"فورين بوليسي": من هم المؤثّرون في السياسة الخارجية لترامب؟

كيف ستبدو سياسة دونالد ترامب الخارجية إذا فاز بالبيت الأبيض مرة أخرى؟

  • "فورين بوليسي": من هم المؤثّرون في السياسة الخارجية لترامب؟

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر تقريراً تتحدّث فيه عن الشخصيات التي قد تصوغ السياسة الخارجية للولايات المتحدة في حال عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

بعيداً عن ضجيج الحملة الانتخابية، إنّ إحدى الطرق لقياس أجندة السياسة الخارجية المحتملة لولاية دونالد ترامب الثانية هي فهم المفكّرين الرئيسيين في مجال الأمن القومي في فلكه. فمن هم المستشارون الذين يستمع إليهم ترامب؟ وما هو أصل الأفكار التي تحرّك النظرة العالمية الحالية للرئيس السابق؟

إلبريدج كولبي

إلبريدج كولبي، هو المسؤول الدفاعي المحتمل في إدارة ترامب في المستقبل، والصوت الأعلى وربما الأكثر إقناعاً في واشنطن الذي يدعو إلى التحوّل الكامل بعيداً عن أوروبا وحلف شمال الأطلسي وروسيا ونحو التحدّي المتزايد من جانب الصين.

شغل كولبي منصب نائب مساعد وزير الدفاع لأكثر من عام في إدارة ترامب، حيث ساعد في تعزيز التحوّل الأميركي المتأخّر نحو آسيا. وإذا حصل على فرصة أخرى في إدارة ترامب المستقبلية، وقد طُرِح اسمه لمنصب دفاعي آخر أو حتى وظيفة في مجلس الأمن القومي، فسوف يؤكد وجهة نظره الشاملة: الصين، وليس روسيا، هي أكبر مشكلة تواجه أميركا.

فريد فليتز

فريد فليتز، هو مؤيّد قوي لأيديولوجية "MAGA" التي يقودها ترامب والتي أزعجت واشنطن لمدة أربع سنوات. وهو أحد المحاربين القدامى في إدارة ترامب والذي ظهر كواحد من كبار مستشاري الرئيس السابق القلائل في مجال الأمن القومي أثناء الحملة الانتخابية.

صاغ فليتز، خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا إذا فاز ترامب، وتتضمّن الخطة دفع أوكرانيا وروسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوسّط في وقف إطلاق نار مؤقت على خطوط المعركة الحالية، والذي سيتم الحفاظ عليه خلال محادثات السلام. ستضغط إدارة ترامب على أوكرانيا من جانب واحد من خلال التهديد بقطع المساعدات إذا لم تتفاوض، وعلى روسيا من ناحية أخرى من خلال التهديد بفتح البوابات على المساعدات العسكرية لأوكرانيا من دون محادثات سلام.

فليتز هو نائب رئيس مركز الأمن الأميركي في معهد أميركا أولاً للسياسة، وهو مركز أبحاث تأسس في عام 2021 لإبقاء "MAGA" فاعلة في واشنطن مع تولّي فريق بايدن السلطة.

ريك غرينيل

في غضون ساعات من تقديم أوراق اعتماده الدبلوماسية للرئيس الألماني في عام 2018، لجأ سفير ترامب الجديد في برلين، ريك غرينيل، إلى تطبيق "تويتر" في حينها، للمطالبة بقطع الشركات الألمانية تعاملاتها مع إيران. وتمّ بثّ هذه الخلافات مع الحكومة الألمانية علناً، حيث هدّد غرينيل بسحب القوات الأميركية من ألمانيا بسبب الإنفاق الدفاعي الباهت للبلاد وفرض عقوبات على خط أنابيب "نورد ستريم 2". 

ربما أرعب نهج الدبلوماسي غرينيل القتالي المؤسسة السياسية الهادئة في برلين. ومن حيث قدرته على نقل رسالة رئيسه، فإنّ غرينيل كان جندياً فعّالاً، وقد عُيِّن لاحقاً مبعوثاً خاصاً إلى البلقان، حيث اتُهِم بالتسبّب في انهيار حكومة كوسوفو.

