"الغارديان": كيف وُلدت فكرة برج ترامب في دمشق؟

تم اقتراح بناء ناطحة السحاب في محاولة لجذب الرئيس الأميركي بينما تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى رفع العقوبات.

0:00
  • الشرع يلتقي بترامب في السعودية
    الشرع يلتقي بترامب في السعودية

صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر تقريراً يتناول فكرة بناء برج يصل ارتفاعه إلى 45 طبقة في دمشف باسم الرئيس الأميركي. ويذكر التقرير هدف بناء البرج.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف:

بارتفاع يصل إلى 45 طبقة، وبسعر محتمل يبلغ 200 مليون دولار، واسم "ترامب" مكتوباً بحروف ذهبية على قمته.. هذا هو "برج ترامب دمشق"، نصب تذكاري لامع يهدف إلى إعادة سوريا التي مزقتها الحرب إلى الساحة الدولية.

وكما توحي الحروف الذهبية، فقد جرى تصميم المبنى البرّاق لجذب الانتباه: انتباه رئيس الولايات المتحدة.

قال وليد محمد الزعبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "تايغر غروب" التي تتخذ من الإمارات مقراً لها وتقدّر قيمتها بـ5 مليارات دولار، والتي تطور برج ترامب دمشق، إنّ "هذا المشروع هو رسالتنا؛ أنّ هذا البلد، الذي عانى وتعب شعبه لسنوات طويلة، وخاصة في الخمسة عشر عاماً الأخيرة من الحرب، يستحق أن يخطو خطوة نحو السلام".

تم اقتراح بناء البرج في محاولة لجذب اهتمام الرئيس الأميركي، بينما سعت الحكومة السورية الجديدة إلى إزالة العقوبات الأميركية وتطبيع العلاقات مع واشنطن. جاء ذلك جنباً إلى جنب مع عرض لتوفير الوصول الأميركي إلى النفط السوري وفرص الاستثمار، إضافة إلى ضمانات لأمن "إسرائيل".

كانت سوريا تخضع لعقوبات أميركية منذ عام 1979، والتي اشتدت بعد عام 2011. وعلى الرغم من إطاحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر على أيدي المتمردين، فإنّ الولايات المتحدة أبقت على العقوبات ضد البلاد، متوجسة من الحكومة الجديدة ذات القيادة الإسلامية.

لكن اقتراح سوريا، إلى جانب الضغط من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نجح. في الأسبوع الماضي، أعلن ترامب إنهاء جميع العقوبات الأميركية على سوريا، والتقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، واصفاً إياه بأنه "رجل جذاب" و"قوي".

الآن، ومع رفع العقوبات وتعزيز العلاقات مع واشنطن، يمكن لبرج ترامب أن ينتقل من الورق إلى الواقع. الزعبي سيتوجه إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تصاريح البناء للبرج الشاهق.

قال الزعبي: "نحن ندرس عدة مواقع. نقترح بناء 45 طبقة، مع إمكانية الزيادة أو النقصان بحسب التخطيط"، مضيفاً أنّ تكلفة بناء البرج التجاري ستراوح بين 100 مليون و200 مليون دولار.

وبعد حصوله على تصريح البناء، سيحتاج الزعبي إلى التقدم للحصول على حقوق الامتياز التجاري لعلامة "ترامب". الصور التي جرت مشاركتها مع صحيفة "الغارديان" لنموذج المبنى لا تتضمن شعار ترامب، حيث لا تزال الموافقة على الامتياز قيد السعي.

وقدّر الزعبي أنّ بناء البرج سيستغرق ثلاث سنوات بمجرد حصوله على الموافقات القانونية من الحكومة السورية والحقوق من منظمة ترامب التجارية.

ومع ذلك، لا تزال العقبات قائمة، إذ إنّ عملية إزالة العقوبات لم تتضح بعد، كما أنّ الاقتصاد السوري المدمر والبيئة السياسية الهشة قد يعقّدان المشروع.

وُلدت فكرة برج ترامب دمشق في كانون الأول/ ديسمبر، بعد أن طرح عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون الفكرة في خطاب أمام الكونغرس.

قال الكاتب السوري رضوان زيادة، القريب من الرئيس السوري، والذي عرض الفكرة على الزعبي وبدأ العمل معه على المشروع إنّ "الفكرة الرئيسية كانت جذب انتباه الرئيس ترامب".

كان هذا جزءاً من حملة سحرية متعددة الجوانب تهدف إلى وضع سوريا في جدول أعمال ترامب. إذ لم يعلق ترامب كثيراً على سوريا بعد تولّيه منصبه، وكانت عملية رفع العقوبات التي تديرها وزارة الخارجية تبدو طويلة.

ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، بدا أنّ برج ترامب وسيلة للفت انتباهه بطريقته غير التقليدية، مستغلّاً التداخل بين إمبراطوريته التجارية وموقعه السياسي، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث تلقّى طائرة فاخرة من قطر.

وإضافة إلى كسب العقول والقلوب في الولايات المتحدة، يأمل السوريون أنّ مشروعاً عقارياً ضخماً مثل برج ترامب سيجذب المزيد من الاستثمارات الدولية في سوريا.

ولا تزال سوريا بحاجة ماسة إلى استثمارات في البنية التحتية والخدمات الأساسية، إلى جانب المشاريع الاستثمارية البراقة. وتُقدّر الأمم المتحدة أنّ 90% من السوريين يعيشون في فقر ويقضون معظم يومهم من دون كهرباء أو رعاية طبية مناسبة.

نقله إلى العربية: الميادين نت.