"Mondoweiss": تحقيق "التايمز" بشأن ممداني يظهر مدى انخراطها في اللوبي الإسرائيلي

حملة تشويه "نيويورك تايمز" ضد زهران ممداني تُظهر مدى ابتعاد الصحيفة عن التقدميين، وخاصة فيما يتعلق بفلسطين.

0:00
  • زهران ممداني
    زهران ممداني

موقع "Mondoweiss" ينشر مقالاً ينتقد صحيفة "نيويورك تايمز" بسبب نشرها تحقيقاً اعتبره كثيرون هجوماً سياسياً متعمداً على السياسي التقدمي زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك.

يُظهر المقال كيف يُستخدم الإعلام، خصوصاً "نيويورك تايمز"، كأداة سياسية لضرب الأصوات الناقدة لـ"إسرائيل".

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

يُظهر التحقيق العنصري الصادم الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول زهران ممداني أنّ الصحيفة لن تتردد في فعل أي شيء لإسقاط نجمها التقدمي. وهذا دليل واضح على أنّ الصحيفة عالقة في أسوأ فوضى اللوبي الإسرائيلي.

في إشارة واضحة إلى نيتها مهاجمة زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة المدينة، وازدراء الناخبين الذين أسهموا في صعوده المذهل، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي تحقيقاً مطولاً في تصريح ممداني حول هويته العرقية كطالب جامعي عام 2009، كما لو أنها عثرت على دليل دامغ. لم يُلحق الجدل الذي أعقب ذلك أي ضرر سياسي بممداني، بل اجتاح الصحيفة، ما أضرّ أكثر بمصداقيتها.

استند مقال 3 تموز/يوليو، المعنون "تم تحديد ممداني كأميركي آسيوي وأفريقي في طلب الالتحاق بالجامعة"، إلى اختراق سجلات القبول في جامعة كولومبيا، وأشار المقال إلى أنّ ممداني، وهو في الثامنة عشرة من عمره، كذب بشأن هويته في طلب التحاقه بجامعة كولومبيا عام 2009، وذلك بوضع علامة صح في خانات تشير إلى أنه "آسيوي" و"أسود أو أميركي من أصل أفريقي". لم يُمنح ممداني مقعداً.

وكما أشارت صحيفة التايمز بأسلوبٍ لافت، يقول ممداني خلال حملته الانتخابية إنه مسلم من أصول جنوب آسيوية، لكنه "ادّعى أنه يحمل لقباً آخر" عندما كان مراهقاً.

أوضح ممداني لصحيفة التايمز: "معظم طلبات الالتحاق بالجامعات لا تتضمن خانة للأوغنديين الهنود، لذلك وضعتُ علامة صح في عدة خانات محاولاً تجسيد خلفيتي الثقافية كاملةً".

وُلد ممداني عام 1991 في أوغندا، حيث عاشت عائلة والده الغوغاراتية لمدة 100 عام. أمضى السياسي الناشئ سنواته السبع الأولى في أوغندا، وأعرب عن فخره بجذوره الأفريقية.

أدان مؤيدو ممداني خطورة المقال وطوله واتهامه الضعيف، معتبرين إياه تشهيراً واتهامات واهية، لكن الجماعات المؤيدة لـ "إسرائيل" التي تكره ممداني وحركته استغلّتها بالفعل، كما كان متوقعاً.

اتضح ضعف التهمة عندما سُئل زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الذي لم يؤيد ممداني بعد، عنها على قناة "MSNBC"، فغيّر الموضوع. إنه يعلم أن هذا ادعاء أحمق.

في غضون ذلك، وضع الغضب من المقال صحيفة التايمز مجدداً في موقف دفاعي بسبب تغطيتها الرافضة لممداني. من الواضح أنّ الصحيفة في حالة حرب مع نفسها. سعى المحررون إلى تبرير التحقيق، ولكن بشكل غير مقنع تماماً، ونشر كاتب العمود في صحيفة التايمز، جميل بوي، مقالاً يقول: "أعتقد أنه يجب عليك إخبار القراء إذا كان مصدرك نازياً". ثم حذف المنشور.

التحقيق سخيف وخبيث لعدة أسباب.

حتى لو صدقتَ فرضية أن ممداني عمد إلى تغيير هويته في سن الثامنة عشرة سعياً للالتحاق بجامعة كولومبيا، فإن القصة مضحكة. جميعنا نعرف شباباً عمدوا إلى تزييف هويتهم. يا للعجب! وعلى أي حال، الأدلة غير مقنعة. كان والد ممداني أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة كولومبيا آنذاك، لذا من المرجح أن مكتب القبول كان يعرف هويته. نشر محمود ممداني مؤخراً كتاباً بعنوان "مسلم صالح، مسلم سيئ"، عرّف فيه نفسه بأنه "من الجيل الثالث من شرق أفريقيا من أصل هندي" و"نشأ في كامبالا، أوغندا".

الدافع واضح، حاولت الصحيفة تحويل المسألة إلى فضيحة: كل ما عليك فعله هو نشر هذا، وسيقول المحافظون في جميع أنحاء تويتر إنه كاذب شيوعي مسلم.

وهذا سببٌ آخر لسخافة التحقيق. لا تُلحق هذه القصة ضرراً سياسياً بممداني. فقاعدته الانتخابية مُفزعة، والناخبون الديمقراطيون لا يُبالون بها.

بالطبع، لكل صحيفة الحق في اختيار معتقداتها. لكن التايمز، أهم صحيفة في البلاد وصوت ليبرالي بشكل عام، ترتكب أخطاء سياسية وأخلاقية جسيمة في تغطيتها لسياسي شاب يثير حماسة تحالف واسع لأسباب مثالية. لأنه متفائل وحيوي وشامل، ويقدم رؤية ثاقبة للمستقبل.

من المؤكد أنّ التايمز ستعكس هذه الحركة السياسية الأميركية يوماً ما. لكنها الآن عالقةٌ في أسوأ فوضى اللوبي الإسرائيلي بسبب اختيارها.

القضية الجوهرية هنا هي "إسرائيل". يحشد رعب الإبادة الجماعية في غزة الشباب. تطالب القاعدة الديمقراطية قادتها بالتعبير عن غضبهم من مجازر "إسرائيل" المتتالية والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى مجرمي الحرب.

رفضت صحيفة التايمز رفضاً قاطعاً الأخذ بهذه الرؤية. ولعلّ أفضل تعبير عن قبول التايمز للإبادة الجماعية هو مقالٌ لنيكولاس كريستوف، الكاتب الليبرالي في الصحيفة، كتب فيه في نيسان/أبريل: "حكومة نتنياهو تُصعّد الآن من جديد في غزة. هل هذا حقاً أفضل استخدام للأسلحة الأميركية؟"

هل هذا حقاً أفضل استخدام للأسلحة الأميركية؟ هذا سؤالٌ أخلاقيٌّ غبي. نحن نعرف الإجابة عنه، ونعرفها منذ سنوات، ونريد من مجلاتنا ومثقفينا وقادتنا أن يقولوا بحزم: لا.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.