إيران تشيد بـ "العصر الجديد" في سوريا.. والولايات المتحدة منزعجة

موقع "نيوز ويك" الأميركي يشير إلى تصاعد توتر وانزعاج الولايات المتحدة الأميركية من إيران وعلاقاتها مع سوريا.

  • الرئيس السوري بشار الأسد برفقة نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في سوريا
    الرئيس السوري بشار الأسد برفقة نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في سوريا

كتب توم أوكونور مقالاً في موقع "نيوز ويك" الأميركي حول تطوّر وثبات العلاقات السورية - الإيرانية، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية منزعجة ومتوترة من هذه العلاقة القوية، ولاسيّما بعد توقيع الاتفاق الإيراني - السعودي بوساطة صينية.

وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، هي الأولى منذ عام 2010، قبل عامٍ من اندلاع الحرب، التي أثبتت خلالها طهران أنّها الحليف الأول للحكومة السورية في مواجهتها الجماعات المسلّحة، وتنظيم "داعش".

ووقع الرئيسان بشار الأسد، وإبراهيم رئيسي، على مذكرة تفاهم لتعميق "تعاون بلديهما الاستراتيجي طويل الأمد". وأشاد رئيسي بتحدي الدولة السورية للعقوبات الغربية الصادرة بمزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، وأعلن عن بدء "حقبةٍ جديدة" في سوريا بعد 12 عاماً من الحرب عليها وتحقيق النصر على الإرهاب.

جاءت الزيارة في وقتٍ تستمر فيه التوترات بين إيران والولايات المتحدة، حول مصادرة طهران لسفينة ترفع علم بنما في مياه الخليج، ولعدم وجود أيّ تقدم نحو استعادة "الاتفاق النووي" المجمد.

في حين أنّ دمشق وطهران شريكتان منذ فترة طويلة، أظهرت الزيارة أيضاً أحدث علامة على استعادة قوية لسوريا لموقعها الاقليمي بعد توجّه المملكة العربية السعودية إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع سوريا، في أعقاب اتفاق تاريخي بين السعودية وإيران بوساطة الصين، إلى جانب انفتاح عربي رسمي متزايد مع سوريا.

وتكرر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّه ليس لديها خطط لاستئناف العلاقات مع سوريا. مع ذلك، يتواجد ما يُقدّر بنحو 900 جندي أميركي مُنتشرين في شمال شرق سوريا إلى جانب "قوات سوريا الديمقراطية"، على الرغم من مطالب الحكومة السورية بانسحابها.

كذلك، تتعرض القوات الأميركية في سوريا، مراراً لنيران الصواريخ والطائرات المسيّرة، من قبل ما وصفه البنتاغون بالميليشيات المتحالفة مع طهران، التي تنفي أيّ علاقة لها بشن هجمات ضد أفراد أميركيين في سوريا، مع التمسّك إلى جانب دمشق وموسكو، بالدعوة لانسحابٍ كامل للقوات العسكرية الأميركية من البلاد.

كذلك، فعلت الدول التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، في مقدمتها، مصر، والعراق، والأردن، والسعودية، في بيانٍ مشترك مع سوريا، صدر أول الأسبوع الجاري، دعا إلى إنهاء "التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية"، وإعادة السيطرة لحكومتها الشرعية على كامل الأراضي.

جاء ذلك عقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الخمس في العاصمة الأردنية عمان. وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ خروج سوريا من جامعة الدول العربية في عام 2011، وفي وقتٍ تسعى فيه الدبلوماسية الإيرانية والسورية إلى إصلاح العلاقات بين دول المنطقة.

مصدرٌ في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، قال لـ"نيوزويك": "سوريا دخلت حقبة جديدة من الاستقرار، و خلال الـ 12 عاماً الماضية، أثبتت إيران باستمرار علاقتها بسوريا على أنّها لا تشهد تقلبات، وكانت فعّالة في هزيمة السياسة التدميرية للغرب وداعش".

كما أنّ التطورات الأخيرة من الدول العربية تجاه دمشق، تشير إلى صحة السياسة الإيرانية.

ويتصاعد توتر وانزعاج الولايات المتحدة الأميركية، وعبّر عن ذلك نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، الذي نقل مخاوف إدارة بايدن من الاجتماع العربي الخماسي لدعم سوريا في عمان، وكرر موقفه "لا نؤيد التطبيع مع دمشق". 

كما ألقى باتيل ثقله بالتعبير عن امتعاض بلاده زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً إنّ "استمرار طهران ودمشق، في تعميق العلاقات بينهما، يجب أن يكون مصدر قلق كبير ليس فقط لحلفائنا وشركائنا ودول المنطقة ولكل العالم".

ويستمر التنافس الطويل الأمد بين الولايات المتحدة وإيران، في التسبب في التدهور في العلاقات منذ عام 2018، حين تخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتفاق النووي متعدد الأطراف الذي أبرم في عام 2015 في عهد سلفه الرئيس باراك أوباما. فالاتفاق سمح برفع العقوبات الدولية مقابل تقييد البرنامج النووي لطهران.

ومع عودة العقوبات الأميركية مرّة أخرى إلى تعطيل العلاقات التجارية الدولية لإيران، خفّضت طهران تدريجياً التزامها بالاتفاق، المعروف رسمياً باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

ولم تسفر الجولات المتعددة من المحادثات التي عُقدت منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في عام 2021، عن إطار عمل قابل للتطبيق للامتثال المتبادل بين واشنطن وطهران، في بنود الاتفاق.

ترافق كل ذلك، مع الاشتباكات بين القوات الأميركية والمسلحين في سوريا والعراق، ومع اضطراباتٍ في الخليج، إذ تعرّض عدد من السفن لهجماتٍ، كما سيطرت القوات الإيرانية، على عددٍ من السفن على مرّ السنين وذلك للضلوع في أعمال غير قانونية تستهدف الأمن الإيراني.

نقلها إلى العربية: حسين قطايا