بعد تخرّجه من كلية كينيدي للحكومة في جامعة هارفارد، عمل غرينيل متحدثاً باسم عدد من الجمهوريين البارزين قبل الانضمام إلى الحملة الرئاسية لعام 2000 للسيناتور السابق جون ماكين.

من عام 2001 إلى عام 2008، شغل غرينيل منصب مدير الاتصالات في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة تحت قيادة أربعة سفراء، بمن فيهم جون بولتون.

وفي حين انفصل العديد من كبار الشخصيات في إدارة ترامب عن الرئيس السابق خلال النهاية المخزية لولايته، ظل غرينيل مخلصاً. ومنذ تركه للحكومة، عمل غرينيل مبعوثاً لترامب، وجاب العالم، واجتمع مع زعماء أقصى اليمين، ومن المرجح أن يمنحه هذا الولاء وظيفة رفيعة المستوى في السياسة الخارجية في إدارة ترامب المستقبلية.

كيث كيلوغ

عندما طُرد مايكل فلين من منصبه كمستشار للأمن القومي الأميركي بعد 22 يوماً فقط، كان كيث كيلوغ من أوائل الأشخاص الذين طُرحت أسماؤهم لخلافته. لكنه لم يحصل على الوظيفة، وبدلاً من ذلك، عمل كيلوغ مستشاراً لنائب الرئيس مايك بنس وشغل منصب رئيس أركان مجلس الأمن القومي.

كان كيلوغ منخرطاً في بعض أكثر اللحظات المحورية في رئاسة ترامب، وسعى إلى أن يصبح عضواً رئيسياً في مجموعة خبراء الأمن القومي التابعة لترامب في معهد أميركا أولاً للسياسة، وهو من قدامى المحاربين في حرب فيتنام.

حاول كيلوغ أن يدعم تعهّد ترامب بإنهاء العملية الروسية في أوكرانيا "بغضون يوم واحد"، فرسم خطة من شأنها أن تقطع المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا إذا رفضت كييف الذهاب إلى طاولة المفاوضات، ولكنها تعززها إذا رفض الكرملين التفاوض.

روبرت لايتهايزر

روبرت لايتهايزر، المحامي التجاري المخضرم الذي بدأ حياته المهنية في الخدمة العامة في إدارة رونالد ريغان، حوّل مفاهيم ترامب غير المكتملة حول التجارة والاقتصاد إلى سياسة متماسكة إلى حد ما.

الآن، مع حملة ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، يحرص لايتهايزر على مضاعفة السياسات التي سعى إليها في المرة الأولى. كانت تلك التعريفات الجمركية الشهيرة التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم والعديد من المنتجات من الصين ثمرة رؤية لايتهايزر. وتتضمّن خططه للمستقبل فرض تعريفات جمركية أعلى بكثير على مجموعة أكبر من البلدان.

جون ماكنتي

في صيف عام 2020، بينما كان ترامب يترشح لإعادة انتخابه، دعت رسالة بريد إلكتروني من البيت الأبيض مسؤولي البنتاغون إلى الجلوس لإجراء مقابلات مع اثنين من الموظفين، حيث سيتم تقييمهما لمناصب في إدارة ترامب الثانية.

رأى المسؤولون المقابلات بمثابة اختبار للولاء لترامب. وكان الرجل وراء البريد الإلكتروني هو مدير مكتب شؤون الموظفين الرئاسي في البيت الأبيض جون ماكنتي.

ساعد ماكنتي في تعيين أشخاص معتمدين من "MAGA" في مناصب عليا، كما ساهمت في ذلك إقالة وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر. كما حاول، مع آخرين، تكديس مجالس السياسة العليا في البنتاغون بحلفاء ترامب المقرّبين.

يعمل ماكنتي الآن في مؤسسة هيريتيج، وهي مؤسسة بحثية محافظة، حيث يساعد في قيادة مشروع 2025، وهو مبادرة تدعو الرئيس القادم إلى "مواجهة الدولة العميقة".

