"وول ستريت جورنال": "إسرائيل" لا تزال بعيدة كل البعد عن استعادة أمن الشمال

رغم أنّ "إسرائيل" اغتالت معظم كبار قادة حزب الله، إلا أنّ ترسانة الأخير لا تزال كبيرة ولديه عشرات الآلاف من المقاتلين المدرّبين، ويواصل إطلاق الصواريخ على "إسرائيل".

0:00
  • محققاً إصابات دقيقة.. حزب الله يتصدى لمحاولات تقدم جديدة عند مارون الراس وبوابة فاطمة
    "وول ستريت جورنال": حزب الله مستمر بإطلاق الصواريخ على "إسرائيل" رغم اغتيال معظم كبار قادته

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر مقالاً للكاتب ماركوس ووكر، يتحدث فيه عن الحرب الإسرائيلية الحالية على لبنان، وهدفها المعلن بإعادة الإسرائيليين إلى شمال الأراضي المحتلة، وعن محاولة الغزو البرّي، مذكراً بنتائج الغزوات الإسرائيلية الماضية إلى لبنان. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

لقد وجّهت "إسرائيل" سلسلة من الضربات في حربها المتصاعدة مع حزب الله، لكن من غير الواضح ما إذا كانت "إسرائيل" لديها استراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق هدف الحرب المعلن: جعل شمال "إسرائيل" آمناً للعيش فيه مرة أخرى.

ورغم أنّ "إسرائيل" اغتالت معظم كبار قادة حزب الله، إلا أنّ ترسانة الأخير لا تزال كبيرة ولديه عشرات الآلاف من المقاتلين المدرّبين، ويواصل إطلاق الصواريخ على "إسرائيل"، ويرفض وقف إطلاق النار حتى تنهي "إسرائيل" حربها على غزة.

وأظهر الهجوم الصاروخي الإيراني واسع النطاق على "إسرائيل" يوم الثلاثاء، والذي تعهّدت الأخيرة بالرد عليه بقوة، أنّ الحروب حول حدود "إسرائيل" تتحوّل بالفعل إلى معركة إقليمية أكبر حيث تحاول طهران الإشارة إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يتعرّض حلفاؤها ووكلاؤها للضرب.

ورغم الضربات لحزب الله، فإنّ "إسرائيل" ما زالت بعيدة كل البعد عن استعادة الأمن الذي فقدته قبل عام عندما بدأت الجولة الأخيرة من الحرب في الشرق الأوسط.

إنّ محاولة غزو القوات البرية الإسرائيلية لأجزاء من منطقة الحدود الجنوبية للبنان هذا الأسبوع يضع "إسرائيل" على حافة معضلة. فمن غير المرجح أن تكون الضربات الجوية والغارات البرية المحدودة على القرى الحدودية كافية لإنهاء التهديد الذي يشكّله حزب الله واستعادة شعور السكان الإسرائيليين بالأمن.

وأقرّ "الجيش" الإسرائيلي بأنّ القتال العنيف في جنوب لبنان أدّى بالفعل إلى مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين، بمن في ذلك العديد من أعضاء وحدة "إيغوز" النخبوية، التي تأسست لمكافحة حرب العصابات ضد حزب الله.

ولم يهاجم حزب الله حتى الآن المدن الإسرائيلية بأعداد كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى، وهو قادر على ذلك بحسب "الجيش" الإسرائيلي.

إنّ هدف التوغل البرّي الإسرائيلي حتى الآن هو تدمير الأنفاق والأسلحة التي أعدها حزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية لهجوم محتمل، وفقاً لعدة مسؤولين إسرائيليين مطلعين على العملية. وقالوا إنّ "الجيش" الإسرائيلي لم يكن ينوي أن يتحوّل التوغّل إلى حرب برية واسعة النطاق في لبنان.

ولكن كما قال أحد المسؤولين الإسرائيليين، فإنّ الأحداث في الحرب يمكن أن تتطور ديناميكيتها الخاصة. وقال المسؤول عن الغزو المتوسع: "هذا ليس في أذهاننا، ولكن بالطبع، يمكن جرّنا إلى مثل هذا السيناريو".

كان من المفترض أن يكون أكبر غزو إسرائيلي للبنان في عام 1982 محدود النطاق أيضاً، لكن القوات الإسرائيلية انتهت إلى محاصرة بيروت بينما كانت تطارد منظمة التحرير الفلسطينية، في عمق البلاد. انسحبت القوات الإسرائيلية في النهاية إلى منطقة عازلة في جنوب لبنان، حيث خاض حزب الله حرب عصابات طويلة ضدها حتى انسحبت "إسرائيل" من لبنان في عام 2000.

والغزوتان الإسرائيليتان لجنوب لبنان، في عامي 1978 و2006، لم تحقّقا مكاسب أمنية دائمة لـ "إسرائيل".

لقد تحدّى حزب الله حتى الآن كل الضغوط الإسرائيلية لفصل إطلاق الصواريخ عن الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة، وفشلت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وقال عوفر فريدمان، وهو باحث في دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن: "الحرب عبارة عن رقصة تانغو، وبالتالي فمهما كانت خطة الإسرائيليين، فإنها ليست بالضرورة ما سيحدث".

 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.