أديمي.

أمام تجربة فليك المميزة في بايرن ميونيخ وتجربته السابقة في منتخب ألمانيا على أعلى المستويات في مونديال البرازيل، يبدو هذا المدرب الأكفأ حالياً لقيادة المنتخب الألماني، وهو باستطاعته إعادة "المانشافت" إلى مكانته التي خسر الكثير منها في مونديال 2018 وكأس أوروبا 2020.