كريستوفر ميلر

ارتكب كريستوفر ميلر بعض الأخطاء المبكرة بعد تعيينه وزيراً للدفاع بالإنابة في إدارة ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. ــ

واجه ميلر انتقادات واسعة النطاق لفشله في الموافقة على نشر الحرس الوطني لاحتواء التمرّد المؤيّد لترامب في 6 كانون الثاني/يناير 2021 في مبنى الكابيتول.

قال ميلر لاحقاً إنّه يخشى خلق "أعظم أزمة دستورية" منذ الحرب الأهلية من خلال نشر قوات أميركية نشطة. كما قال إنّ ترامب يستحق اللوم على تأجيج أعمال الشغب، لكنه لم يستبعد صراحة العمل معه مرة أخرى.

ستيفن ميلر

خلال فترة ولاية ترامب، صنع ستيفن ميلر لنفسه اسماً باعتباره المهندس الراديكالي لسياسات الرئيس المتشدّدة في التعامل مع الهجرة.

إذا انتصر ترامب، فمن المتوقّع على نطاق واسع أن يعتمد مرة أخرى بشكل كبير على ميلر، الذي حدّد بالفعل مقترحات جديدة شاملة لإصلاح السياسة الأميركية ومكافحة الهجرة.

روبرت أوبراين

عمل ترامب مع 3 مستشارين للأمن القومي خلال العامين الأولين من ولايته قبل أن يستقر على واحد يناسبه تماماً هو روبرت أوبراين. وظل موجوداً حتى نهاية رئاسة ترامب.

بدأ أوبراين، وهو محامٍ من لوس أنجلوس، دوره في البيت الأبيض كمبعوث خاص لشؤون الرهائن. ساعد في تأمين إطلاق سراح الأميركيين من السجون في تركيا واليمن. وظل أوبراين قريباً من الرئيس السابق ومن المرجح أن يتم اختياره لدور كبير إذا عاد ترامب إلى المكتب البيضاوي.

كاش باتيل

حقّق كاش باتيل صعوداً صاروخياً خلال فترة حكم ترامب، حيث ارتقى من موظف غير معروف في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب إلى رئيس الأركان ثم القائم بأعمال وزير الدفاع في الأشهر الأخيرة من الإدارة، على الرغم من عدم وجود خلفيّة عسكرية لديه.

بصفته مساعداً للنائب ديفين نونيس، الذي كان آنذاك رئيساً للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، كان دور باتيل محورياً في الجهود الرامية إلى تحدي الاتهامات بأنّ فريق ترامب كان على اتصال غير لائق بمسؤولي الحكومة الروسية أثناء الحملة الانتخابية.

بعد فترة قضاها في مجلس الأمن القومي كمدير أول لمكافحة الإرهاب، انتقل باتيل إلى مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في عام 2020 كمستشار أول لمدير الاستخبارات الوطنية، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من هجمات الرئيس السابق على مجتمع الاستخبارات، والضغط من أجل رفع السرية عن وثائق من التحقيق في جهود روسيا للتدخّل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

من المرجح أن يؤدي باتيل دوراً كبيراً إذا عاد ترامب إلى المكتب البيضاوي. وقال باتيل في مقابلة سابق، إنّ إدارة ترامب الثانية ستستهدف الصحافيين وتلاحقهم قضائياً.

مايك بومبيو

كان مايك بومبيو أحد المسؤولين القلائل في حكومة ترامب الذين حافظوا على علاقة قوية مع الرئيس المتهور والمتقلّب طوال فترة ولايته.

انتشل ترامب بومبيو من الغموض النسبي كعضو في الكونغرس ليكون أول مدير لوكالة المخابرات المركزية. وبصفته رئيساً لوكالة الاستخبارات الأميركية الأولى، خاض بومبيو الدبلوماسية بالسفر سراً إلى كوريا الشمالية لوضع الأساس للمحادثات المباشرة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

ولا يزال بومبيو يحافظ على علاقات وثيقة مع ترامب ودائرته الداخلية، ويعتقد العديد من المطلعين الجمهوريين أنّه سيكون من أبرز المرشحين لدور إداري كبير، مثل وزير الدفاع، إذا أعيد انتخاب ترامب.